يـوم احـتـراق الســـفارة ....... بـقـلـم : أحمد علي المصطفى
عـند العاصفة , يُـفـزَعُ إلى أي مـرفـا .... العقلانية , التبصّر , التروّي , الحكمة , الأنـاة , الحـلم سيّـد الأخلاق , ثم , التحضّـر ....
كلمات , باهتات , لا معنى لها , لماذا... ...؟؟
قضية الاختيار بين المتقابلات لا ضير فيها
أما عن قضية الخوض في المسلمات فهي أمور لا تدخل حيز الجدل في ثبوتها ورسوخها كركائز تعني للكثيرين قضية وجود أو عدم , أو كما قال الشيخ زبير ( شكسبير ) أكون , أو لا أكون ....
لذلك , فالكلام عن الأنبياء لا يدخل حيّز الإمكانية والجواز والاحتمال والتجريب , هذه أمور ليس لأحد أن يفرض فيها على الآخرين رأيا , بل الأفضل له إبقائها لنفسه يقلب فيها المشورة فيما بينه وبين لسان حاله كيف يشاء .....
فكيف لو وصل الأمر للسخرية والشتم والجنون والإجرام والحقارة والنذالة التي يصر عليها من قاموا بفعلتهم تلك ضد نبي الإسلام ؟
القضية ليست قضية لورباك , ولا لور زفت , ولا لور بطيخ مبسمر....ولا أقبل أن تبسّط الأمور إلى هذا الحد من الإسفاف والتعاطي القشري , الأمر أكبر وأكثر خطورة مما يظن البعض , يفترض فينا , وكشعب يعيش نعمة العولمة , أن نتصرف بحضاريّة , وعقلانية , وتبصّـر , وأنـاة , فنحن من اخترع الحلم سيد الأخلاق , ولكن , اتّـق غضبة الحليم أيضا ...
فمن يجد أن الانحلال , والتفـنّـن بالخلاعة , والعبودية للجنس , والإيحاءات المازوشيّة بالتلذّذ بالمكبوتات التي هي في الأساس صورة أمراض يظن فيها المريض أنه الحق وغيره الباطل , فهذه خصال عته وخبل , ومن يعتقد أن دعواته للتحرر والانطلاق المبهم حيث " لا الحدود " يجب أن تسري في تطبيق الآخرين لعلاقات تهتكهم و بساطة وسذاجة منطقهم , أسألهم الرجوع إلى سمت العقل قبل كل شيء , وبالمناسبة , فالغرب ليس هو الحضارة التي نقيس بها ذواتنا كشخوص مؤثرة في هذا الكوكب , لعلمي قبل كل شيء بهذا الغرب السافل القذر المريض والمتفسخ كل التفسخ والتعفن ( الأخلاقي والاجتماعي ) , ولا يعرف من الحرية سوى شتم الأصالة التي يحقد عليها أساسا , و لا يستطيع نسيان العرب الأول الذين دمروا بيزنطة وأهلكوا امبراطوريتها وهرقلها , فخباياهم تنفث لسان حالهم , ومن زلاتهم الكثيرة مثال " غورو " حين ركل قبر صلاح الدين بقوله : ها نحن ذا عدنا يا صلاح الدين ......
قد يتهمني البعض في ما أقول , على أنه ردّات فعل غير مبررة , هذا رأي , واحترام الرأي شرعة وسنّة ودستور حين لا يخرج عن نطاق الأخلاق , والعرف , والتقليد , أما تلك الأمور التي لا تدخل حيز الآراء فلا مجال ولا فضاء لتقبلها .
الأمر ليس أمر مقاطعة , بل أتفه مافي الأمر أن يتحول إلى مقاطعة , هذا ما يحز في نفسي , هل جريمة كالتي قام بها النازيون الحاقدون , ومن يحفزون الآخرين بتنظيم مدروس بعناية كبيرة لغايات أخطر من تلك البدايات التي نراها , يكون الرد عليها بمقاطعة ...؟؟ سلوهم , لماذا يطالبون ويعملون على إعادة نشر الصور المستفزة لمشاعر المسلمين مرات أخرى في فرنسا , والجزائر , والأردن , والنرويج , وحتى الخميس القادم في سويسرة , والغد في نيوزيلانده و و و ...فما الذي يجري خلف الكواليس...!!؟؟
الأمر إذن موجّـه ومخطّـط ومنذر بكوارث لا يتحمل مسؤوليتها من أحرقوا السفارات , فأبسط مثل يقول : " معظم النار من مستصغر الشرر " فكيف بك لو أشعلت وتصـرّ على إشعال براكين لتصبّ الزيوت على النيران في تصرفات لا أستطيع أن أتفهم من خلالها سوى سحب المؤامرة ...
وكما يُـراد منا تقبل الرأي والرأي الآخر , وأن نتمسّح بنعمة الحضارة , وقبول الآخر , حتى لو شُتمنا وشُتم آباءنا وأجدادنا وأمهاتنا وأخواتنا , و حتى لو صُوّرنا على أننا أبناء زنا ولقطاء و أن يصور نبيـّنا على أنه خنزير وقرآنـنا يوضع في " بكرة ورق التواليت " فيجب علينا أن نكون تقدّمييّن ليبيراليين منفتحين على الرأي الآخر , يجب أن نعتاد لغة حني الرقبة , ولغة المخاطبة الصريحة ما بين أكفّهم وخدودنا , وإرساء سياسة الصافع والمصفوع بطريق التعود
التقطتُ من أحد الأصدقاء قصّـة تقارب الحدث , وربما تفسر ما لا يستطيع أن يتفهمه الغرب , وسأورد ملخصها , تقول القصة :
معركة كالينبرج عام 1683م ..هذه
المعركة كانت نقطة توقّف في تاريخ الدولة العثمانية حيث حاصر فيها العثمانيون فيينا للمرة الثالثة من أجل
إسقاطها لكن الأوروبيّـون و على الرغم من تشتّـتهم توحّدوا و دافعوا عن فيينا..وهُزم الجيش العثماني وانسحب ضمن خطة وضعها قره مصطفى باشا , و كان جنوده يعانون حالة الانهيار ..و أثناء الانسحاب .. أصر
القادة الأوروبيون على أن يحصلوا على بردة الرسول التي كان يحملها معه الجيش العثماني في كل معركة
يذهب إليها كنوع من الدعم المعنوي للجيش ..لكن العجيب أنه عندما هاجمت الجيوش الأوروبية الجيش
المنهزم للحصول على البردة ..عاد الجنود و استبسلوا في الدفاع عنها ..لدرجة ان نصر الاوروبيين كاد
يتحول إلى هزيمة .. واعتبر رجال الدين الأوروبيين و القادة أن الحصول على البردة هو ضرب من الجنون ..فتراجعوا و تخلوا عن فكرة الحصول على البردة ..و عندما اطمأن الجنود على أن البردة بأمان ..
أكملوا هزيمتهم و انسحابهم ...
هذا هو السـرّ الذي لا يريد أن يتفهمه الغرب , كل خوارنا وتشرذمنا و تخاذلنا و ركوننا إلى أقبية الخنـوع والركوع والصدوع لكلّ أوامر الغرب , لن تميتنا , ربما تُـذهبنا في سبات , في غيبوبة , في سنات نوم , لكنها , وإن طالت ...فهي ...لن ....تميـتـنا ...........أبدا
خـتــــامي .........بســـلامي