خطف أسطورة كرة القدم الارجنتيني دييغو ارماندو مارادونا الأضواء في نهائيات كأس العالم 2006 والمقامة حالياً في المانيا, وبات محط اهتمام الصحافيين وعدسات المصورين التي باتت تطارده اينما حل وأرتحل دون أن يكون لنجوم المنتخب الارجنتيني المشاركين حاليافي المونديال نصيب من الاهتمام الذي وجده مارادونا منذ وصوله الى المانيا.
وخصصت الشركة التي تتولى تصوير ونقل مباريات المونديال كاميرا خاصة طوال مباريات المنتخب الارجنتيني لرصد تحركات مارادونا وانفعالاته التي بلغت ذروتها خلال مباراة منتخب الارجنتين ضد المكسيك وانتهت بفوز عتاولة التانغو على فرسان الأزتيك وانتقالهم الى الدور ربع النهائي لملاقاة المانيا.
ويقطن مارادونا وعائلته في الفندق نفسه الذي يقيم فيه لاعبو المنتخب الارجنتيني وأعتاد أن يتخذ جناحاً خاصاً بالقرب من اللاعبين لبث الحماس في نفوسهم وحثهم دائماً على تقديم المزيد واللعب من أجل الفوز بكأس العالم. ورفض النجم الارجنتيني تولي مهمة مساعد المدرب بيكرمان في تدريب الارجنتين, واصفاً العرض بأنه اهانة بالغة تسيء الى تاريخه العريض.
ويأمل مارادونا بأن يتولى مهمة تدريب منتخب الارجنتين خلفاً للمدرب الحالي بيكرمان, ويرى أن من حقه تدريب منتخب بلاده على غرار نجوم جيله من أمثال الفرنسي ميشيل بلاتيني والهولندي فان باستن الذين استفادت منهم منتخباتهم استفادة قصوى بعدما برهنوا تفوقهم كلاعبين الى تفوق مماثل في مهنة التدريب.
وعلى الرغم من تصريحات مارادونا التي يطالب فيها بتولي مهمة تدريب المنتخب الارجنتيني, الا أن المدرب الحالي بيكرمان لم يظهر تذمراً من أطماع النجم المعتزل, وهو يؤكد أن وجود مارادونا في معسكر الفريق مهم جداً لأنه سيبث الحماس في اللاعبين ويشد من أزرهم نحو تحقيق الفوز بكأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. ويحرص بيكرمان على عدم خلق عداوة مع مارادونا صاحب اللسان السليط والتعليقات اللاذعة التي باتت تمثل قلقاً للنجوم القدامى في الأرجنتين, ما جعل بيكرمان يمتدح مارادونا في معسكر المانيا ويقول عنه بأنه يمثل كبرياء ونخوة الشعب الارجنتيني!.
بيد أن رئيس اتحاد كرة القدم مانويل غاردونا أظهر شجاعة لافتة في مواجهة مارادونا حين أكد للصحافيين الأرجنتينيين أن مارادونا لا يحظى بفرصة كبيرة لتولي مهمة تدريب المنتخب الارجنتيني, وأنه وبقية أعضاء اتحاد الكرة يخشون أن لا يلتزم مارادونا بالعقد في حال توقيعه وأن يعود الى حياته السابقة وينشغل عن مهمته باللهو والسهر والمخدرات, ما قد يعرض الأرجنتين الى نكسة كروية توازي تلك التي حدثت عقب ابتعاده عن المنتخب في العام 1994.
ولم يلقي مارادونا بالاً لتصريحات رئيس اتحاد كرة القدم, مؤكداً أن غاردونا لا يمكنه الوقوف حائلاً في طريقه للعمل كمدرب, خصوصاً أن لدى "الجوهرة البيضاء" أحلام بتولي مهمة تدريب منتخب البرازيل, ما جعله يقول أنه سيكون بمثابة حبة الكرز التي تزين الكعكة البرازيلية في رسالة يبدو أنها لم تجد اهتماماً من جيران بلاده الذين لم يعلقوا على تصريحات مارادونا.
وفي المقابل يرى لاعبو منتخب الارجنتين في وجود "دييغو" بالقرب من معسكر التانغو الأمل في الرجوع الى بيونس ايريس بكأس العالم, خصوصاً أنه يعتبر بمثابة القدوة للاعبين الذين يحرصون على الاستماع الى حديثه والعمل بتوجيهاته. ولم يجد مهاجم الفريق كريسبو حرجاً في وصف مارادونا بالملهم وبأنه وراء العروض اللافتة للمنتخب الارجنتيني في الدور الأول, مؤكداً أن اللاعبين تلقوا من "القدوة" كلمات قبل مباراتهم ضد صربيا كادت تجعلهم يأكلون عشب الملعب من فرط الحماسة.
