تحذيرات للأطفال من ملطفات الجو



ملطفات الجو وغيرها من المنتجات المضغوطة الرشاشة تجعل المنازل بيئات غير صحية. فالأطفال وأمهاتهم في المنازل التي تستخدم فيها هذه المنتجات بشكل يومي يعانون من اعتلال الصحة مثلما اظهرت دراسة أطفال التسعينيات التي اجرتها جامعة بريستول. ولكن جمعية مصنعي المنتجات المضغوطة المرشوشة ردت بأن البحوث مغلوطة.
وان تلك المزاعم غير مبررة. واظهرت الدراسة ان الاطفال نتيجة لوجود تلك المنتجات في بيئة المنزل يعانون من الاسهال وآلام الاذن بينما تعاني امهاتهم من نوبات الصداع والاكتئاب وفقاً للدراسة التي شملت 14 ألف منزل ولأن اربعين بالمئة من المنازل تستخدم منتجات وجدتها الدراسة مسئولة عن تلك المشاكل الصحية فإن نتائج الدراسة ستكون لها اصداء عالمية في حال تأكدها.
وقد استخدم فريق الباحثين قياسات لمركبات عضوية طيارة شهراً بعد شهر في غرف النوم وصالات المعيشة بمئة وسبعين منزلاً ووجدوا اثاراً لمادة تسمى فوك (VOCs) لها صلة بعدد من الأمراض.ويقول الفريق ان معدلات فوك في المنازل ربطت مع استخدام ثلاثة منتجات ملطفات الجو ومنظفات السجاد والمنتجات الرشاشة وقارن الباحثون بعد ذلك استخدام تلك المنتجات الثلاثة في العينة الكاملة من المنازل مع معدل الاصابات بعدد من الأمراض.
ووجدوا ان الاطفال يصابون بنوبات اسهال تزيد بنسبة 32% عن المعدلات الطبيعية لدى الاطفال في المنازل التي تستخدم فيها ملطفات الجو بما فيها الالواح والبخاخات والرشاشات بالمقارنة بالمنازل التي تستخدم فيها تلك المنتجات بمعدل مرة واحدة اسبوعياً او حتى أقل. كما وجد الباحثون انهم يعانون اكثر من مشاكل ألم الاذن وتؤثر ملطفات الجو والمنتجات الرشاشة كذلك في الأمهات اللائي يستعملنها بشكل يومي حيث يعانين من الصداع بنسبة تزيد بعشرة بالمئة.
غير ان اكثر نتائج الدراسة الباعثة على الدهشة هو الارتباط الواضح بين اكتئاب الامهات وملطفات الجو. فمن بين الأمهات اللائي استخدمن ملطفات الجو اشتكت 16% من الاكتئاب مقابل 7. 12% من الامهات اللائي نادراً ما كن يستعملنها. وقال أليكس فارو التابع لمدرسة العلوم الصحية والرعاية الاجتماعية التابعة لجامعة برونيل والذي تصدر فريق الباحثين ان اكثر من 40% من العائلات في الدراسة كانت تستخدم ملطفات الجو بصورة منتظمة ويضيف بأن بعض الناس يعتقدون ان استخدام تلك المنتجات يجعل المنزل انظف وافضل من الناحية الصحية لكن كون المنزل اكثر نظافة لا يعني انه افضل صحة على حد قوله.
وتساهم ملطفات الجو في حال استخدامها مع مجموعة اخرى من المنتجات المنزلية في مزيج معقد من العناصر الكيميائية وتؤدي الى تراكم مادة فوك في بيئة المنزل وتكون النساء والأطفال دون سن الستة اشهر عرضة لتأثيراتها على وجه خاص، لأنهم يمضون ما يقارب 80% من الوقت داخل المنزل كما ان الاشخاص الذين يلازمون المنزل لفترة طويلة ككبار السن هم كذلك عرضة لتأثيرات ملطفات الجو.
وبالرغم من وجود حاجة لاجراء المزيد من البحوث حول هذا الموضوع الا ان فارو ينصح بالحد من استخدام ملطفات الجو والمنتجات الرشاشة في المنزل، للحفاظ على سلامة اهل البيت ويقترح عصر ليمونة لتلطيف جو المنزل فهي بدرجة الفاعلية نفسها على حد قوله.
ولكن جمعية مصنعي المنتجات الرشاشة شككت في مصداقية الدراسة رغم علمها بها منذ عدة سنوات وقالت ان اثار مادة فوك التي عثر عليها في 170 منزلاً ناتجة عن مواد كيميائية اخرى كطلاء الجدران والتدخين ومواد الديكور واضافت الجمعية ان مزاعم فارو غير مبررة لكنها مع ذلك ستراقب الامر عن كثب وفي حال اكتشاف ما يثير القلق فإن الصناعة ستجري تقييماً كاملاً له. اما كريس فلاور المدير العام لجمعية العطور ومستحضرات التجميل فيقول بأن منتجات الجمال كسبراي الشعر ومزيلات العرق يتطلب تصنيعها ان يكون استخدامها آمناً.
ويضيف بأن الانواع الرشاشة من تلك المنتجات لا ينبغي ان تستخدم في اماكن مغلقة صغيرة وان الأدلة الحالية تظهر ان تلك المنتجات هي آمنة. ومع ذلك ستنظر الجمعية الى نتائج الدراسة بعين الاعتبار لمعرفة ما إذا كان الناس يتبعون النصيحة وما إذا كانت هناك حاجة لاضافة نصائح اضافية.




اعداد : ابتسام احمد - البيان