دورتموند : ماوريتزو نيسيتا
" عندما دخلت إلى أرض الملعب ، أول شيء نظرت إليه كان زاوية المرمى " وجه ديل بييرو العابس يكشف عند ابتسامة عندما قام بتذكر تلك الليلة بتاريخ 13 سبتمبر 1995م ، في تلك الليلة اضطر فريق بروسيا درتموند إلى الانحناء أمام اليوفنتوس بنتيجة 3 - 1 قام بهندستها ديل بييرو من خلال تمريرتين فائزتين
" لزميليه بادوفانو وَ كونتي" ومن خلال هدف رائع أحرزهـ بشكل استعراضي على طريقة مارادونا , يتلقى تمريرة على الجهة اليسرى من زميله باولو سوزا ، يسيطر على الكرة و يقوم بعمل حركة مراوغة مظهرة نيته في التقدم إلى الأمام ولكنه يأخذ طريقه إلى اليمين ، ومن ثم يقوم بعمل حركة مراوغة أخرى لكي يتخلص من مراقبة المدافع كولر ومن ثم يطلق تسديدة ناعمة بقدمه اليمنى تنتهي في الزاوية العليا البعيدة عند المرمى .. لقد كانت أشبه بالسحر ، ديل بييرو قال عن ذلك الهدف قبل مباراة إيطاليا و ألمانيا
" إنه هدف لا يمكن نسيانه، وهو من بين أجمل الأهداف التي تمكنت من إحرازها "

توقعات بكنباور :
" ذلك الشاب عبارة عن موهبة كبيرة .. لديه طريقة لعب رائعة ، لن يترك مجالا ً للبكاء على روبرتو باجيو .. إن الهدف الذي أحرزه كان رائعا ً جدا ً ، ولكن الأكثر روعة كانت تمريراته "
تلك كانت كلمات الإعجاب و المديح من قبل القيصر بكنباور بحق اللاعب الذي كان يبلغ من العمر 19 عاما ً والذي شاهدهـ على ملعب فيستفالين شتاديون في مدينة دورتموند ، تلك الموهبة أصبح صاحبها الآن بطلا ً لا يشق له غبار ، لقد كررها هذه المرة في شباك ألمانيا و ليمان و أكد وصول المنتخب الإيطالي إلى مباراته النهائية السادسة في بطولات كأس العالم ..
الأجواء :
هل تدرون لماذا قامت اللجنة المنظمة باختيار مدينة دورتموند لتكون مسرحا ً للقاء دور نصف النهائي والذي كان متوقعا ً أن يصل إليه المنتخب الألماني ؟ .. لأنه على أرض هذا الملعب لم تخسر المصفحة الألمانية أبدا ً و كانت قد فازت في 13 مباراة وهذا يعني أن المنتخب الألماني يشعر و كأنه في عرينه وبالتالي هو واثق من الفوز ، و لكن ديل بييرو أيضا ً لديه ذكريات جميلة في هذا الملعب وهذا ما شعر به عندما دخل قبل المباراة إلى أرض الملعب لإجراء التمارين ، كما أن المدرب ليبي لديه ذكريات جميلة لأنه كان مدربا ً في ذلك الوقت لفريق اليوفي الذي فاز في العام 1996 بـ أبطال أوروبا وكان ضمن صفوفه أيضا كل من شيرو فيرارا ( مسؤول في المنتخب الإيطالي ) وانجيلو بيروتزي ( الحارس الثاني لـ إيطاليا و حارس لازيو حاليا ً و اليوفي سابقا ً ) الذي كانا يمثلان العمود الفقري لذلك الفريق ..
أحاسيس و مشاعر :
كان هناك شعور إيجابي بأنه ربما سيلجأ المدرب ليبي إلى إقحام ديل بييرو خلال المباراة ، ربما في نهايتها إذا كانت هناك احتمالية لـ اللجوء إلى ضربات الترجيح حيث يؤخذ بعين الاعتبار وبشكل كبير هدوء الأعصاب ، و بالنسبة للمدرب ولمعرفته بالشخص قبل المحترف فإنه كان كافيا ً التقاء النظرات لفترة وجيزة لمعرفة الحماس الذي يمتلئ به دل بييرو ، وكيف انه انتظر الفرصة المناسبة لكي يلعب بالذات في مرمى الخصم حتى يتمكن من تفجير كامل غضبه من خلال تسديدة ساحرة كما حدث بتاريخ 13 سبتمبر 1995، ونقهم الرغبة الشديدة لللاعب في اللعب على أرض هذا الملعب من خلال ما شاهدناهـ في تدريبات ما قبل المباراة ..
الحدس :
هناك أيضا أفكار جاتوزو عندما تم سؤاله عن توقعه لمن سيكون رجل اللقاء الحاسم والمتجدد مع المنتخب الألماني ، أجاب بدون تردد وبشكل أكيد " إنه ديل بييرو , لأنني على معرفة تامة بمعاناته عندما يلعب في دور غير دورهـ ، وكم هو متحمس ومليء بالرغبة في اللعب وكذلك كم بإمكانه أن يعطي للمنتخب الإيطالي" و علق ديل بييرو على كلمات زميله مازحا ً : " يا له من شقي ، دائما ً يتوقع لي مقاعد الاحتياط " و لكن من ينهض من على مقاعد الاحتياط للآزوري غالبا ً ما يحرز الأهداف ويعرف هذا جيدا ً كل من ياكوينتا ، ماتيرازي ، إنزاغي و توتي وهو ما جربه مرة أخرى دل بييرو ..
المقالة في ملحق لاجازيتا ديللو سبورت العربي - عالم الرياضة - صحيفة الشرق الأوسط 8 / 7 / 2006 .. فأحببت أن أقدمها لكم ..
-- منقول --