اللعب الإيهامي :
و هو شكل شائع في العاب الطفولة ، حيث يتعامل الطفل في هذا الشكل من اللعب من خلال اللغة و يعيش تمثيل الشخصيات و تقمص ادوار الكبار.
و اللعب الايهامي قد يكون لعباً تعويضياً اي (محقق لرغبات الطفل) او تنفيسي يخفف به عن قلقه و توتره و مخاوفه ، او قد يكون تمثيلاً لأدوار الكبار فينمي الطفل من خلال قدراته المعرفية و الاجتماعية التي تمكنه من التفاعل مع العالم الواقعي فيما بعد.
أن لعبة التقليد التي يستمتع الأطفال بممارستها وهم لا يزالون في السنوات الأولي من أعمارهم هي مجرد استهلاك أو مضيعة للوقت.. إن هذا الجهد الذي يبذله الطفل يوجد وراءه الكثير من الدوافع كما تؤكد( د. صديقة يوسف) رئيس قسم تربية الطفل ببنات عين شمس فتقول: الطفل يلعب.. اذن هو يفكر فاللعب وسيلة تعليمية لأنه يشحذ في الطفل غريزة حب الاستطلاع والرغبة في المعرفة وهي الطريقة المثلي ليعرف الطفل ما حوله من أشياء.. ففي أثناء اللعب يتزود الطفل بالمعلومات والمهارات الجديدة وتنمو الوظائف العقلية العليا لديه كالتذكر والتفكير والادراك وتعرف المرحلة التي يبدأ فيها الطفل بالتقليد( باللعب الإيهامي) ويتواكب ظهورها مع نمو قدرته علي الكلام.. وتتنوع ألعاب الطفل الإيهامية فيما بين الثالثة والرابعة من عمره. وفي بعض الأحيان تصبح أكثر تعقيدا حينما تسمح هذه الألعاب
بتمثيل مواقف حقيقية يستشفها الطفل من المواقف الحياتية التي يعيشها والتي تؤثر فيه بصفة خاصة, ومن خلال اللعب الايهامي يبتكر الطفل أشخاصا وهميين هم في الحقيقة مرآة لذاته.. ولهذا النوع من اللعب دور مهم في تكيف الطفل الاجتماعي لأنه يتيح له فرصة المعايشة في الخيال للظروف العصيبة التي سبق له أن عايشها في دنيا الواقع فيحقق الطفل في خياله ما لم يستطع تحقيقه في الواقع. وتستمر مرحلة التقليد في حياة الطفل خلال معظم مراحل الطفولة ثم يمتد التقليد في حياة الطفل إلي الألعاب ذات القواعد والتي يكون لها دور في إظهار مواهبه مثل ألعاب الجمباز والألعاب الجماعية الأخري. ومن الألعاب أيضا التي تتيح للطفل فرصة التقليد وتساهم في نضجه الانفعالي لعبة( الألغاز) وفيها يطلب من الطفل تحليل المواقف ومناقشة حدث معين والتفاعل معه فيقوم الطفل بالتعبير عن حزنه أو ألمه أو غضبه أمام المرآة أو أمام المجموعة, كذلك يستمتع الطفل بالألعاب التي تنمي لديه التميز السمعي للأصوات مثل عرض أغنية مألوفة لديه فيقوم باستدعائها لمجرد سماع لحنها.. وتوصي د. صديقة بضرورة السماح للطفل باللعب في كل مراحل حياته فبدون اللعب يصبح أنانيا مسيطرا لا يتقبل اله
زيمة بنفس الروح التي يتقبل بها الفوز ولا يتعلم كيف يتحكم في انفعالاته ولا أن يضبط نفسه في مواقف الغضب.
و يأخذ اشكالا مختلفة مثل الموضوعات المنزلية ، كبناء منزل ، تناول الشاي و اكل الوجبات ، او ممارسة انشظه متصلة بالمواصلات مثل السيارة و القطار.. فهو لعب (دعائي) بمعنى ان الطفل يتظاهر فيبه بما يريد ان يدعيه ، كوجود لعب السيارات او الهاتف او الدمى التي يكلمها.. فقد يدعي شرب الشاي من فنجان فارغ.
و هذا اللعب الايهامي يعتبر عنصرا اساسيا من عملية النمو ، في الجوانب الجسمية و العقلية و الحركية و الاجتماعية.
عضو جديد
