بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة ، تستوقفني بعض اللحظات مفكراً في بعض الأحيان.. لماذا يتصرف البعض بتعالٍ كبير؟ لماذا البعض متكبرون ، متعصبون إلى درجة كبيرة؟ ما السبب؟
ألا يقول الله في كتابه: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"
؟؟
ألم يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم "الدين المعاملة"
؟؟
الكثيرون في الحقيقة.. مصابون بداء العنصرية ، في هذه الأوقات.. قلما تخلو في الحقيقة ، حتى أنني قسمتها إلى أقسام.. ولنناقش معاً بعض أسبابها..
خلال حديثي ، سأضرب بعضاً من الأمثلة.. طبعاً لاشك بأن البعض سيأخذها على أنها إهانات
لماذا ضربت مثالاً على خليجي هنا؟ هل تعني أننا هكذا كلنا؟ أصلاً أحسن ناس الخليجيين!
وهنا لماذا تضرب مثالاً على المصريين؟ أحسن ناس المصريين!
وهنا ليش تضرب مثال على السوريين؟ أحسن ناس السوريين!
......إلخ
الأمثلة التي سأضربها كلها حصلت حقيقة.. أمامي..
وسأنقلها محايدة كما هي
أظن أنه من بين الأسباب ، الترف.. والتربية على العنصرية وعدم الأخلاق ، كيف لا؟
النفايات لا تخلق إلا نفايات..
فلنأخذ هذا المثال..
ولد مراهق يضرب سائقهم الهندي الذي يكبره بثلاثين عاماً.. لماذا؟
سبب تافه كالعادة..
يشكو السائق الابن إلى أبيه ، فيضرب الأب السائق..
اسكت أيها الهندي القذر!
طبعاً ، الفتى يشاهد هذا المشهد..
والأم في البيت ستتكلم ضد السائق ، ستقف مع ابنها فلذة كبدها حبيب قلبها..
والولد يشاهد كل هذا..
ماذا سيفعل حين يكبر؟
قد يقول البعض.. هذا ليس عنصرية ، هذا كبر..
العنصرية والتعالي الكبير جزء من الكبر..
يقول صلى الله عليه وسلم:
"لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
...... إلى آخر الحديث
حسب تقسيمي ، هناك ثلاثة أقسام:
أولاً: التفريق العادي:
وهذا قلّما يخلو منه أي شخص.. إن لم يكن مستحيلاً ، ولا أراه مذموماً..
أعني به.. مثلاً ، ألا ترتاح (بشكل عام) في التعامل مع فئة معينة.. لكن ذلك لا يؤثر بك ولا بتصرفاتك ، ولا تنظر نظرة دونية إلى الطرف الآخر..
إنما مثلاً.. مجرد حذر..
يقول مثلاً.. لا أرتاح في التعامل مع شخص جنسيته كذا..
لكنه إن تعامل ، فلا يتعالى.. ولا يبخس أي حق ، ويتعامل بصدق..
وإن تعرف على شخص طيب من تلك الجنسية ، فهي صداقة إذاً.. لا مانع
لعل هذا النوع جاء جزء منه في السنة..
أحد الأحاديث لا أذكره ، كان يأمرنا بتوخي الحذر في البحث عن المرضعات.. لماذا؟
لأن "العرق دسّاس"
أو كما قال عليه الصلاة والسلام..
هناك شيء من هذا القبيل إذاً ، والشجرة الخبيثة لا تنبت إلا شجرة خبيثة.. وكما قلت ، النفاية لا تخرج إلا نفاية..
ثانياً: عنصرية جزئية.. [هذا فئة دنيا]:
هذا النوع في رأيي ، أهون من النوع الثالث الذي سأذكره لاحقاً..
تعصب إلى درجة كبيرة.. نظرة متعالية شديدة في التكبر..
بعض الأمثلة عليه (واعذروني أيها القرّاء على الأمثلة فأنا لا أقصد أحداً):
[ما أقدر أكلم واحد مصري]
[لو لي اصبع أصله فلسطيني بقطعه]
[كل السوريين مخفات]
[كل الخليجيين متعجرفين]
ولا يقولونها تجاوزاً ، بل تطبيق عملي!
فلا يحذر مثلاً من التعامل مع الخليجيين (لأنه لا يرتاح معهم وهو حر)
بل فعلاً يتعامل معهم على أنهم متعجرفون..
(وأقول مثلاً)
طبعاً ، يتعامل مع باقي الناس بشكل عادي ، باستثناء الفئة التي يراها دنيا.. أو سيئة..
النوع الثالث: [الكل في الأسفل] أو [الكل فئة دنيا] أو كما أسميها أنا.. عنصرية نازية:
وهذه أسوأ الأنواع ، وأكثرها انحطاطاً.. وفي العادة يسبب المشاكل والمشاحنات ، ولا ينتهي إلا ببغضاء..
مثلاً.. أحسن ناس احنا الخليجيين..
أو مافي أحد كويس إلا احنا المصريين..
أو كل الناس ما يفهمون إلا احنا السوريين
......إلخ
أو عبارة أخرى.. استوقفتني في فيلم..
الفيلم يحكي قصة مجموعات ، عندهم طفرات تجعلهم خارقين.. ويسمون مسوخاً..
البعض حارب هؤلاء المسوخ ، لأنهم خطرون على البشرية (في رأيهم) واعتبروهم أصلاً مخلوقات غير البشر.. بل حيواناتٍ شرسة..
المهم ،
هذه العبارة يقولها أحدهم إلى مساعده:
"نحن أمريكيون يا هنري.. وكل الآخرين هم مسوخ بشكل أو بآخر"
أيضاً ، النازيون كلهم.. العرق الآري فقط هو الأسمى ، والباقون مستباحون..
أيضاً هذا المثال.. وهو أكثر ما يحيرني.. بعد الانتهاء من صلاة ما في المسجد ، يصافح الرجل المصلي على يساره (نفس جنسيته) ، ولا يصافح المصلي الآخر الذي على يمينه (لأنه هندي مثلاً)
وهنا أستغرب حقاً.. أي أخلاق التي جعلتك تصلي في المسجد أصلاً؟ لماذا تصلي في المسجد إذاً ، وقلبك مليء بالكبر والبغضاء؟
أقول الحديث مرة أخرى: يقول صلى الله عليه وسلم: "لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"
.....إلى آخر الحديث
ومن الأمثلة عليها ما يحصل هنا في المنتدى..
كلا ، لن أتحدث عن القسم السياسي.. بل على القسم الذي من المفترض أنه مسالم جداً ، قسم الأسرة..
منذ حوالي عام ، أذكر أن أحد الأعضاء طرح موضوعاً.. يقول فيه.. هل تتزوج امرأة من غير بلدك؟ أو ماهي جنسية التي تتمنى أن تتزوجها؟
شيء من هذا القبيل..
طبعاً الموضوع عادي ، ومافيه شي..
لكن إيش اللي حصل؟
رد واحد من الأعضاء.. أو واحدة من العضوات ، قال أو قالت واحدة من العبارات السخيفة اللي على غرار: أصلاً الخليجيين أحسن شي ، وماني عارف إيش ، والمرأة الخليجية والمرأة الغير خليجية.....إلخ..
سيمفونية سخيفة تتكرر دائماً..
وتكرر أيضاً الرد..
رد أحد الأعضاء وعارض كلامه (أو كلامها)
ثم احتدم النقاش ، وصار الموضوع.. من الأجمل؟ المرأة الخليجية أو المرأة الغير خليجية؟
حتى أن أحد المشاركين اتهم النساء (الغير خليجيات) في أعراضهن!
طبعاً ، الموضوع انتهى وتم إقفاله..
والآن ، السيمفونية تعاد من جديد.. أحد الأعضاء فتح موضوعاً في القسم الأسري ، يتساءل فيه أيضاً ، هل تتزوج امرأة من غير بلدك؟
طبعاً ، هي حرية شخصية.. يمكنك أن تقول نعم.. أو لا ، أو لا تمر على الموضوع أصلاً. كما ترون ، الموضوع عادي جداً..
الأمر العادي أيضاً ، هو أن السيمفونية تكررت من جديد ، ولكن هذه المرة أسرع من الموضوع الذي كتب قبل عام..
جاءت إحدى العضوات ، وكتبت كلاماً شديد اللهجة.. طبعاً ، تمدح المرأة الخليجية وتهاجم الغير خليجية..
وفي الحقيقة ، شككت لوهلة أن تلك العضوة يهودية
لكنني صرفت النظر عن تلك الفكرة..
طبعاً الموضوع كله حذف ، حتى لا تكثر المشاكل.. ولا ألوم من حذفه / حذفته كثيراً..
البشر كلهم ، كل الأعراق.. كل القبائل ، كل الجنسيات.. فيهم الصالح والطالح..
ليس من الضروري أن الارتباط مثلاً بشخص من قبيلة سيئة ، لكن هذا لا يعني أن أعامل الجميع في الأمور العادية وفي الحياة الطبيعية بتعالٍ..
آسف إن كنت قد آذيت أحداً دون قصد مني ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته