قال تعالى ( ولكل اجل كتاب ) صدق الله العظيم
الكل منا شاهد وسمع عن كارثة العبارة المصرية ( سلام 98) والتي غرقت في البحر الاحمر قبل ايام قليلة وكما كنا نمني النفس ان يكون جميع ركابها بخير ولكن قدر الله وما شاء فعل جل شأنه
الكل سمع وشاهد من الروايات الكثير ولكن عندما نسمعها من شخص عايش الحدث بكل ما فيه من مواقف تعالوا جميعا لنسمع من احد الناجين من هذه الكارثة انه
اللاعب الاتحادي ( محمود جمال سلوم ) احد ابطال السباحة بنادي الاتحاد
بداية الحمد لله على السلامة
الله يسلمكم جميعا
ذهابي الى مصر كان للسياحة وزيارة الاقارب حيث ان والدتي مصرية وكانت متواجده في مصر تنتظرني حاولت ان احجز على الخطوط السعودية ولم اجد فقررت الذهاب عبر ميناء ضباء وهذا ما حدث صعدنا للباخرة في تمام الساعة الثامنة مساء وتحركنا في اتحاه ميناء سفاجا وبعد ان ابحرت العبارة وبعد مضي ساعة وكنت حينها داخل الكبينة الخاصة بي وقلت اريح خاصة بعد المشوار من جده الى ضباء ولكن حدث مالم يكن في الحسبان هناك رايحة دخان كثيف فصعدت الى ظهر الباخرة وشاهدت الكثير من الركاب سبقوني الى هناك وتحدث الكثير منهم مع قبطان السفينه يطالبونه بالعودة الى ميناء ضباء خاصة ونحن لازلنا على مقربة من الميناء ولكنه اصر على مواصلة سيره باتجاه ميناء سفاجا معلال ان الوضع تمت السيطرة عليه ولا خوف من الدخان فهو حريق بسيط وتم اخماده ولكن عندما ابتعدنا عن ميناء ضباء واصبحنا في وسط البحر اشتد الدخان وانتشر بقوة كبيرة داخل العباراة فصعدنا مرة اخرى لسطح السفينة وهناك تحدث احد طاقم السفينة ان الوضع مطمئن ولليس هناك داعي للقلق وطلب منا التوجه الى جانب السفينة الايسر لعمل توازن للسفينة بعد ان لاحظ الجميع ميلاانها في الاتجاه الايمن وما هي الا دقيقة واحد حتى اصبحت السفينة على جنبها الايمن كاملة وعندها اخذ كل منا يفكر في كيفية انقاذ نفسه ووما يزيد من حزننا الكم الهائل من الاطفال والنساء الذين اشتد بهم الهلع والخوف من النهاية القريبة التي تنتظرهم فتعال الصياح والدعاء والتشهد من الجميع وكان الموقف رهيب جدا وكنت وقتها قد لبست سترة النجاة ورميت نفسي في البحر بعد ان غرقت السفينة وكانت المدة الزمنية بين انقلاب السفينة وغرقها بالكامل لا يتجاوز الخمس دقائق وعندها بديت في السباحة وبقيت داخل الماء ما يقارب من الساعة كاملة ساعدني على البقاء هذه المدة اجادتي السباحة وكنت اشاهد الجثث على سطح البحر وهذا ما زادني يقينا ان النهاية قريبة ولكن ارادة الله هي من انقذني ففي لحظة كنت فيها انطق بالشهادتين وجدت بالقرب مني قارب على متنه اكثر من ثلاثين راكب فصعدت معهم وبعد ان ابحرنا قلايلا وجدنا قارب شبه فاضى فقفزنا اليه وابحرنا به لاكثر من ثلاث عشر ساعة الى ان مرت طائرة واطلقنا صواريخ من القارب لتحديد مكاننا وهذا ما تم ليأتينا قارب اماراتي جميع العالمين عليه من الهنود وينقذونا الى الشاطئ لتاتي طائرة وتنقلنا الى المستشفى العسكري بالغردقة وهناك اجريت لنا الكشوفات
هل كان لاجادتك السباحة دور في نجاتك بعد الله سبحانه وتعالى
نعم اجادتي للسباحة هي من ساعدني بعد الله فكثير من الركاب كان لايجيد السباحة وبمجرد وصوله للماء غرق
وانت تشاهد المنظر المروع امامك هل كان لديك امل في النجاة
اقسم بالله العظيم لم يكن لدية واحد في المية من الامل ولكن فضل الله سباحنه وتهعلى هو من انقذني
وانت تبحر داخل مياه البحر الاحمر هل ذهب بك التفكير في والديك
لو قلت لك لا فساكذب عليك فوالدي في جده ووالدتي في مصر وكنت ما بين التفكير في الحالة التي هم عليها بعد سماع الخبر وبين ما ينتظرني من نهاية ولم استطع الاتصال بهم الا بعد ان وصلت الغردقة
بعد ان وصلت الى شاطئ الامان كيف كان شعورك
كان شعور ممزوج بين الفرح والحزن كنت فرحا بنجاتي وحزينا جدا على الاطفال والنساء الذين شاهدتهم يغرقون امام عيني ومنهم من يستنجد ولكن العين بصيرة واليد قصيرة وحزني عليهم اشد من فرحتي بالنجاة ولكن لا نملك الا ان نقول الحمد لله على كل حال
وانت الان بين اخوانك لاعبي السباحة بناديى الاتحاد وسط هذا التكريم ما هو شعورك
اولا هذا ليس بغريب على لاعبي نادي الاتحاد وخاصة لعبة السباحة تجدنا دائما في الافراح والاحزان مع بعض ودعني بهذه المناسبة ان اتقدم لالشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا التكريم الذي عبروا به عن فرحهم بنجاتي وانا اشكر الله ثم اشكرهم جميعا بدائة باستاذي الكبير الاتساذ ( عبد الله الجهني ) والاباء الكرام واخواني اللاعبين وحميع من شاركني فرحتي
ماذ تود ان تقول في ختام هذا اللقاء
اقول الحمد لله الذي انقذني من الغرق وادعوا الله بالرحمة لمن مات من اخواني الركاب كما اتوجه بالشكر لكل ولكل اعضاء موقع رابطة جمهور الاتحاد على مشاركتكم معي واخواني فرحة اللقاء
--------------------
طبعا اعضاء منتدى رابطة جمهور الاتحاد
هم من اجرى المقابله
الـــمـــصــــدر