بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الأسره فى الاسلام هى اللبنه الأولى فى بناء المجتمع ويحرص الإسلام على إحاطتها بمجموعه من الضمانات
حتى تستطيع أن تؤدى واجبها كاملا أزاء أبنائها وأمام المجمتمع
وألأسره لن تستطيع أن تقوم بتربيه الأولاد تربيه تتفق مع شرع الله تعالى إلا أذا كان المجتمع ملتزما بهذا الشرع
قائما به ويحتكم إليه لأنه اذا كان المجتمع لايقيم وزن للقيم ول للأخلاق وينخرط فى السلك المادى فمهما حاولت
الاسره أن تقوم بواجبها فى تربيه الأولاد فإن ذلك سيكون له أثار عكسيه
إذا كانت الاسره تعلم أبنائها الصدق فى القول والصدق فى العمل والصدق فى كل ما يأتى المرء ومايدع
ويخرج هذا الابن إلى المجتمع فيجد أن الصدق بضاعه كاسده وعمله لا تروج
فالذى يتقدم الصفوف هو الذى يتقن فن المداهنه ويجيد اساليب التملق ويحرص على إرضاء الرؤساء حتى لو كان
هذا الإرضاء على حساب كل القيم وكل الأخلاق
وماذا يفعل الابن الذى تلقى على يد والديه العفه فى اللسان وصيانه الأعراض وضبط النفس والحيلوله دون
التطلع إلى جسد حرام أو مال حرام ويخرج هذا الابن إلى المجتمع فيرى أجسادا عاريه وعورات مكشوفه
وأعراضا مباحه ينهش منها هذا الواغل أو ذلك والمجتمع يرى ذلك فلايغيره والحكومات تشاهد ذلك فلا تبطله
بل فى بعض الاوقات تشجع عليه وتقيم له الاماكن وتهئ له الاسباب حتى ينشغل الشباب عن إسفاف الحاكم أو
يتلهو به عن لصوصيه القائمين على الحكم
إن الاسره تستطيع أن تفعل الكثير والكثير من أجل تربيه ابنائها شريطه أن تقف الدوله بجانبها تشد من أزرها
وتقيم قواعد المجتمع على أسس سليمه من القيم والأخلاق
ولكن المشاهد فى هذا القرن الذى نعيش فيه أن الكثير من أجهزه الاعلام فى كثير من البلدان الإسلاميه تعمل على
إفساد المجتمع وعلى تفتيت الأسره وعلى إشاعه الرجس بين الابناء والفتيات إن الصحافه فى سبيل الحصول
على الربح تعمل جاهده على أذكاء الغرائز وتهييج الشهوات بما تقدمه من ماده فى الكتابه تدفع الشباب دفعا
الى الانسلاخ من قيمهم وأخلاقهم
زد على ذلك الصور العاريه والسؤات المكشوفه والجنس المتنمر الذى لا يقف عند حد
وأذا كانت الصحافه تفعل ذلك ومستمره فيه فإن الإذاعه تعمل أيضا على تقديم الاغانى الخليعه والكلمات
المبتذله والكفر البواح فى بعض الاوقات
ثم جاء التلفاز وتفنن القاءمون عليه فى أن يقدموا للمجتمع كل ما من شأنه أن يرضى الغرائز ويدف إلى الانحلال
إن الصحافه والاذاعه والتلفاز
أجهزه تعاونت البشريه فى إنشائها ويمكن أن تكون وسيله من وسائل بناء المجتمع وعاملا قويا فى تثبيت اركانه
إذا التزمت بشرع الله وسارت على قواعد الدين والخلق
إن الصحافه يمكن أن يكون لها دور كبير فى التوجيه والتربيه وإقامه رأى عام يدعو الى الخير ويفعله
والإذاعه أيضا هى عامل من عوامل التثقيف والإرشاد ككل طبقات الأمه فهى تستيطع أن تشارك الفلاح
فى مزرعته ترشده إلى خير الطرق فى تنميه الزراعه وتجديد التربه وإكثار الخير وتستطيع الإذاعه أيضا أن
تشارك الصانع فى مصنعه
والعامل فى معمله
والطالب فى مدرسته
والموظف فى ديوانه
وكل هؤلاء تقد لهم الجديد المبتكر وفى كل علم وفن حتى تتقدم الحياه وينتعش المجتمع ويعم الرخاء
وماتفعله الإذاعه يمكن أن يفعله التلفاز بصوره مكبره فهو يقدم مع الكلمه لمثل والدليل فتكون الفائده أكثر والنفع أكبر
وإذا لم تتدارك الإمم الإسلاميه ذلك وتعود الى كتاب ربها وإلى سنه رسولها لاشك أنه يصيبها ما أصاب الإمم من الدمار
والخراب
والله سبحانه وتعالى يقول <وإتتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم >
صدق الله العظيم
للكاتب الدكتور عبد الرحمن عميره