تابع الجمهور الألماني والسياح الذين تدفقوا الى البلاد منذ انطلاق نهائيات كأس العالم 2006 مباريات البطولة عبر 19 قناة تليفزيونية مفتوحة دون أن يكلفهم الأمر دفع مبالغ نقدية كما هو الحال في بلدان الشرق الأوسط التي تكبد مواطنوها مبالغ طائلة مقابل التمتع بمشاهدة مباريات المونديال.
وأكد مواطنون عرب مقيمون في المانيا أنهم لم يعتادوا متابعة مباريات كأس العالم من خلال دفع الأموال, خصوصاً أن القنوات التلفزيونية تتنافس على بث المباريات مقابل تسويقها اعلانياً والحصول على عائدات تفوق ما ستكسبه من عائد الاشتراكات في حال تم تشفير البث التليفزيوني.
ويمكن للمقيمين في المانيا مشاهدة المباريات في البيوت والمقاهي والميادين العامة، حيث قامت البلديات المحلية بالتعاون مع شركات مختصة في الدعاية والاعلان بوضع شاشات عملاقة في أنحاء متفرقة من المدن الألمانية لمنح المواطنين والسياح فرصة مشاهدة منافسات المونديال مجاناً مقابل عرض الإعلانات قبل وأثناء وبعد المباريات, ما يعتبره المسوقون الألمان فرصة مهمة لاصطياد المشاهدين وايصال الفكرة الاعلانية اليهم.
منافسة تجارية حاميةولم تعد المنافسة على نيل الأفضلية في مونديال 2006 حكراً على المنتخبات الـ 32 المشاركة في أهم تظاهرة كروية في العالم بعدما دخل أصحاب المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي في منافسة من نوع خاص لإجتذاب العدد الأكبر من جمهور البطولة والفوز بنصيب أوفر من الأرباح التي ستدرها مباريات المونديال على المدن الألمانية عموماً. وظهر التنافس جلياً في ساحة مارينا بلاتزا الواقعة في قلب مدينة ميونخ عاصمة مقاطعة بافاريا الجنوبية من خلال الأساليب التي يستخدمها أصحاب المحلات للفت انتباه المتواجدين في الساحة واغرائهم بالدخول الى المحلات أو الحصول على مقعد في جادة الطريق.
ولجأ أحد محلات عرض الأزياء لوضع شاشة عملاقة تعرض مباريات المونديال ضمن المعروضات الخارجية لمحله, ما جعل نحو 200 شخص يتجمهرون أمام المعرض لمشاهدة مباراة المانيا والسويد طوال ساعة ونصف لافتين بجلوسهم أنظار المتسوقين في المعرض المتخصص في بيع الملابس النسائية. بيد أن صاحب محل مجاور حاول أن يستفيد من الجماهيرية التي حققها جاره خصوصاً أنهما لا يؤديان النشاط نفسه وحقق نجاحاً مماثلاً من خلال بيع زجاجات المياه الباردة والمشروبات الغازية لجمهور المتفرجين, مستفيداً من بث أغنية كانت تنطلق من مسجله العملاق تمجد "المانشافت" وهو اللقب الذي يطلقه أنصار المنتخب الألماني على فريقهم.
ولفت صاحب مطعم ايطالي بعض الاهتمام حين وضع سجادة تحاكي تصميم ملاعب كرة القدم تمتد من رصيف الشارع وتنتهي بالدخول الى المطعم والوقوف أمام قائمة طويلة من الأطعة والمشروبات التي تقدم على الطريقة الايطالية، دون أن يخلو المكان من تعليق قميص المنتخب "الأتزوري" على واجهة المحل الزجاجية. وعلى الرغم من عدم تواجد الكثير من المشجعين البرازيليين في مدينة ميونخ, إلا أن نادلات مطعم متخصص في المأكولات الأوروبية فضلن ارتداء القميص البرازيلي على اعتبار أن فرسان السامبا سيرجعون الى ميونخ في الأدوار المقبلة بعدما خاضوا مباراة واحدة ضد استراليا في الدور الأول من البطولة وسيحملون معهم الكثير من المال لصرفه في المطعم الذي راهنت نادلاته على أن البرازيل ستبقى حتى النهاية وأن البقية سيكون مصيرهم الإقصاء قبل نيل اللقب!.
ويبدو أن حمى المنافسة انتقلت الى محلات بيع الكتب حين بدأ بعضها يضع في الواجهة كتب تتحدث عن لاعبين مهمين في تاريخ الكرة الألمانية كالقيصر فرانس بكنباور وكتاب آخر يحكي سيرة مدرب المانشافت الحالي يورغن كلينسمان دون أن يكون لمذكرات السياسيين والفنانيين مكان في الواجهة الامامية بخلاف ما اعتاده رواد محلات بيع الكتب.