بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
{الحلبه }
لقد قيل في الحلبة " لو علم الناس بما فيها من فوائدلاشتروها بوزنها ذهباً". كما قال العالم الانجليزي كليبر "لو وضعت جميع الأدوية فيكفة ميزان ووضعت الحلبة في الكفة الأخرى لرجحت كفةالميزان.
وفي الطب النبوي لإبن القيم :
حلبة :
يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، " أنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي اللهعنه بمكة ، فقال : ادعوا له طبيباً ، فدعي الحارث بن كلدة ، فنظر إليه ، فقال : ليسعليه بأس ، فاتخذوا له فريقة ، وهي الحلبة مع تمر عجوة رطب يطبخان ، فيحساهما ،ففعل ذلك ، فبرئ" .
وقوة الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية ، ومناليبوسة في الأولى ، وإذا طبخت بالماء ، لينت الحلق والصدر والبطن ، وتسكن السعالوالخشونة والربو ، وعسر النفس ، وتزيد في الباه ، وهي جيدة للريح والبلغم والبواسير ، محدرة الكيموسات المرتبكة في الأمعاء ، وتحلل البلغم اللزج من الصدر ، وتنفع منالدبيلات وأمراض الرئة ، وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء مع السمن والفانيذ . وإذاشربت مع وزن خمسة دراهم فوة ، أدرت الحيض ، وإذا طبخت ، وغسل بها الشعر جعدته ،وأذهبت الحزاز .
ودقيقها إذا خلط بالنطرون والخل ، وضمد به ، حللورم الطحال ، وقد تجلس المرأة في الماء الذي طبخت فيه الحلبة ، فتنتفع به من وجعالرحم العارض من ورم فيه . وإذا ضمد به الأورام الصلبة القليلة الحرارة ، نفعتهاوحللتها ، وإذا شرب ماؤها ، نفع من المغص العارض من الرياح ، وأزلق الأمعاء .
وإذا أكلت مطبوخة بالتمر ، أو العسل ، أو التين على الريق ، حللتالبلغم اللزج العارض في الصدر والمعدة ، ونفعت من السعال المتطاول منه.
وهينافعة من الحصر ، مطلقة للبطن ، وإذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته ، ودهنها ينفعإذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من البرد ، ومنافعها أضعاف ما ذكرنا .ويذكر عنالقاسم بن عبد الرحمن ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استشفوابالحلبة " وقال بعض الأطباء : لو علم الناس منافعها ، لاشتروها بوزنها ذهباًأ.هـ.
عرف العرب الحلبة منذ القدم وقد جاء في ( قاموسالغذاء والتداوي بالنبات ) أن الأطباء العرب كانوا ينصحون بطبخ الحلبة بالماءلتليـيـن الحلق والصدر والبطن ولتسكين السعال وعسر النفس والربو كما تفيد للأمعاءوالبواسير ...... وكذلك إذا طبخت وغسل بها الشعر جعلته مجعدا وجميلا , ونظرالفوائدها العديدة فقد قال فيها الأطباء ( لو علم الناس منافعها لاشتروها بوزنهاذهبا ) !!
وفي الطب الحديث تبـيـن من تحليل الحلبة أنها غنيةبالمواد البروتينية والفسفور والمواد النشوية وهي تماثل في ذلك زيت كبد الحوت , كماتحوي أيضا مادتي الكولين والتريكو نيلين وهما يقاربان في تركيبهما حمض النيكوتينيكوهو أحد فيتامينات ( ب ) , كما تحتوي بذورها على مادة صمغية وزيوت ثابتة وزيت طياريشبه زيت اليانسون .
الحلبة عشب حولي يتراوح ارتفاعها ما بين 20- 60سم، لها ساق أجوف ويتفرع منه سيقان صغيرة يحمل كل منها في نهايتها ثلاث أوراقمسننة طويلة، ومن قاعدة ساق الأوراق تظهر الأزهار الصفراء الصغيرة التي تتحول إلىثمار على شكل قرون معكوفة طول كل قرن حوالي 10سم وتحتوي على بذور تشبه إلى حد ما فيشكلها الكلية وهي ذات لون أصفر تميل إلى الخضار. ونبات الحبة عبارة عن نبات عشبيحولي صغير يحمل ثماراً على هيئة قرون تحمل كل ثمرة عدداً من البذور ويوجد نوعان منالحلبة وهي الحلبة البلدي العادية ذات اللون المصفر والحلبة الحمراء والمعروفةبحلبة الخيل وهما يختلفان اختلافاً كثيراً. والحلبة المعنية هنا هي الحلبة العاديةالصفراء.
واسم الحلبة جاء من اسم "حلبا" وهو من أصل هيروغليفي ولهااسماء أخرى مثل "أعنون غاريفا" و"فريقه" وفريكه وحليب ودرجراج وقزيفه وحمايت وتعرفالحلبة علميا باسم Trigonella foenum - graecum من الفصيلةالبقولية.
الجزء المستعمل من نبات الحلبة: البذور والبذورالمنبتة
المحتويات الكيميائية للحلبة:
تحتوي الحلبة على زيتطيار الذي يتكون من سيسكوتربينات هيدروكربونية ولاكتونات والكانات. كما ان الحلبةتحتوي على كمية كبيرة من البروتين بنسبة 28.91% ومواد دهنية ونشا. كما تحتوي أهمالمعادن وهو الفوسفور وهو يماثل زيت كبد الحوت وقلويدات مثل الكولين والترايجونيلينومواد صمغية وزيوت ثابتة ومواد صابونية وستيرولات ومواد سكرية ذائبة مثل الجلاكتوزوالمانوز. كما تعتبر الحلبة مصدرا اساسيا للسبوجنين والتي تعتبر اساسية في تشييد الستيرويدز، كما ان الحلبة تحتوي على مركب الدايزوجنينوالياموجنين.
الموطن الأصلي للحلبة: الموطن الأصلي للحلبة شمالافريقيا والبلدان التي تحد شرقي البحر الأبيض المتوسط وهي تزرع حاليا في أغلب مناطقالعالم وقد جربت زراعتها بالقصيم ونجحت نجاحا كبيرا.
استعمالاتالحلبة:
لقد سجلت بردية إيبرز المصرية التي يرجع تاريخها إلى نحو سنة 1500قبل الميلاد وصفة للحروق من الحلبة. وكانت الحلبة تستخدم في مصر القديمة للحثعلى الولادة.
وفي القرن الخامس قبل الميلاد اعتبر الطبيب الاغريقي أبقراطالحلبة عشبة ملطفة قيمة وأوصى العالم دسقوريدس في القرن الميلادي الأول بالحلبةكدواء لكل أنواع المشكلات النسائية بما في ذلك التهاب الرحم والتهاب المهبلوالفرج.
وقد عرف العرب الحلبة وروي ان الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم زارسعد بن أبي وقاص وهو مريض، فقال ادعو له طبيبا فدعي "الحارث بن كلدة" فوصف لهالحلبة مع تمر عجوة فشفي، وذكر عن النبي قوله: "استشفوا بالحلبة".
وقد قيلفي الحلبة "لو علم الناس بما في الفريكة من فوائد لاشتروها بوزنها ذهبا". وقالالعالم بليكر الانجيزي "لو وضعت جميع الأدوية في كفة ميزان والحلبة في كفة الميزانالأخرى لعدلت الكفة الأخرى".
والحلبة تستعمل على نطاق واسع في جميعانحاء العالم كمغذية وكدواء في نفس الوقت. ومن الاستخدامات الشعبية في المملكة انالقمم الطرفية للنبات الأخضر وكذلك الأوراق تؤكل نظرا لقيمتها الغذائية العالية.كما ان البذور المستنبتة تباع في المحلات التجارية الكبيرة حيث تؤكل مع السلطات.وهناك بعض الأكلات الشعبية في بعض مناطق المملكة تكون الحلبة في مقدمتها حيث انهامادة مشهية وبالاخص في شهر رمضان. وفي منطقة نجد تستخدم النفاس الحلبة حيث تكونوجبة عشاء رئيسية مع المرقوق أو المطازيز. كما ان الأشخاص المصابين بالمشوع أوالملوع "تمزق عضلي في عضلات الكتف" يستخدمون سفوف الحلبة أو مغليها فيحصلون علىنتائج إيجابية وهناك استعمالات داخلية وخارجية كما يلي:
للحديث بقيهبأذن الله