منذ فترة طويلة وعدت بكتابة هذا الموضوع الذي يهدف إلى تحليل نقاط قد تكون خفية بالنسبة للاعب العادي ، لماذا سلكت ننتندو هذا الطريق الجديد ألم يكن من الأفضل لها اتخاذ الطريق التقليدي من ناحية ترقية المواصفات بشكل كبير ، و ما الذي تهدف له الحمراء الكبيرة بالضبط خلال الجيل القادم و كيف ستفعل ذلك ، هذا ما أرجو توضيحه من خلال هذا الموضوع من نظرة و تحليل شخصي للمعلومات القليلة المتوفرة و بناء على حقائق سابقة أيضا .
في البداية فإن الجهاز الأقل حظا بأجهزة الجيل الحالي هو الكيوب بلا شك ، أنا بالتأكيد لن أتهم الجهاز بأنه كان سيئا لمجرد أنه حل ثالثا في معركة الأجهزة المنزلية و لكنه عانى من نقاط ضعف كثيرة أثرت على مستواه و دعمه بشكل كبير و فيما يلي سأقوم بتوضيح أسباب إخفاق الكيوب في المنافسة و كيف سيتجنب الريفوليوشن ما حصل للكيوب ، و النقاط لن تتحدث بالتأكيد عن عدد المضلعات و الهراء التقني المضحك و لكنها ستقف ( كما أرجو ) على الثغرات الحقيقية التي مهدت لننتندو الدخول بشكل مختلف في الجيل القادم عن باقي الشركات .
[ الأونلاين ]
من المؤكد أن الجهاز الوحيد الذي لم يقدم شيئا يذكر من ناحية ألعاب الشبكة هو الكيوب ، في البداية كانت فانتسي ستار أونلاين مشروع ناجح و مبشر بالخير للجهاز ولكن ننتندو قررت بأن هذا ليس الوقت المناسب لخوض معركة ألعاب الشبكة ، قد تكون ننتندو على حق من ناحية صعوبة إتمام عملية الاتصال وقتها ووجود متطلبات كثيرة معظم اللاعبين غير قادرين على تلبيتها ، لكن بعد مرور فترة من الزمن و النجاح الكبير لشبكة الإكس بوكس لايف بدأ المطورون بإسقاط عناوينهم من الكيوب بسبب عدم دعم الأونلاين ، لأن اللاعب كان يفضل الحصول على نسخة من اللعبة الفلانية على جهاز البلاي ستيشن الثاني مثلا كونها تدعم اللعب الجماعي عبر الشبكة مما كان أحد أسباب تراجع مبيعات ألعاب شركات الطرف الثالث على الجهاز في أمريكا و أوروبا .
[ قلة الدعم ]
حتى نكون منصفين فالدعم الذي حصل عليه الكيوب خلال بداياته كان رائعا و حصل على نسخ من معظم الألعاب الغير حصرية من مختلف الشركات و لكن عدة أمور جعلت هذا الأمر يختلف ، تراجع مبيعات ألعاب الطرف الثالث على الجهاز لأسباب عديدة جعلت مجموعة من الشركات التي تملك عناوين مهمة تلغي دعمها للكيوب نهائيا منها كودماسترز و أيدوس و أكلايم و روكستار و هذه الشركات تحظى بألعاب مهمة في السوق الغربي مثل تومب رايدر و جراند ثيفت أوتو و هيتمان ، من جهة أخرى فإن الكيوب فقد حصرية أهم الألعاب و خصوصا عناوين كابكوم سواء ريزدنت إيفل الرابعة أو فيوتيفول جو و كيلر7 ، و انتهاء بتيلز اوف سيمفونيا في اليابان ، و في النهاية فإن عناوين شركات الطرف الثالث الحصرية و الجديدة على الجهاز بقيت محدودة جدا و تقتصر على ريزدنت إيفل زيرو و باتن كايتوس و ألعاب قليلة أخرى .
[ تراجع الأسماء الكبيرة ]
سوبر ماريو سانشاين لم تكن اللعبة التي تمناها عشاق ننتندو و لم تصل لمستوى اللعبة الأسطورية سوبر ماريو64 ، ماريو سانشاين كانت لعبة جميلة بحق و لا أستطيع أن أنكر ذلك ، المراحل الملونة الجميلة و المؤثرات المذهلة للمياه و طريقة اللعب الأساسية كانت ساحرة و لكن اللعبة افتقدت عناصر مهمة و قدمت كاميرا سيئة أثرت على مستواها ، من ناحية أخرى فإن أسطورة زيلدا : قاهر الريح لم تكن أيضا لعبة زيلدا التي يتمناها الجميع ، ليس فقط لأنها قدمت رسوما كرتونية و لكن لأنها لم تستطع مضاهاة اللعبة الأفضل على الإطلاق أوكارينا اوف تايم ، حيث جاءت قصيرة بعض الشيء و غريبة الطابع ، الكثيرين وصفوها بأنها ليست زيلدا حقيقية و من الصعب على عشاق ننتندو أن يحتملوا عدم وجود زيلدا حقيقية على جهازهم ، أيضا سلسلة ستار فوكس حظيت بنصيبها من التراجع خصوصا بعد جزء نامكو السيء ، دونكي كونج تحولت إلى لعبة لقرع الطبول مما أفقد الكيوب مزية أخرى وهي غياب ألعاب دونكي كونج الحقيقية ، ربما تكون مترويد برايم اللعبة الوحيدة التي قدمتها ننتندو و ريترو ستوديوز و تستحق أن يطلق عليها لقب لعبة كلاسيكية و هي بلا شك أفضل لعبة تم إطلاقها على الكيوب و من أفضل ما تم تطويره خلال هذا الجيل بأكمله .
[ لا للبالغين ]
في الواقع فإن هذه النقطة هي الأكثر جدلا بين اللاعبين ، ما هي الألعاب الموجهة للبالغين على الكيوب ؟ ألعاب قليلة جدا لا يزيد عددها عن عدد أصابع اليد الواحدة و تقتصر على ريزدنت إيفل و إترنال داركنس تقريبا ، هذه النقطة كان لها أثر كبير بعدم حصول أكبر فئة من ناحية العدد من اللاعبين على الجهاز ، رغم أنني على كل حال أرفض هذا المبدأ كون ألعاب البالغين في العادة ألعاب تحتوي على عنف شديد و بذاءة و مشاهد فاضحة ، ننتندو حافظت على سمعتها كشركة محترمة لا تقدم مثل هذه الألعاب على جهازها سواء من تطويرها أو من مطورين اخرين لكن هذا أدى لخسارتها لسوق كبير من اللاعبين ، و على كل حال فأنا لا أريد أن أرى ألعاب من نوع ديد أور ألايف الشاطئية و رمبل روز على الجهاز ! و لكنني أثق و يا للأسف بأن معظم اللاعبين ( حتى العرب و المسلمين ) لم يحصلوا على أجهزة الكيوب بسبب عدم تواجد هذا النوع من الألعاب .
[ فقدان الحلفاء ]
رير ، سيليكون نايتس ، و فاكتور 5 ثلاث شركات انفصلت عن ننتندو في وقت عصيب لسبب أو لاخر ، مما أثر بشكل كبير على مستقبل الكيوب وقتها ، لو حصل الكيوب على ألعاب بيرفكت دارك زيرو ، كاميو ، توو هيومن و التي كانت قيد التطوير له بالأصل لربما اختلف الوضع كثيرا عن الان .
[ الشكل و التصميم ]
ربما يكون هذا العامل غير مهم لفئة الهاردكور جيمرز ، و لكن هناك فئة أخرى من اللاعبين لا تتابع أخبار الألعاب عبر الإنترنت و يلعب شكل الجهاز دورا كبيرا بالنسبة لها عند الشراء ، الكيوب شكله و لونه جعلاه يبدو كلعبة ( Toy ) بشكل بعيد عن الجدية و ذراع تحكم الجهاز رغم كونها ممتازة و مريحة بالتحكم إلا أن ألوانها و شكلها تعتبر منفرة بالنسبة للكثير من اللاعبين حيث أن ننتندو لم تراعي الجدية في تصميم الكيوب و اعتماد اللون البنفسجي المائل للزرقة كلون أساسي للجهاز لم يكن خيارا موفقا برأيي .
ربما تكون هذه أبرز العيوب و الثغرات التي عانى منها الكيوب و بلا شك فننتندو تعلم ذلك ، الدخول لمعركة الجيل القادم بجهاز تقليدي مشابه للمنافسين لم يكن ليؤدي إلا إلى خسارة جديدة و تكرار العيوب و الأخطاء ، لذا فبإمكاننا الان أن ننظر جيدا إلى الريفوليوشن من زاوية مختلفة ، تختلف عن نظرتنا له بانه مجرد جهاز جديد من الجيل القادم بل الأصح أن ننظر إلى كيفية سد الثغرات السابقة لتقديم سلعة أفضل بهدف الحصول على نسبة أكبر من السوق و الأهم هو كسب ثقة المستهلك مرة أخرى و بشكل أفضل من السابق .
كبداية ، شبكة ننتندو واي - فاي لاقت النجاح على أجهزة ننتندو DS و لا أرى سببا يمنعها من تحقيق نجاح مماثل على الريفو ، فمن لا يحب أن يلعب ماريو بارتي و سوبر سماش عبر الشبكة ؟ لطالما اشتهرت ننتندو بأنها أفضل من يصنع الألعاب الجماعية و إضافة الأونلاين لعناوينها كما حصل مع ماريو كارت و أنمال كروسنج ستشكل دورا كبيرا في جذب اهتمام اللاعبين لهذه العناوين من جديد و تسلط الأضواء عليها مرة أخرى و منحها دماء التجديد و الحيوية التي أصبحت بحاجة ماسّة إليها .
من ناحية أخرى فإن ذراع التحكم الثورية الجديدة ستضمن حصول الجهاز على مجموعة كبيرة من الألعاب الحصرية ، و أنا أتوقع بأن يحصل الجهاز خلال السنة الأولى من عمره على مجموعة ألعاب حصرية تعادل ما حصل عليه الكيوب طوال مسيرته ، كم أن ذراع التحكم جذبت انتباه مطورين كبار للجهاز مثل هيدوكوجيما و غيره ممن لم يطوروا للكيوب سابقا ، ليس ذلك فقط بل إن أي لعبة مشتركة بين جميع الأجهزة ستمثل تجربة مختلفة على ( الثورة ) عن البقية .
أهم ما يريده الجميع هو عودة ألعاب ننتندو لمستواها السابق و خصوصا جيل الننتندو64 الذهبي في عالم الأبعاد الثلاثية ، و الواقع فإن المستقبل يبدو واعدا و مبشرا للغاية فزيلدا توايلايت برنسس ( مجرد توقع ) ستكون لعبة إطلاق للريفوليوشن و بالتالي سيضمن الجهاز من البداية الحصول على لعبة قد تتفوق أوكارينا اوف تايم ( و هذا يعني الكثير ) ، ماريو لا زال مصيرها مجهولا و لكن الكنترولر الجديدة ستلعب دورا بلا شك في تشكيل معالم اللعبة بشكل قد يكون إيجابي للغاية ، مترويد برايم3 هي أكثر العناوين انتظارا بالنسبة لي كونها لعبة مترويد أولا و ثانيا استغلالها للكنترولر بسبب طبيعتها كلعبة رماية خصوصا و أنها ستطلق خلال الربع الأول من عمر الجهاز ، ماريو كارت و أنمال كروسنج و سوبر سماش ستتحول إلى ألعاب جماعية عبر الشبكة مما سيرفع من أسهم هذه الألعاب بلا شك ، دونكي كونج قيد التطوير بلعبة جديدة على جهاز الثورة بعكس الكيوب الذي لم يحصل أبدا على لعبة دونكي كونج حقيقية . أيضا حصول جهاز الثورة على خواص تحميل و تشغيل الالعاب القديمة يعني الكثير بالنسبة لمحبي الألعاب القديمة على وجه الخصوص و هو أحد العناصر التي افتقدتها جميع أجهزة ننتندو السابقة .
في الجيل القادم أعتقد بشكل كبير أن ننتندو ستحاول الحصول بأي طريقة على ألعاب مثل جراند ثيفت أوتو و جران توريزمو و ننج إليفين و هي أهم ما نقص مكتبة ألعاب الكيوب برأيي ، ننتندو تعرف ذلك جيدا و بلا شك فهي ستحاول سد الثغرة و ربما سيقدم الثورة أداء أفضل بكثير من الكيوب من ناحية تنوع الألعاب و محاولة إرضاء شريحة أكبر من الأذواق .
و أيضا فإن تصميم الثورة و شكله الأنيق يتجاوز النقطة السلبية التي حصلت مع الجهاز المكعب ، الثورة صغير للغاية و حتى أكون صادقا فانا معجب بشكل كبير بحجم الجهاز الصغير و شكله الرائع خصوصا مع الضوء الأزرق الجميل الذي ينبعث منه ، و ذراع التحكم تحمل منظرا مألوفا للجميع وهو شكل أجهزة التحكم في التلفاز ، الثورة يشكل تحفة فنية من ناحية المنظر .
لم أحصل على الكيوب إلا لسبب واحد فقط ، سلسلة ريزدنت إيفل ، فبرغم كوني واحدا من محبي شركة ننتندو و ألعابها إلا أن جهاز البلاي ستيشن2 أشبع معظم رغباتي في مختلف الميادين و لا أستطيع تخيل وضع الكيوب في السوق بدون ريزدنت إيفل ، لكنني و يا للعجب شديد الشغف بتجربة الثورة أكثر من أي جهاز اخر ! ليس فقط لإعجابي بالعاب ماريو و زيلدا و غيرها و ليس فقط لكونه الأنسب لقدراتي المادية المتوسطة و لكن طبيعة الجهاز الغامضة غير واضحة المعالم استهوتني كثيرا ، ننتندو تلعب على وتر موجود في كل شخص بشري على وجه الأرض وهو الفضول ، فانا حقا أرغب بتجربة أي لعبة على هذا الجهاز لأرى كيف يتم التحكم بها و كيف ستكون التجربة ، في المقابل فإنني لم أملك أبدا هذا الشعور عند إطلاق الكيوب .
ربما يكون مصير الثورة مجهولا في الأسواق ، ربما لا يدعم أجهزة التلفاز عالية الدقة و يملك مستوى رسومي أقل من المنافسين ، و لكن المؤكد هو أن الجهاز سيغير مفاهيم كثيرة عند إصداره سواء أكانت هذه التغييرات إلى الأفضل أو الأسوأ ، كل شيء يعتمد على تقبل اللاعبين للسلعة و كيفية تسويق و طرح السلعة ، وطريقة توصيل الفكرة للناس بالشكل الصحيح .