أما آن الأوان لنصحو من الغيبوبة ؟
إن المسلم المؤمن لا بد وأن يتحلى بالتفاؤل مهما اشتدت المحن، لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: " إن بعد العسر يسرا ".
ولكن المسلم مطالب بأن لا يجلس مكتوف الأيدي يتفرج على الدنيا حوله، ويكفيه أن يؤدي عباداته، ويردد إن بعد العسر يسرا... إنه مطالب بالكثير الكثير، وخصوصاً في هده الأيام الصعبة... إن كثيراً من المسلمين في صحوة لا مثيل لا والحمد لله، وكلما ازدادت الحرب على الإسلام انتشرت الصحوة بإذن الله... واليوم، وفي ظل انفتاح العالم على بعضه البعض، ومع توفر وسائل الاتصال والاعلام، بدأ انتشار الاسلام الحق بسرعة. ورغم الهجمة الشرسة، يزداد أعداد معتنقي الإسلام في الغرب.
ولكن بالمقابل، هناك الكثير من المسلمين الواقعين في غيبوبة أو شبه غيبوبة !! وهذا سبب أساسي لاقتحام الغرب منطقتنا، وسبب سيطرتهم على حياتنا وتحكمهم بنا هو سبب أيضاً في وقوعنا بالغيبوية !! ترى هل سنصحو ؟؟ متى سنصحو ؟؟ ومن المسؤول عن معالجة المغيبين وإنعاشهم !! الحكومات ؟ طبعاً لا، فهم أصلاً في الغيبوية التي سببت تحكم وتهكم أميركا والصهاينة وعملائهما بنا... اقتصادياً... سياسياً... أخلاقياً... إعلامياً... ثقافياً... الخ...
يبقى السؤال مطروحاً: من المسؤول عن إنعاش من وقع في غيبوية إذاً ؟؟ والجواب بسيط ولكن تنفيذه يحتاج جهوداً جبارة من كل فرد صاح. وليس هناك خيار آخر... إنها مسؤولية المسلمين الصاحين...
إن الفردٍ الصاحي لا يقارن برتل من المغيبين فالله وملائكته معه... عليه فقط أن يصمم ويضع خطة ذكية للمدى البعيد... تساعده أصلاً في حياته، وتلعب دوراً في إيقاظ المغيبين. والنجاح يبدأ مع إنعاش وايقاظ وإنقاذ شخص واحد... وهكذا نبدأ، ربما ببطء، لكن الهدف يمكن أن يتحقق مع البدء بالخطوة الأولى... فكما الغيبوبة تبدأ بخطوة خطوة بعداً عن الشرع الإسلامي لا سمح الله، كذلك الصحوة تبدأ خطوة خطوة إلى الأمام تقرباً من الله والتزاماً وتمسكاً بشريعته...وشتان شتان بين المسلم الملتزم وغير الملتزم...
الطرق كثيرة والأفكار وفيرة والأساليب متعددة والامكانيات والحمد لله متوفرة... تلزم النية فقط والاتكال على الله، والله الموفق...
سيتم عرض العديد من الأفكار البديلة التي يمكن تشويق المغيب إليها وتقريبه منها بشتى الطرق، مع العلم أنه لا حدود لها، وشتان شتان بين حال المُغَيّب وحال الصاحي...
على المؤمن الذي يشعر بلذة العيش في كنف الإسلام الحق أن يظهر أهمية التزامه ومدى الراحة والطمأنينة التي تنعكس على حياته كي يكون محط أنظار بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لمن حوله. ولا ضرر إن افتخر الإنسان فقط بالتزامه.
1- البديل عن الأغاني على اختلافها الأناشيد الاسلامية الراقية والخيارات شيقة وواسعة
2- البديل عن استخدام الهاتف الخليوي للتسلية وإرسال العبارات ((messagesالدخول إلى مواقع الانترنت الاسلامية أو العلمية الهادفة والمشاركة فيها بالرأي الشخصي والخيارات غير محدودة
3- البديل عن البرامج التلفزيونية الخسيسة البرامج العلمية والثقافية والاسلامية الهادفة
4- البديل عن قيادة السيارة باستمرار بلا هدف، الخروج والتنزه في الطبيعة أو تأمل البحر ومشاهدة الغروب
5- البديل عن الجلوس بالمقاهي (حديثها أو قديمها) وتضييع الوقت، ممارسة الرياضة والخيارات كثيرة
6- البديل عن الجلوس أمام شاشة التلفاز والتنقل من قناة إلى قناة، مطالعة كتاب مفيد أو مجلة هادفة والخيارات كبيرة
7- البديل عن الثياب غير المحتشمة، باللباس الإسلامي الراقي والخيارات متعددة
8- البديل عن زيارة الأصحاب والجلوس من أجل الكلام الفارغ، زيارة المساجد وأداء الصلاة جماعة
9- البديل عن زيارة الأسواق بلا هدف، زيارة مريض أو صلة رحم، أو مسكين
10- البديل عن الضجر والملل، التأمل في ملكوت الله وفي نعم الله
11- البديل عن الكسل، تعلم أي جديد مفيد والخيارات تبدأ ولا تنتهي
وخير بديل عن كل ما هو مضيعة للوقت، وأثمن ما في الحياة، الدعاء والصلاة وقراءة القرآن ودمعة في سبيل الله، وما أنفعه وأمتعه وأثمنه من عمل...
إن المغيب قد لا يعرف الطريق إلى الالتزام لأنه في غيبوبة، فالمهمة مهمتك... أن تضعه على مفترق الطريق الصحيح وتمشي معه قدر المستطاع حتى ينتعش من جديد وتعود إليه صحوته... فوحده لن يستفيق... مهمتك هامة... ولعله بعد انتعاشه يتابع مسيرتك... والله على كل شيء قدير..