السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ايها الاخوة و الاخوات لا شك أن الواحد منا يسعد عندما يأخذ لنفسه قسطا من الراحة بعد جهد و عناء يريح به الضمير و البدن لكن الكثيرين لا يحسنون استغلال اوقات حياتهم فهم اما مقصرون في الجد و الطلب و اما مفرطون في الخمول و الكسل و بهذا تضيع اوقاتهم بين الافراط و التفريط لكن العاقل منهم من دان نفسه و عمل لما بعد الموت.
الوقت مقياس زمني خلقه الله كي نعلم عدد السنين و الحساب و يعتبر بالنسبة للواحد منا تلك الفترة التي يقضيها بين الحياة و الموت ذاك الزمن الذي يترواح بين يوم و لادته الى يوم مماته ، فمن الناس من يقضي حياته في خير وسعي و اخر لا يقضيها الا بين خمول و شر علما منه ان الوقت لا ينتظرأحدا فانه يمر مر السحاب و يجري كالريح حتى ضرب به المثل أنه كالسيف ان لم تقطعه قطعك ، اشارة و تنبيها على ان على المرء ان يستغل وقته في ما يعود عليه بالنفع لا بالضرر.
قد يفهم بعض الناس بعض الاحاديث خطأ فيظن ان اغتنام الوقت لا يتم الا باللهو و اللعب و الترويح عن النفس دونما رقيب أو محاسبة فتراه لا يبالي ما صنع في يومه و لا يفكر في غده فلا يزرع زرعا حين يزرع الناس و يرجو اقتطاف العنب في وقت الشتاء و من يزرع الشوك لا يحصد به عنبا لكن الذي نريد التنبيه عليه هو تلك الفئة من الناس هداهم الله و ايانا الى دينه القويم الذين يعملون بجهد و عناء فاذا ما جائهم الصيف بحره و أخذوا الاجازة لجاءوا الى بعض التصرفات التي لا تليق بمسلم أو مسلمة .
أولئك الذين يظنون ان قضاء العطل لا يتم الا بمعصية الله في الفنادق بالمسكرات و النغمات و الراقصات و ما يتلوها من سخط الله ، أو اولئك الذين يرافقون أزواجهم و نسائهم الى شواطئ البحار و قد اختلط هناك الرجال بالنساء بل ان البعض كساهم الله ثياب الحياء قد نزعوا الثياب الا النزر اليسير منها و هناك يلعب الشيطان بسهمه المسموم الذي اذا رمى به اصاب انه نظر الرجال الى عورات النساء التي كشفت امام اعين و انظار الجميع فيا لها من مصيبة عندما يفقد المرء دين الحياء نعوذ بالله من الدياثة .
ثم نريد ان نوجه كلمة لبعض الاولياء الذين يبعثون بعض الأبناء الى بعض المخيمات المفسدة التي يرافق فيها الولد قرناء السوء فالحذر الحذر من ترويح يعود بالوبال .
هذا و اتمنى لمن من الله عليه بوقت فارغ اغتنامه فيما هو أقوم .