سوف أكون محبطاً جداً لو علمتُ أن أحدكم يشاهد قناة الحرة و يتابعها .. و هو يثق بما تذكره من أخبار أو حتى لا يثق .. -أبي أزالها كليا من شاشتنا- و سأكون محبطاً أكثر لو أن أحدكم يفضل إذاعة سوا على إذاعة أخرى ...
الذي تفعله قناة الحرة و إذاعة سوا هو الدمج بطريقة سلسة بين الجد و الهزل .. بين القضية و السفاسف .. نشرة أخبار تتخللها أغنية أو دعاية لبرنامج مثير للغرائز أو شيئا من هذا القبيل ...
و هكذا ينمو المجتمع الذي لا يهتم بقضيته إلا بقدر ما يهتم بمغنية ساقطة منحطة من حجم هيفاء وهبي و أخواتها العاطلات .....
و هكذا تتحق الأمنية الأمريكية من أهداف هاتين الإذاعيتين الحرة و سوا .. فيكون الشعب المسلم المظلوم و المضطهد غير مبالي بقضيته .. و غير مهتم بهذه الحكايا ... و يصبح عنده نجمه في سبر ستار أحب إليه من قضية العراق كما شاهد العالم باسره ... حيث خرج العالم يرقص و يغني في حين أمريكا تتلذذ بقتل إخواننا في العراق .. و يظهر الإسرائيليون يتبجحون بأن الشعب العربي قادر على التعايش مع الشعب الإسرائيلي إذا كان الوضع كذلك ...
الحرة و سوا هدفهما تحلية و تزيين الشكل الأمريكي الدميم و بشكل علني حيث أعلن ذلك ...
قناة العربية بماذا تختلف عن قناة الحرة أو إذاعة سوى .. قل لي بربك .. لا شيء...
أما قناة العربية فلها نفس المهمة لكن بشكل سري .. يمكنك أن تتأكد من ذلك اليوم ....
انظر إلى الصورة : إقرأ العناوين .. عنوان عن القضية و عنوان مثير خاص ليذهب بما قرأته في العنوان السابق ... سوف تنسى قضية حماس عندما تلاحظ الفاتنة الأمريكية و الخبر السار ممارستها للجنس في السيارة و براءتها من ذلك .. فالخبران مهمان ليكونان في الصفحة الرئيسية جنبا إلى جنب ... بل إن خبر الفاتنة الأمريكية أهم من خبر الإنتخابات العراقية فيفدم عليه كما تلاحظون .... لكن حتى لو اطلعلت على خبر الانتخابات العراقية فإن هناك ما سينسيك هذا الخبر و هو خبر من الأهمية بمكان حيث تتبادل هيفاء وهبي مع زميلاتها بنات الكلب الشتائم اللطيفة بكل ود ...
أين أنت يا قناة العربية من القضية .. و أين أنت من هموم هذا الأمة .. و أين أنت منا ؟؟؟؟ ....
و كلمة للإخوة في السعودية : أنا أعلم أنكم مغتاظون نوعا ما من قناة الجزيرة و التي قد تشعرون أنها منحازة ضدكم بسبب الضغوط عليها من الحكومة القطرية ... لكن تبقى لقناة الجزيرة هم هو هم القضية.. و تبقى لها سياسة راقية و رائعة رغم وجود بعض الزلات كوضع إسرائيل على الخريطة و غيرها .. لكنها مهتمة بنا و تحاكي واقعنا بفاعلية أكبر و أرقى و أكثر موضوعية و شفافية من القناة المأجورة و التي راح يسميها عدد كبير من الناس قناة العبرية ...
في رعاية الله ...