بسم الله الرحمن الرحيم
أعلم بأنني غبت .. ولكن .. لكل غياب سبب .. فأعذروا تقصيري ..
ولتفهموا .. أكتب لكم كلماتي ..
إلى كل من قاسى هجر الذات ..
إلى الذين يعانون من الآلام .. والجراح تنزف .. دون إهتمام ..
إلى من لا يبكي عذابه .. بل عذاب غيره ..
إليكم ,,, أهدي نزف جراحي ..
كنت أحسب السعادة شعور مستوطن في ذاتي ..
يجري في دمائي ..
ويتغذى من ابتساماتي ..
أحياناً أرى واقعي مجرد كابوس أعيشه وسرعان ما يتلاشى عندما أفتح عيناي .. ولكن ..
لمَ هذا الكابوس أصبح كالروح إذا إختفت .. فارقت الحياة !!
لم أرى في حياتي عذاباً شديداً .. لا أبداً .. ولكنني رأيت عذاب الغير .. وعشت قسوته ..
وأحسسته عذابي ..
أهذا شعور جيد .. أم أنني أعزي نفسي بلا شيء ..!!
يا تُرى هل أنا مجبرة على تحمل آلام جراح الغير ..؟؟
ما ذنبي إذا كنت شاطئ الأمان بالنسبة لهم ..؟؟
كنت ومازلت وسأظل بلسم الشفاء لغيري .. ولكن أنا .. من يهتم لي ..؟؟
لماذا علي أن أتألم حتى تلتئم جراحهم ..؟؟
لماذا علي أن أقاسي العذاب لراحتهم ..؟؟
لماذا علي أن أسهر لتطمئن وترتاح أنفاسهم ..؟؟
لمَ أنا وحدي .. ولا غيري .. يهتم بهم ..!!
أسمع عذابهم ولكن .. ليس هناك من يسمع عذابي منهم ..
تدمع عيناي لمآسيهم .. وعيونهم تتهرب من أحزاني ..
هل قدري أن أكون ملاك الرحمة لغيري .. وماذا عني ..؟؟
تحملت المسئولية منذ الصغر .. حملت هموماً لا أخال أن أحداً سيحتملها ..
كبرت ومازلت إنسانة مجردة الشعور في نظرهم .. لماذا ..!!
ألايعلمون بأن لي شعور .. أم يتجاهلون ..!!
ألا يدرون بأن عندي جراح .. أم يتغاضون ..!!
ألا يرون ذلك القلب الذي ينبض بالحزن .. أم يرون ولا يبصرون ..!!
( الرؤية بالعين .. أما البصيرة فبالإدراك .. للتوضيح فقط )
كتبت هذه الكلمات وأمامي أمواج البحر تحاول أن تزيح بعض ما أعتلى داخلي من هموم وجراح ..
هذا قدري .. أحزن لأجلهم .. وأضحي لراحتهم .. فما أنا إلا الراحة بالنسبة لهم ..
جميل أن تكون مصدر أمان للغير ولكن .. هل سأستمر على هذا الحال ..
أم سأموت .. ولن يشعر بموتي إلا .. أنا .. !!
الخاتمة :
هناك من مَن هم حولك مثلي .. فلا تقسو عليهم .. وأرحم طيبتهم ..
يوماً ما قد تكون مكانهم .. عندها .. ستتذوق معاناة من خُلق ليكون الروح لغيره ..
تقبلوا خالص حبي
أختكم ** غاده **
_______