اعترفت ألمانيا بأنها تعاونت استخباريا مع الولايات المتحدة في الحرب على العراق عام 2003 بجاسوسين المانيين زودا الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية رافضة ادعاءات بأنها قدمت معلومات استخدمت في الهجمات الجوية· لكن عضوا بارزا في ''حزب الخضر'' الالماني المعارض أكد أن الاستخبارات الالمانية نقلت معلومات للجيش الاميركي عن أهداف عسكرية محتملة للغارات·
ونشرت الحكومة الألمانية لأول مرة أمس الأول تقريرا عن نشاط عميلي وكالة الاستخبارات الخارجية ''بي· إن· دي'' في بغداد أثناء الحرب· وجاء فيه أن الرئيس السابق للوكالة أوجست هانينج قرر في 17 مارس 2003 إبقاء العميلين في بغداد بعد إخلاء السفارة الألمانية، ونظرا للموقف المحفوف بالمخاطر هناك، فقد اعتمدا على الجيش الأميركي في تأمينهما وقدرتهما على جمع المعلومات· واعترف بأنهما زودا عملاء أميركيين بمعلومات أغلبها بشأن ''المواقع المدنية المحمية او الانسانية الاخرى مثل المعابد والمواقع المحتملة للطيارين الاميركيين المفقودين''· كما شملت ''طبيعة الوجود العسكري للقوات المسلحة والشرطة العراقية في المدينة وإحداثيات جغرافية تم تقديمها بعد اقناع العميلين بوجود تلك البيانات لدى الاميركيين فعلا وربما استخدمت في عملية القصف''· وخلص إلى أن الوكالة لم تقدم ''دعما للهجوم الجوي الاستراتيجي''· وقال ممثل ''حزب الخضر'' في لجنة مراقبة الاستخبارات بالبرلمان الالماني، كريستيان شتروبله، أثناء مناقشة التقرير إن الجاسوسين أبلغا مقر قيادة الاستخبارات الالمانية بمواقع عسكرية حدداها وكانت أهدافا للغارات الجوية الاميركية· وأوضح أنهما حددا في 5 تقارير كتابية إحداثيات مواقع 14 منشأة عسكرية وتم تمرير 4 منها للأميركيين· وأضاف أن الاستخبارات نقلت معلومات للجيش الاميركي عن مواقع الحرس الجمهوري والقوات الخاصة مركبات عسكرية ''ذات تقنية متفوقة'' كان الجيش العراقي قد أخفاها بشباك تمويه· وبعد شهادته، اعترفت الاستخبارات بأنها مررت ''4 أخبار'' مزودة بإحداثيات 7 وحدات ومواقع عسكرية بالاضافة إلى مطعم في حي المنصور قصفته الطائرات الحربية الأميركية وكان الاميركيون يعتقدون أن صدام حسين موجود داخله حينها· وبررت ذلك بأنه ''من المعروف أن تلك المواقع ليست ضمن أهداف القوات الاميركية، حيث أن قوات الحرس الجمهوري كانت متحركة في أنحاء المدينة''· وقالت إنه تم في حالات أخرى تمرير معلومات أعادت القوات الاميركية تحليلها باستخدام صور الاقمار الاصطناعية فلم تجد أي دلائل تستدعي مهاجمتها''· وصرح المتحدث باسم الحكومة الالمانية أولريش فيلهلم المتحدث باسم الاستخبارات الالمانية شتيفان بورشرت بأنه قد ثبت أن الإحداثيات المبلغ عنها لم تكن صالحة للاستفادة منها في الغارات الجوية لان الجاسوسين استخدما جهازا مدنيا للملاحة مما يؤدي إلى فارق لا يقل عن 50 مترا عن الموقع الحقيقي للاهداف وهذا غير دقيق للغاية بالنسبة للعسكريين·
شبكة أخبار العراق
