مثقفون سعوديون يوجهون رسالة استنكار لبوش
يعتزم عدد من الأكاديميين والمثقفين ورجال الأعمال السعوديين توجيه رسالة استنكار وشجب للرئيس الأمريكي جورج بوش تعبيراً عن احتجاجهم على قرار المحكمة الأمريكية بإدانة الطالب السعودي حميدان التركي .
وقد عبر الموقعون على البيان عن استيائهم الشديد من الممارسات العنصرية التي يعاني منها الطلبة السعوديون في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال الخطاب الذي نشره موقع حميدان التركي: " نحسب - فخامة الرئيس - أن المجتمعات البشرية بحاجة ماسة هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى لترسيخ مبادئ العدالة والعقلانية وتعميق قيم الحوار المتمدن وإشاعة مفردات الثقة المتبادلة بين الدول والشعوب مما يعزز حركة المثاقفة ويعينها على تلمس سُبلٍ أكثر للتعاضد والتعاون على الارتقاء بالحياة الإنسانية وتحقيق السعادة والطمأنينة والرفاهية والسلام في ظل ثقافة المجتمعات وإطارها الحضاري.
وأضاف البيان: لقد ساءنا للغاية ما تحمله الأخبار عن أوضاع العرب والمسلمين في الولايات المتحدة ، و ما يعانون من مضايقات متعددة من قبل السلطات الأمريكية ، و بخاصة المبتعثين السعوديين ، و قد تفاءلنا خيراً بالحديث عن عودة بعثات السعوديين إلى الولايات المتحدة ، و تخلي السلطات الأمريكية عن إزعاجهم ومضايقتهم ، خاصة و أنه لم يثبت أن أحداً من المبتعثين الأكاديميين قد تورط في عمل إرهابي لمدة تزيد عن نصف قرن منذ أن بدأت فكرة الابتعاث إلى الولايات المتحدة ."
واعتبر الخطاب ما جرى لطالب الدكتوراه السعودي حميدان التركي خرقاً للقوانين، يكشف عن نوايا و تصرفات تسيئ للطلاب السعوديين .
وانتقد الخطاب ما وصفه تصرفاً غير لائق مع الطالب التركي من قبل السلطات الأمريكية التي تمثلت في سجنه و سجن زوجته و تفريقهما عن أطفالهما الخمسة ، و تهديد من يزور الأطفال أو يحاول مساعدتهم ، و منع الزوجة من لبس الحجاب ، و ظهورها في المحكمة بلباس السجن، مؤكدين أن هذه الممارسات هي ترسيخ لثقافة الكراهية والعنصرية .
وطالب الموقعون بضرورة الإفراج السريع عن حميدان التركي وزوجته، والاعتذار له ولأسرته عن الإساءة التي لحقت بهم.
وكان حميدان بن علي التركي قد ابتعث لدراسة الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية قبل سنوات وله خمسة أبناء ، وفي أواخر 2004م ابتدأت محنته ومحنة زوجته سارة الخنيزان على يد حراس الديمقراطية وحقوق الإنسان، حيث اعتقل بتهمة إساءة معاملة خادمته وأطلق سراحه بعدها بكفالة ثم اعتقل وزوجته وتُرك أبناؤه الخمسة دون رعاية لتبدأ بعدها فصول هذه المعاناة وجلساتها الطويلة.
وكان الدفاع في هذه القضية قد أنهى استدعاء شهوده في جلسة الاستماع الأربعاء الماضي، وكان آخر شاهد في هذه القضية أكاديمي (إسرائيلي) متخصص في علم الاجتماع في دول الشرق الأوسط من جامعة دنفر تحدث في شهادته عن كرم السعوديين وطريقة تربيتهم لأبنائهم وذكر أن (الشرف) من أهم الأمور لدى السعوديين بل إنه أهم من المال أو المنصب.
وأجاب الأكاديمي الإسرائيلي خلال إدلائه بشهادته على أسئلة الادعاء ومنها الأسئلة المتعلقة بالحجاب، وقال إن الرجل هو المسئول عن العائلة وعن حمايتها وإذا وضع قانوناً في المنزل لحماية أسرته فهذه طرق حماية وليست سيطرة في إشارة منه إلى قضية لبس الخادمة للحجاب، موضحاً أن أفراد المنزل يحترمون الرجل المسؤول عنهم وهذا مالا نجده عندنا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي الجلسة الأخيرة قبل إصدار قرار هيئة المحلفين أعطى قاضي المحكمة المحلفين طرق الحكم على حميدان وذكر لهم التهم الموجهة إليه، وقال الادعاء في آخر نقاشه إن الخادمة الإندونيسية ضاع من عمرها (4) سنوات مع عائلة التركي، فيما أكد محامي الدفاع خلال الجلسة إن هذه المحاكمة بدأت بقصة كاذبة وطالب بالأدلة وبإعطاء موكله محاكمة عادلة.
هذا وسينطق قاضي المحكمة أواخر أغسطس القادم بالحكم «النهائي» بمدة سجن حميدان التركي في الولايات المتحدة بعد انتهاء فصول جلسات المحاكمة.
وقد طالبت زوجة حميدان التركي سارة الخنيزان، في رسالة عبر الإنترنت جميع من يقرأ رسالتها إلى أن "يرفع أكف الضراعة لله الناصر القوي القاهر, بأن يفرج الكرب ويحق الحق, فنعم سلاح المضطر الدعاء ونعم الهدية دعوة الأخ لأخيه في ظهر الغيب".
http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=57194