ثلاث نقاط دماء
-
-
النقطة الأولى
يوم تكشّف القناع وسأل هل من مبارز ؟!
-
يتبادل الابتسام مع زميله من الوحدة ..
يلوك علكة .. يخبره : قبلت الرهان ..
يزداد التصاق الصغير بوالده ..
ظنناً منه أنه مصدر الأمان الوحيد له في هذا العالم ..
لم يعرف كم كان محقاً ..
ويهمس لأبيه : أبي .. إني خائف .. خائف أبي ..
الأب لا يجد كلاماً يبث به طمأنينة في صدر أبنه ..
لم يجد سوي دفئ صدره الذي يلصقه بظهر ولده الصغير ..
الرصاص في كل مكان يتطاير ..
أحد الرصاصات لم تصيب الحائط كسابقتها ..
تلك اللعينة اخترقت جسد الصغير ..
الأب يُذهل لسكون الصغير ..
رجفة الخوف زالت للأبد عن الصبي ..
صوب السماء تحلق الروح ..
بألم نحو الأب تحدق ..
بغضب نحو شاربي الدماء المتضاحكون ..
ونظرة لا سبيل للتعبير عنها نحو المهادنين ..
وكل من يرقب الحدث ..
-
-
النقطة الثانية
غداً مثقوب البطن
-
الرهان هذه المرة أعلى ..
فالهدف أصغر بكثير ..
ويحتاج إلى قلب مخصوص ..
قلب لا يكفيه أن لا يعرف الرحمة فقط ..
بل لا يعرف مرادفاً للإنسانية قط ..
فاللعبة هذه المرة أكثر إمتاعاً ..
وتستحق المجازفة ..
المجازفة بماذا ؟!
بتحقيق صغير ينتهي بخصم أسبوع بالكاد من الراتب ..
ولكن ليس ثمة مشكلة ..
فهناك - بلا شك - ترقية أو علاوة في نهاية الأمر ..
الرصاصة تخترق صدر الرضيعة ..
وتنفذ من الجهة الأخرى ..
معلنة ببساطة أن لا أمل ..
فالأمل أمامكم مثقوب البطن ..
رحل بمجرد أن وُلد ..
فلا تنتظروا أمل ..
لا تنتظروا ..
-
-
النقطة الثالثة
(لن تكون الأخيرة)
شاطئ تحولت مياهه إلى دماء
-
المسافة بعيدة هذه المرة ..
مما يعطي للعبة متعة إضافية ..
فالهدف على الشاطئ بينما هو هنالك بعيداً في البحر ..
ولكن هذا لم يثنيه فأطلق رصاصة بدأ السباق ..
فكيف له أن يترك مثلها فرصة ..
فالأسرة تمرح على الشاطئ ..
تباً لهم أنسوا أن لا حق لهم في الحياة ..
بل يحاولون الاستمتاع بهذه الحياة ..
كان هذا جرمهم ..
ومن أجله يدفعون الثمن ..
حياتهم ..
يطلق أسلحته ..
البنت الصغيرة لم تغادر الماء بعد ..
إلى عائلتها تخرج مسرعة ..
فهي بلا شك إلى من يلعب معها تحتاج ..
إلى من يدفئها بحنانه تحتاج ..
إلى من تبتسم في وجهها تحتاج ..
ولكن لن يلعب معها أخ أو أخت بعد اليوم ..
لن يعطيها والدها حناناً بعد اليوم ..
لن تري ابتسامة مشرقة لأمها بعد اليوم ..
لما لا أحد يجيبها ؟!
ستعرف هذا بعد قليل ..
أحدهم يخبرها أن دمهم أصبح يقدر بثمن ..
ثمن رخيص نعم ..
رخيص للغاية ..
لكن ليست المشكلة أن دمائنا أصبحت رخيصة الثمن ..
المشكلة الحقيقية أن من وضع سعر دمائنا البخس ..
لم يكن هم قط ..
بل – وللأسف – نحن ..
ولنا أن ندفع الثمن ..
وندفعه من الرخيص ..
من دمائنا ..
-
-
-
زفرة
-
-
وجهي يختفي فجأة ..
بعيداً عني وعن الأنظار يرحل ..
انتظرت له رجعة فلم يفعل ..
بلا وجه تركني ..
وبلا جسد تركته ..
منذ أكثر من نصف قرن فعلها ..
فقد رآهم وقد اجتمعوا على خطتهم ..
فلم يجدون أنسب من هذا المكان ..
ولا زمان أفضل منه زمان ..
أرسلوهم إلينا لينقلوا كل ما يحملوا من فساد وخراب ..
فيخبرنا هذا الإنجليزي أنه قرر أن يكون من أراضينا وطنناً لهم ..
لم يحددهم تبعاً لفئة أو عشيرة ..
ولكنه حددهم على أساس دين ..
فهم كانوا وسيظلوا دولة دين ..
مهما أدعوا هم أو غيرهم العكس ..
ومنهم كل أديان الأرض براء ..
بالدماء أبتدوا مشوارهم ..
وبالدماء ينهوه ..
دمائنا أمس واليوم وغداً ..
لكن بعد غد ..
ليست لنا ..
هكذا قال لي من خذلت ..
نعم خذلته ..
ولشدة ما يؤلمني هذا ..
بأثر قدمه الطاهرة قبل معراج السماء تركتهم يعبثون ..
قبلةً أتخذها تركتهم يخربون ..
بيتاً صلى فيه إماماً بأنبياء الله تركتهم يحرقون ..
خذلتك ..
فسامحني ..
فلي رجعة ..
فإن لم أكُ أحدهم ..
فولدي سيكون أحدهم ..
حفيدي سيكون ..
من نسلي سيكون ..
سأعلمهم ..
سألقنهم ..
كيف يستردوا حقهم ويصونوه ..
ولا يتركوا أحداً قط يأخذه لهم ..
أو يقتص لهم ..
فلن يكون عادلاً ..
لن يكون عادلاً ..
وسيملكون الأرض ..
ليقوموا بما أرسل اللهُ الإنسانَ من أجله ..
إعمار الأرض ..
فالمصير إلى البقاء ..
وليس إلى الفناء ..
ليس إلى الفناء ..
-
-
إهداء ..
إلى أصحاب النصر ..
إلى من لم أرهم بعد ..
أو ربما أراهم ..
من يدري ؟!
من يدري ؟!
-
-
-
-
إن اليهود الذين فرقهم الله في الأرض شيعاً .. قد فرقوكم شيعاً .. إن اليهود الضالين .. قد أضلوكم .. إن اليهود الجبناء .. قد جعلوا منكم جبناء .. يا أمة العرب .. يا أمة الخطب
يوسف السباعي – أرض النفاق
-
We are punished by our sins, not for them
Elbert Hubbard
-
لا تصالح .. ولو وَقَفَت ضد سيفك كلُّ الشيوخ .. والرجال التي ملأتها الشروخ ..
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد .. وامتطاء العبيد ..
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم ..
وسيوفهم العربية، قد نسيتْ سنوات الشموخ
لا تصالح .. فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك .. المسوخ !
أمل دنقل – لا تصالح
-
ماذا تبقى من بلاد الأنبياء ..
لا شيء غير النجمة السوداء ترتع في السماء..
لا شيء غير مواكب القتلى وأنات النساء ..
لا شيء غير سيوف داحس التي غرست سهام الموت في الغبراء ..
لا شيء غير دماء آل البيت مازالت تحاصر كربلاء ..
فالكون تابوت..
وعين الشمس مشنقةُ ..وتاريخ العروبة ..
سيف بطش أو دماء..
فاروق جويدة – ماذا تبقى من أرض الأنبياء ؟!
-
المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
سوى قناديلَ تُضيْء الطريقْ ..
نزار قباني - منشورات فدائية على جدران إسرائيل
-
شُهداؤنا , يُزَفوَّنَ بزغاريدٍ , كَيوم ِ عُرسهم
ولا نقبل تعازي بهم, بل تهاني شاكرين
شُهداؤنا هنيئاً لهم, ووعدوا بجنـَّةٍ
وقتلاكم فبؤساً لهم, في جَهنمَ خالدين
أبناؤنا ستُكمل المشوار , وتحمل عنا رايةً
وسترفعها على مآذِن ِ قدسنا, بشموخٍ ٍ هاتفين
الله أكبر, يا قدسُ, إليكِ عُـدنا بعـد حـربٍ
لا بعقـدِ صُلح ٍٍ , ولكن عُــدنـا بالنصر المبين
صلاح جاهين - جنين
-
أن لا أنساك فلسطين ويشدّ بي البعد
فيروز - سيفاً
-