مرعي والبحر
مرعي اسكندراني ابن بحر وخبير صيد
رآنا نعد الزورق ... فسأل إلى أين ؟
قلنا للصيد في البحر ... وقف ناظرا إلينا باحتقار ...
وبعين خبير .. راح يعدل في ترتيب الأشياء والمعدات ...
فقلنا له بخجل... ما تيجي معانا ؟
تمنع قليلا ثم وافق
فمنينا النفس برحلة صيد يصاحبنا فيها خبير أليس ابن البحر والأسكندرية؟
وراح يعطي أوامره للإبحار بنبرة قبطان أعالي البحار ..
وراح يرسم لنا فوق أرضية الزورق كيف نحدد المسار البحري المطلوب ... وكيف نتنبأ بهبوب الرياح .. كيف نوجه الزورق كي نتجنب الأمواج ... وكيف نسترشد بالنجوم إن عدنا ليلا
وكيف نوجه الزورق نحو الأماكن التي يتوافر فيها الأسماك
وكيف نتحاشى مواقع اسماك القرش .. وكيف أنه سباح ماهر . ,,,وووو
وكان يمد دلوا إلى الماء ثم يأخذ حفنة من ماء البحر في فمه يتذوقها ثم يمجها .. ثم يهز رأسه ...قائلا نعم المسار صحيح
استمروا فيه .... يحدث ذلك .. ونحن ننظر إليه في دهشة وبلاهة وإعجاب تلاميذ أغبياء...كان يسير بيننا مرفوع القامة ينظر إلينا شذرا....
كان يتحدث عن البحر كخبير يعرف كل الأسرار
فاطمأنت قلوبنا واستسلمنا لصاحبنا تماما ...
حتى إن الواحد منا كان يرفع إصبع السبابة يستأذنه أن أحب الوقوف أو الجلوس والغريب أن... مرعي كان يعطيه الأذن بذلك بشئ من القرف
كنا نطيعه في صمت وإجلال واحترام .. فللمركب ريس واحدة فقط وإلا غرقنا ... لكنني كنت أحس شيئا آخر ..
وما أن أخذنا طريقنا في البحر وتوغلنا بعيدا عن الشاطئ . الذي اختفى تماما عن أنظارنا ...حتى سمعت صوت ارتطام ...
مرعي قبطان أعالي البحار الخبير المغرور ..أصيب بدوار البحر ...
هو الوحيد بينا الذي أصيب به ..تصوروا؟ مع أنها كانت المرة الأولى لي أن أبحر في زورق للصيد و كما أنني لا أجيد السباحة ..... لم أصب بشيء والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ... أرزاق. . وكانت إصابة صاحبنا غريبة جدا وشديدة إذ احتاج الأمر منا جميعا أن نكون إلى جانبه ...لكن حالته كانت تتطور من سيئ إلى أسوأ ... وكنت متحيرا بين شعوري بالإشفاق عليه وكتمان ضحكتي... وتعطلت الرحلة ورجعنا إلى الشاطئ خوفا على حياته ...
وكانت هذه قصة القبطان أعالي البحار .. الخبير البحري المغرور .. مرعي الإسكندراني
