أمانى مهجتى صارت سرابا
وسالف بهجتى فى الحزن ذابا
أبن اليأس فى أغوار نفسى
فضمت بعد فرحتها اكتئابا
وماء محاجرى هام غزير
كأن العين حاوية سحابا
وأضعف بنيتى مرض عتى
يدك لو اعترى قمما هضابا
وقالت جارتى لما رأتنى
وجوما شاحبا أشكو اضطرابا
ألثمة عاشق من خد سلمى
أثارت فى حشاشتك التهابا
أم انحلك السقام بجفن هند
وطرف فاتر يغرى الشبابا
أجبنى عندما ماست ثريا
أهز الخصر أرجاك الصلابا
فقلت لها :اصمتى قد قلت هزلا
فإن مقاصدى ليست كذابا
فما أجساد أبكار حسان
مفارقة مفاتنها الثيابا
بقادرة على إقصاء همى
ومبعدة عن النفس العذابا
ولكنى أتوق الى المعالى
وأطرق دورها بابا فبابا
أخوض لأجلها سبلا وعورا
وأركب نحوها البحر العبابا
وكنت أبيت أستجدى عزاءا
يرجع لى أمانى العذابا
حبيبا إن أغب عنه قليلا
يجد فقد الحياة أخف نابا
رفيقا لا يرى فى الكون غيرى
وينظر دونى الدنيا خرابا
رقيقا إن يجد بالعين شكوى
تفر دموع عينيه انسكابا
فكان غرامه أضغاث حلم
يلوح فإن فتحت العين غابا
وها أناذا وحيد لست أدرى
بأى السبل أخترق الضبابا
أغالب سورة الأيام وحدى
فتوغل فى سويدائى الحرابا
تعانى مهجتى صنفى عذاب
مدى الأيام حزنا واغترابا
