ملحوظة للمحررين : ( القصة التالية أرسلت إلينا من إحدى السجينات , ونحن لا نعرف ماذا كانت الجريمة )
.
.
.
أريد أن أرقص , و أن أرتدي فستاناً يدور ويطير حولي , وأن أضحك ,
أريد أن أشعر بوميض الحرير , وهو ينساب على ذراعي , وعلى جسدي , وبمتعة لمس نعومته الموحية بأظافري .
أريد أن أنام في سريري , وأن أتنعم بالتموج البارد اللذيذ للملائمات النظيفة ,
وأن أريح رأسي على وسادتي الناعمة , وأريد أن أذهب لأنام متى أريد , بعد أن أطفىء كل الأنوار , وأن أستيقظ عندما يحلو لي .
أريد أن أتمدد على أريكتي تحت السجادة الكبيرة ذات المربعات الزرقاء المعلقة على الحائط وأستمع , بينما تنسال مقطوعتي الموسيقية المفضلة من السماعات , فتغزو كياني , وتروي جنان الروح العطشى .
أريد أن أجلس في شرفتي , وأرتشف القهوة الساخنة من كوبي الخزفي , وأقرأ الجريدة , وأسمع نباح الكلب لمرأى الأوراق التي تتقاذفها الريح , والسناجب التي تتعدى حدودها .
أريد أن أرد على الهاتف , وأن أتصل باصدقائي وعائلتي , ونظل نتحدث إلى أن نفرغ من كل الكلمات التي ادخرها كل منا للآخر , ونضحك .
أريد أن أسمع صغير القطار يدوي في أرجاء لوفلاند , وإنسحاق الحصوات في الممشى , وصفعات أبواب السيارة , عندما يأتي الأصدقاء لزيارتنا , ورنين الأواني الفضية , وصلصلة الأواني الصينية , وهسيس آلة إعداد القهوة وقرقرتها.
أريد أن أحس بقدمي العاريتين على أرضية مطبخي البيضاء الباردة , وعلى سجادة غرفة نومي الزرقاء الناعمة .
أريد أن أرى الألوان , كل الألوان , كل لون خرج للوجود على الإطلاق:: الأبيض _ الأبيض الناصع _ في نقائه الطبيعي , غير المشوب , وأفدان الأشجار الخضراء ,
وأميال الطرق العامة ذات الخطوط الصفراء , وساحات أضواء العيد ,
وأريد أن أرى القمر.
أريد أن أشم رائحة اللحم المملح , وهو يئز عند قليه , وشريحة اللحم وهي تشوى , وعشاء العيد , وعريشة الطماطم التي يرعاها أبي . أريد أن أشم رائحة الملابس المغسولة حديثاً , ورائحة القار الساخن في مواقف السيارات , وأريد أن أشم رائحة المحيط .
ولكنني أكثر من كل ذلك , أريد أن أقف في مدخل غرفة إبني , وأشاهده وهو نائم , وأسمعه , وهو يستيقظ في الصباح , وأراه يعود للبيت في الليل , وأريد أن أمس وجهه , وأمشط شعره بأظافري , وأركب في سيارته اللعبة ,
وآكل شطائر الجبن الدافىء التي ياكل منها.
وأريد أن أشاهده , وهو يكبر , ويضحك , ويلعب , ويأكل , ويقود , ويعيش .
وأهم شيء , أهم شيء , وهو يعيش . وأريد أن أطوقه بذراعيّ , وأحضنه حتى يضحك ويقول :: (( ماما , هذا يكفي !! ))
ثم لا يمنعني شيء من أن أكرر ذلك ثانية
ديبورا إ 0 هيل
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
من كتاب
Chicken soup for the unsinkable soul
ترجمة مكتبة جرير
