أود أن أطرح هذا النموذج من الحرب على الإسلام من داخل بلاد الإسلام حتى لا يبقى انتباهنا محصورا على ما يتم نشره أو إخراجه من كتب و أفلام تستهزئ بالأسلام في البلدان غير الإسلامية ...
فلم " مـــاروك " "Maroc" هو فلم (من إنتاج مغربي و فرنسي مشترك ) من إخراج مغربية مقيمة بفرنسا إسمها ليلى المراكشي و أنا أرى أنه لا يربطها بهذا البلد سوى هذا الإسم..
أحداث الفيلم تدور في أحد الأحياء الراقية بمدينة الدار البيضاء ، حيث يعيش أبناء الطبقة الراقية التي امتصت دماء الشعب المغربي حياة بذخ و مجون و سباق للسيارات...
في ظل هذا الوسط الفاسد تنشأ علاقة غرامية بين شاب يهودي وفتاة( مسلمة).
علاقة تجعله يطارحها الغرام في إشارة مباشرة بأن المسلم يتخلى بسرعة عن أخلاقه و ديانته ، في حين نجد أن اليهودي يبقى متشبثا بآرائه عن ديانته خصوصا اعتزازه بالنجمة السداسية التي تتدلى من عنقه ..
الفيلم يحفل كذلك بمشاهد تمجد الديانة اليهودية في حين يحبل بمشاهد تحتقر الدين الإسلامي ، منها مشهد تظهر فيه بطلة الفيلم و قد ارتدت سروالا من الجينز و بدأت تطوف حول أخيها الذي يصلي و هي تطلب رأيه في سروالها الملتصق بلحمها غير آبهة بأنه يصلي و كأن الصلاة طقس متخلف (والعياذ بالله) ..
الفيلم أثار سخطا عارما لدى الشعب المغربي و لو أنه لم يخرج بعد للسوق حيث اقتصر فقط على بعض المهرجانات السينمائية والتي عرفت نقاشا حادا بين المناصرين للفيلم و هم قلة و بين المعارضين له الذين اعتبروه ضربة قوية للشعب المغربي و الأمة الإسلامية جمعاء لما يحويه من الألفاظ البديئة و الكلام النابي و اللقطات الفاضحة..
كما ذهب آخرون بأن قبول الفيلم في المهرجانات هو تأثير لتدخل اللوبي الصهيوني خصوصا و أن تمويله أجنبي ، بل ذهب البعض إلى أن الفيلم ليس من إخراج هذه المخرجة المزعومة بل قدمت فقط إسمها لتضرب في العمق ثقافة و معتقدات المغاربة و المسلمين و التشجيع على مثل هذه الأعمال .
ومن بين ردود الفعل التي أعلنت عن مواقفها الرافض بقوة، البيان الذي أصدرته نقابة المسرحيين المغاربة، إذ اعتبرت النقابة أن المجال الثقافي والفني في المغرب تشوبه "بعض السلوكات المفضوحة، والتي تظهر بجلاء ووضوح من خلال بعض الأعمال السينمائية المحسوبة على الإنتاج المغربي (كما هو الشأن بالنسبة لفيلم ''ماروك'')، والتي أنتجت بالاشتراك مع جهات خارجية، يقف خلفها لوبي يستغل الصورة ليمرر بكيفية صارخة إيديولوجيته المشينة والمسيئة للمتلقي المغربي".
وأكد البيان " أن الفيلم اعتمد على الإساءة للمغرب وللمغاربة ولمقوماتهم الراسخة، مضيفا أنه جاء صراحة "لتكريس الاستعمار الثقافي والولائية الفرانكفونية الجديدة..". وشجبت نقابة المسرحيين المغاربة "مثل هذه الأفلام .. وهذا التسيب في الطرح، وهذا الولاء المرفوض الساقط لمن تهمهم الاستفادة المادية الرخيصة، عوض التشبث بالكرامة، والاعتزاز بمقومات الإنسان المغربي".
ودعت النقابة المثقفين والفنانين وكل المهتمين إلى "إدانة مثل هذه الأفلام المدسوسة وكل من يقف خلفها".. كما دعت إلى "مقاطعتها ومقاومتها إنتاجا وتصويرا وتمثيلا فوق تراب هذا الوطن المقدس".
وأمام استمرار ردود الفعل، التي من المنتظر أن تتصاعد إذا نزل فيلم "ماروك" إلى السوق، تطرح العديد من علامات الاستفهام حول الإنتاج المشترك، وحول الدعم المالي الذي يحظى به عدد من المخرجين المغاربة، خصوصا أن هذا الدعم يمر عادة عبر بوابات السفارات الأجنبية في المغرب.
و حسبنا الله و نعم الوكيل ..