ضغط إسرائيلي لنزع جنسية فيلم "الجنة الآن"
قال دبلوماسي إسرائيلي إن جماعات إسرائيلية ويهودية أمريكية تضغط على منظمي الدورة القادمة للأوسكار التي تنعقد في الشهر المقبل من أجل عدم تقديم فيلم "الجنة الآن" المرشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي لعام 2006 باعتباره قادما من "فلسطين".
واعترض كثير من الإسرائيليين عندما قالت الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما في نشرها للترشيح إن فيلم "الجنة الآن" من "فلسطين".
ونقلت "رويترز" الإثنين 13-2-2006 عن الدبلوماسي الإسرائيلي الذي طلب عدم نشر اسمه قوله: "إن القنصلية الإسرائيلية في لوس أنجلوس وبضع جماعات يهودية تشعر بالقلق، وأوضحت أنه لا أحد أعلن إنشاء فلسطين بشكل رسمي حتى الآن ومن ثم فإن التسمية غير دقيقة".
وفي حين أن ترشيح الفيلم الذي أخرجه الفلسطيني "هاني أبو أسعد" لا يزال على موقع الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما على الإنترنت، قال دبلوماسي إسرائيلي إنه يتوقع أن يوصف الفيلم خلال مراسم منح الجوائز بأنه قادم من "السلطة الفلسطينية".
وفيلم "الجنة الآن" الذي تدور أحداثه حول شابين من الضفة الغربية المحتلة تم اختيارهما لتنفيذ عملية استشهادية في تل أبيب مرشح للحصول على جائزة الأوسكار كأحسن فيلم أجنبي للدورة الثامنة والسبعين للأوسكار التي ستعقد في الخامس من مارس القادم.
وامتنعت دور السينما الإٍسرائيلية عن عرض الفيلم، حيث يشير خبراء التوزيع إلى مخاوف من ضعف الإقبال في ضوء تصويره الذي يتسم بالتعاطف بشكل عام مع الاستشهاديين والفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات الاحتلال.
رد فعل فلسطيني طيب
في المقابل تميز رد فعل الفلسطينيين على الفيلم بأنه كان "طيبا في الغالب"، إلا أن البعض قالوا إنه لا يعبر عن تفاصيل الواقع الفلسطيني.
واقتصر الرأي الفلسطيني في فيلم "الجنة الآن" على قلة من المخرجين السينمائيين والنقاد المحليين بعد تغيب الفيلم عن الشارع الفلسطيني رغم كونه أول عمل فلسطيني يصل إلى الترشيح للأوسكار بسبب انعدام دور السينما في الأراضي الفلسطينية ما عدا سينما "القصبة" في رام الله التي عرضت الفيلم لمرة واحدة.
وقال المخرج والناقد السينمائي الفلسطيني صبحي الزبيدي لوكالة رويترز: "لاحظت ردة الفعل الفلسطينية منقسمة بين التفاؤل بأن القضية (العمليات الاستشهادية) تناقش عالميا وبين أن معالجة الفيلم للقضية جاءت بطريقة تناسب الجمهور الغربي أكثر من العربي".
وشعر بعض من شاهدوا الفيلم بابتعاده عن تمثيل واقع الحياة الفلسطينية وميله لبنية أفلام هوليوود الأمريكية.
من جهته قال جورج خليفة المخرج السينمائي ومدرب الإنتاج السينمائي في جامعة القدس: "الفيلم يعرض قضية حساسة، هؤلاء هم ناس يتعرضون لضغط شديد من قبل الاحتلال". وأردف خليفة: "الفيلم لم يعالج القضية بعمق لنا كفلسطينيين لكنه مع ذلك أعطى إطلالة مهمة جدا لنا على العالم بعرضه هؤلاء الاستشهاديين كبشر وهو ما يناقض الصورة التي يحاول الغرب وإسرائيل ترويجها عنهم".
ويعد منشأ فيلم "الجنة الآن" قضية قابلة للاشتعال مثل قصة الفيلم خلال الفترة السابقة للمراسم التي تقام في مارس المقبل وسيشاهدها ملايين الأشخاص في أنحاء العالم.
وشهد إنتاج الفيلم أوضاعًا صعبة بين تعرض فريق العمل لقصف صاروخي في أثناء التصوير بمدينة نابلس وانفجار عبوة ناسفة قرب أحد مواقع التصوير، إضافة إلى اختطاف أحد أفراد الطاقم متعدد الجنسيات من قبل مسلحين فلسطينيين تخوفوا من أن يخدم الفيلم مصالح غربية.
ويضم الفيلم ومدته 90 دقيقة ممثلين من عرب 1948، وهو من إنتاج ثلاثي مشترك فرنسي وألماني وهولندي، وتوج الفيلم بحصوله على عدة جوائز دولية آخرها جائزة الكرة الذهبية لأحسن فيلم أجنبي.
ويعتبر "الجنة الآن" ثاني فيلم فلسطيني يحقق مكانة عالمية بعد أن حاز فيلم "العناية الإلهية" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2002.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الذئب المتوحش
