حيدر .... شاب صغير السن يعمل حارسا وخادما في مسجد ( ......... ) في منطقة المشتل في بغداد كان يقف وسط مجموعة من عمال الميكانيك وأصحاب المحال في منطقة كمب سارة وسط بغداد الكل يقبله ويتحدث إليه بعد يئس الجميع من عودته .
لم يكن من السهل بمكان أن يطلب منه تقديم تصريح رسمي للصحافة فقد كان خائفا يتلفت لاهثا وكأنه خرج من بين فكي الموت نفسه ...
يقول حيدر أن المهاجمين باغتوا المسجد بإطلاق النار وقد جاؤا بعدة سيارات من نوع أوبل وباص كوستر مليئ بالمقاتلين وعدة سيارات بيك أب فهاجموا المسجد مباشرة بشتى أنواع الأسلحة فقام أبو أحمد ( إمام المسجد ) وولده أحمد بإطلاق النار عليهم في محاولة لصدهم إلا أن المهاجمين أصابوا أبا أحمد واقتادوه هو وولده أحمد ومعهم شاهدنا حيدر ( وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة ففيه عقدة شديدة في لسانه ) إلى منقطة الفضيلية , لا يذكر حيدر أين بالضبط ولكنه يقول أنهم دخلوا بسياراتهم إلى شارع الفضيلية الرئيسي جنوب شرق بغداد واستمروا بالمسير حتى تجاوزوا البيوت والمعامل هناك وتوقفوا حيث عويل وصراخ عدد غير قليل من الذين يتعرضون للتعذيب .
يقول حيدر أن تلك هي إحدى النقاط الرئيسة لتجميع المعتقلين علنا ولكنها بعيدة عن الأنظار والمكان مغلق ببعض مفارز الـ .... , وهناك تعرض حيدر للضرب ولكنهم لاحظوا منذ الوهلة الأولى أنه معاق ...
أما أبو أحمد ( إمام المسجد ) وولده أحمد فقد تعرضوا لشتى أنواع التعذيب لمدة يومين كاملين فكسروا أياديهما ثم أطلقوا النار عليهما في الرأس وألقوهما مع عشرات غيرهما في نفس المكان الذي انبعثت منه في اليوم الثالث رائحة جيف الموتى , ثم وضعوا حيدر في إحدى السيارات ونقلوه إلى منطقة قريبة من المسجد الذي اختطفوه منه وقالوا له بالحرف ( روح ولّي ) .
شبكة أخبار العراق
