من قصائد الشاعر : إيليا أبو ماضي

قصيدة الخلود

غَلِــــــــطَ القائِــــــــلُ إِناَّ خَــــــــــالِدُونْ

كُلُّـنَا بَعْدَ الرَّدَى هَــــيُّ بْنُ بَــيّ

لَوْ عَرَفْنَا مَا الَّذِي قَبْلَ الْوُجُــودْ لَعَرَفْنَا مَا الَّذِي بَعْــــــدَ الْفَنَــاءْ

نَحْـنُ لَوْ كُنَّا "كَمَا قَالُـوا" نَعُودْ لمْ تََخَــفْ أَنْفُسُنَا رَيْبَ الْقَضَاءْ

إِنَّمَا الْقـــــــوْلُ بِأَنَّا لِلْخُـــــــــلُودْ فِكْــــــرَةٌ أُوْجَدهَــا حُـبُّ الْبَقاءْ

نَعْشُـــــــــــــقُ الْبُقْْــيَا لأَنَّا زَائِلُـــونْ

وَالأَمَانِي حَـــــــيَّةٌ فِي كُــلَّ حَيّ

زَعَمُوا الأَرْوَاحَ تَبقى سَـرْمَدَا خَدَعُونَا، نَحْنُ وَالشَّمْعُ سَوَاءْ

يَلْبَــثُ النُّـــــورُ بِهَا مُتَّقِــــــدَا فَإِذَا مَا احْتَرَقَتْ بَادَ الضِّيَــاءْ

أَيْنَ كَانَ النُّــورُ؟ أَنَّى وُجِـدَا؟ كَيْفَ وَلَّى عِنْدَمَا زَالَ الْبِنَاءْ؟

شَمْعَتِي فِيهَــــا لِطُـــــلاَّبِ الْيَقِيـــنْ

آيَةُ تَدْفَعُ عَنْهُـــــمْ كُـــــلَّ غَـــيّ

لَيْسَتْ الرُّوحُ سِوى هَذا الجَسَدْ مَعَهُ جَـاءَتْ وَمَعَهُ تَرْجِـــــعُ

لَمْ تَكُنْ مَوْجُـــودَةً حِينَ وُجِـــدْ وَلِذَا حِيــنَ يَمْـضِي تَتْبَــــــعُ

فَمِنَ الزُّورِ الْمُـــوَشَّى وَالْفَنَــدْ قَوْلُنَا:الأَرْوَاحُ لَيْسَتْ تُصْرعُ

تَلْبَثُ الأَفْيَــــــاءُ مَا دَامَ الْغُصُـــونُ

فَإِذَا مَا ذَهَبَـــتْ لَمْ يَبـــقَ فَــــيّ

لَوْ تَكُونُ الرُّوحُ مَا لا يَضْمَــحِلْ مَا جَزِعْنَا كُلَّمَا جِسْـمٌ هَمَـــدْ

لَوْ تَكُونُ الرُّوحُ جِسْـــماً مُسْتَقِلْ لَرَآهَا مَنْ يَرَى هَذا الْجَسَــدْ

كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ مِنْ عَيْنِ وَظِلْ سَوفَ يَنْحَلُّ كَمَا انْحَلَّ الزَّبَدْ

وَلَئِنْ صَــــــــــحَّ بِأَنَّا مُنْشَــــرُونْ

جَازَ أَنْ يَعْقُبَ ذَاكَ النَّشْرَ طَيّ

لَيْتَ مَنْ قَــــالَ بأَنَّا كَالزُّهُـــــورْ خَبَّـــرُونَا أَيْنَ تَمْضِي الرَّائِحَةْ

أَتُرَى تَبْقَى كَأَلْحَـــانِ الدُّهُـــــورْ أَمْ تَلاشَى مِثْلَ أَصْوَاتْ النَّائِحَةْ

لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ خُـــلْدٍ للْبُــــذُورْ بَعْدَ أَنْ تُلْقَى بِنَــــــــارٍ لافِحَةْ

قُلْ لِمَنْ يَخْبِــطُ فِي لَيْلِ الظُّنُــــونْ

لَيْسَ بَعْدَ الْمَـوْتِ للظَّامِئِ رِيّ

مِثْلَمَا يَذْهَــــبُ لَوْنُ الْوَرَقَـــــةْ عِنْدَمَا تَيْبَسُ فِي الأَرْضِ الأُصُولْ

مِثْلَمَا يُفْقَــــــدُ لَوْنُ الْحَدَقَــــــةْ حِِينَ أُقْضِي، هَكَــذا نَفْسِي تَزُولْ

كَتَلاشِي الشَّمْعَةِ الْمُحْتَـَرِقَــــةْ تَتَلاشَى بَيْنَ ضِحْــــكٍ وَعَـــــوِيلْ

أَنَا بَعْدَ الْمَــــوْتِ شَيْئاً لا أَكُونْ

حَيْثُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ مِنْ قَبْــلُ شَيّ

إِيهِ أَبْنَاءَ الثَّرَى نَسْـــــلَ الْقُرُودْ عَلِّلُـــوا أَنْفُسَـــــكُمْ بِالتُّرَّهَـــــــاتْ

إِلْبَسُوا فِي صَحْوِكِمْ ثَوْبَ الجُمُودْ وَاحْلُمُوا فِي نَوْمِـــكُمْ بَالْمُعْجِزَاتْ

فَسَيَأْتِي زَمَــــــنٌ غَيْْرَ بَعِيـــــــدْ تَتَهَــــــادَى بَيْنَـكُمْ فِيهِ أَيَــــــــاتْ

وَيَحِلُّ اللَّهُ فِي مَــــاءٍ وَطِيــنْ

فَيَرَاهُ الشَّيْخُ والشَّــــابُّ الأَحَيّ"الأجنحةالمتكسرة"