عيد الرعب الاميركي ينقلب من مزحة لحقيقة
احتفالات «الهالووين» تقام وسط مخاوف شديدة من هجمات جديدة، والاطفال يرتدون ازياء رجال الاطفاء واقنعة الانثراكس بدلا من ملابس الاشباح التقليدية.
يصادف الاربعاء احتفالات "هالووين" السنوية حيث يقوم الاميركيون عادة بارتداء أقنعة وأزياء تنكرية تثير الخوف في القلوب. وقبيل الاحتفالات، وعلى خلفية الهجوم على الولايات المتحدة في 11 أيلول /سبتمبر، الماضي، انتشرت شائعة على شبكة الانترنت حول هجوم مزعوم على إحدى الاسواق التجارية في يوم عيد الهالووين.
وسارع المحققون الذي تعقبوا مصدر الشائعة إلى التأكيد بأنها مجرد مزحة ثقيلة، إلا أن هذا لم يحل دون قيام عدد كبير من الاميركيين بتغيير خططهم المتعلقة بالاحتفال الذي يقام سنويا.
وفي العادة يقوم الاطفال من كافة الاعمار بارتداء الازياء التنكرية المرعبة ويمرون على الابواب في الاحياء التي يسكنونها وعلى مراكز التسوق لجمع الحلوى وغيرها من الطيبات.
إلا أن الاحتفال بالهالووين هذا العام سيتم تحت سحابة ثقيلة من الخوف والتشكك والحزن الذي أحدثته هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.
ولاول مرة منذ عقود، ألغت العديد من المراكز التجارية في كافة أنحاء الولايات المتحدة هذا العام احتفالاتها التقليدية بالعيد. وقرر مدراء مركز "ستانفورد" الفاخر للتسوق في "بالو ألتو" بكاليفورنيا عدم إقامة الاحتفال الخاص الحادي عشر بهذه المناسبة، وهو احتفال كرنفالي يجتذب عادة 10.000 طفل يرتدون الازياء التنكرية.
وقالت روبين أورفينتيكا المتحدثة باسم السوق أنه "بناء على الاحداث التي جرت والمزاج العام في البلاد، فقد توصلنا إلى القناعة بأن هذا العام ليس مناسبا لاقامة هذا الاحتفال". وأضافت "لم يكن هذا القرار لسبب معين. فقط رغبنا في أن نظهر حساسيتنا تجاه حالة القلق السائدة حاليا".
كما أن نوعية الازياء التنكرية التي يقبل عليها الزبائن قد تغيرت أيضا. فقد وردت تقارير عن محال بيع تلك الازياء بأن الطلب يتزايد على أزياء رجال الاطفاء والشرطة والاقنعة التي تشبه وجه عمدة نيويورك رودولف جولياني. كما يزداد الطلب على الزي الذي يشبه تمثال الحرية وكذلك البزات التي تحاكي تلك التي يرتديهما مكافحو مرض الجمرة الخبيثة (انثراكس).
وتقول تلك المحلات أن الطلب على أقنعة وأزياء الشخصيات المخيفة والاشباح قد قلت بشكل كبير مقارنة مع الاعوام التي مضت. كما أن أفلام الرعب الدموية التي عادة ما تسيطر على شباك التذاكر في دور السينما الاميركية في هذا الوقت من العام لم تحقق إقبالا يذكر.
إلا أن هناك استثناءات لذلك، فقد أصبحت الدمى والاقنعة التي تشبه أسامة بن لادن، الذي يعد الشخصية التي ينصب عليها مقت الاميركيين، تستخدم كهدف لبعض الالعاب والخدع المخيفة.
ففي إحدى البيوت المسكونة بالاشباح في فلوريدا تتم عملية إعدام لدمية تمثل بن لادن لتسلية الزوار. ويرى الزائر في المنزل أحد رجال مكتب التحقيقات الفدرالي وهو يضرب بن لادن ويلقيه على كرسي كهربائي ليقوم بعد ذلك بتشغيل الكهرباء فتتطاير الشرارات وتهتز الارض.
وتقول ليزا دوجلاس المشرفة على ذلك المنزل "في كل عام نقوم بعملية إعدام، وفي هذا العام أردنا أن نعدم شخصا يكرهه الجميع".
ويقول الخبراء أنه من الطبيعي توقع حدوث تغيير في الطريقة التي يتم فيها الاحتفال بعيد هالووين هذا العام.
وعلاوة على بن لادن أثر الهلع الذي يسود الولايات المتحدة بسبب مرض الجمرة الخبيثة على احتفالات هذا العام إذا يتوجس الاباء والامهات من السماح للاطفال بأخذ الحلوى من الغرباء خوفا من أن يقوم إرهابيون غير معروفون بوضع السم للاطفال في الحلوى.
وإحدى المؤشرات على الخوف هو ما قامت به الشرطة من تحقيق مع رجل اشترى حلويات بقيمة 15.000 دولار من إحدى محلات البيع بالجملة. واكتشفت الشرطة بعد ذلك أن الرجل ليس إرهابيا بل أنه يعمل في تنظيم بعض حفلات الكنائس.
ورغم كل ذلك إلا أن العديد من الاهالي قاموا بتنظيم حفلات خاصة بحيث يعرفون كل من يقدم الحلوى لاطفالهم.
وتقول جنيفر ليس التي تسكن في سان فرانسيسكو وتعتزم منع أطفالها من الخروج إلى الشوارع للاحتفال "عندما بدأت حوادث الانثراكس أيقنت أن الارهابيين لن يقفوا عند حد وأنهم لا يقيمون اعتبارا لحياة البشر.
لا أدري إن كنت أؤمن بالقدر أم أنني متشائمة ولكن إذا تمكن الارهابيون من وضع الانثراكس في رسالة فهم قادرون على وضعها في الحلوى".
ويقول خبراء مكافحة الارهاب أنه لا يوجد سبب حقيقي لافتراض أن أحدا سوف يقوم بتلويث مخزن الحلوى في الولايات المتحدة، وهو قرار أثلج صدور المدافعين عن أحد أكثر الاعياد التقليدية شعبية في البلاد.
وتقول ليزلي برات باناتين مؤلفة كتاب عن المهرجانات في التراث الاميركي "إن عيد هالووين هو العيد الوحيد الذي نفتح فيه أبوابنا للغرباء. إنه عيد للاطفال. لا يوجد أي سبب يجعلنا نحرمهم من هذا العيد".
