ورقة عمل قدمها المدير التنفيذي لمؤسسة صابرون الأخ/ هشام سليم سلامة لمؤتمر "الحرية للأسرى" الذي عقد في مدينة نابلس بتاريخ 15-4-2006 .
للاستفادة منها في خدمة الأسرى في سجون الاحتلال.
_________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نخدم أسرانا في سجون الاحتلال
بادئ ذي بدء سنتحدث كيف نخدم إخواننا الأسرى إعلامياً:-
إن الجانب الإعلامي المفترض أن يخدم قضية الأسرى يجب أن يكون على أهلية وكفاءة عالية جدا وذا خبرة ومهارة متخصصة في كيفية إيصال صوت هؤلاء الأبطال من خلف القضبان للمجتمع الدولي وجذب الأنظار حولهم ومن ثم تفعيل المؤسسات المتخصصة للنهوض بدورها في المشاركة في الإفراج عنهم.
وهذا للأسف غير متوفر لان إعلامنا أصبح إعلاما رسميا يهتم في اليوميات وترك القضايا الكبرى لحسن النوايا الصهيونية والركون إلى المفاوضات للإفراج عن هؤلاء الأسرى دون بذل جهود تذكر في المجال الإعلامي التخصصي والذي نقصد به الخدمة الإعلامية المتخصصة المنتجة.
والموجود حاليا في إعلامنا صحافتنا هو شرح لمعاناة أسرانا خلف القضبان ويومياتهم ولكنه لا يكفى هذا الشرح لوحده لأنه لا يطال الشريحة الفاعلة على المستوى الدولي والعالمي وهو بالكاد يسمع في الصحافة العربية من المحيط إلى الخليج وبدرجات متفاوتة في الصحافة الفلسطينية وهى بلد الحدث وفعله.
أم الذي نهدف إليه من خلال ورقتنا هذه المقدمة لمؤتمركم هذا هو التفعيل القضية وإعطائها البعد الدولي إعلاميا لتأتي أكلها ويشعر به إخواننا الأسرى عبر توجيه خطابنا الإعلامي نحو ثلاثة أهداف رئيسة وهي:-
1.الإعلام الدولي: للأسف لا يوجد حضور لنا على المستوى الدولي سواء أكان في الصحافة المكتوبة أو الالكترونية والفضائيات والمجلات والجرائد...الخ بهدف شرح أبعاد قضية الأسرى من النواحي القانونية والإنسانية في ظل الواقع الراهن في فلسطين وفي ظل الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، وكذلك تحكيم للقانون الدولي فيما تقوم به سلطات الاحتلال من تجاوزات في حق الأسرى خصوصا الأشبال منهم والنساء والتي تفتقر للآدمية، والعقوبات المفروضة على الأسرى من الناحية القانونية وقانون الحكم العسكري الصهيوني والممارسات التي تتنافى مع مقررات جنيف وربط تجاوزات الاحتلال في معاملة الأسرى بحقوق الأسير كما أقرتها القوانين والأعراف الدولية.
والمطلوب منا هو تحقيق هذا الحضور الإعلامي الدولي لنشرح قضيتنا لكل العالم وبكل اللغات الممكنة وأن يكون خطابنا الإعلامي موجها ومرتبطا بقضيتنا ويحقق الانجازات التي نعول عليها من خلال المجتمع الدولي.
2. المجتمع الدولي : المجتمع الدولي أيضا في غياب تام عن قضية الأسرى ولا يوجد مؤسسة فلسطينية تقوم بهذا الدور الذي نطالب به وهو تفعيل دور المجتمع الدولي في قضية الأسرى عبر علاقتنا به من خلال السفارات الفلسطينية في الخارج والجاليات الفلسطينية في الخارج.
3. المؤسسات الدولية: نحن نعرف عنجهية المحتل وانه يضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط فالمطلوب منا هو التواصل مع المؤسسات الدولية لكي تقوم بدورها المؤثر على سلطات الاحتلال في عدة اتجاهات:-
1. تحسين شروط الاعتقال للأسرى في سجون الاحتلال.
2. الإفراج الفوري عن الأسرى وخصوصا أسرى الأراضي المحررة حسب المقررات والأعراف الدولية.
3. استصدار قرار من مجلس الأمن يحث سلطات الاحتلال الصهيوني على الإفراج الفوري عن الأسرى المرضي و القدماء الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو.
4. التأكيد على احترام حقوق الإنسان معاملة الأسرى كأسرى حرب.
5. وقف الاعتقال الإداري.
6. وقف ممارسات الاحتلال التعسفية ضد الأسرى في السجون من حيث معاقبتهم المتكررة وحرمانهم من الزيارة أو حكمهم بالغرامات المالية الباهظة.
وهناك الكثير من الأفكار التي نترك لمؤتمركم هذا أن يستحدثها لتنفذ لا لتلقى على مسامعنا وتكتب في الصحف وتذهب أدارج الرياح مثل ملايين الأوراق والمشاريع .
ولو رغبنا أن نستعرض سويا دور الإعلام في الوقت الحالي للأسرى وهل الإعلام مقصر أم لا ومن السبب في التقصير هل المؤسسات العاملة للأسرى أم وزارة الإعلام أم وزارة الأسرى أم مجلس الوزراء أو الرئاسة في ملف المفاوضات، فانا أقول أن الأسرى يشعرون للأسف بالتقصير في كل ما سبق ولذلك لا بد لنا من أن نضع برنامجا لاستنهاض هذه المفاعيل كي تقوم بدورها في مساندة الأسرى خلف القضبان فإخواننا الأسرى بحاجة إلى كل جهد يبذل في سبيل الإفراج عنهم من سجون الاحتلال ولذلك سنضع رؤية في هذه الورقة لاستنهاض كافة الهمم على مستوى الوطن من الفرد إلى مؤسسة الرئاسة لكي يقوم كل منا بدوره المنوط به بهدف الإفراج عن الأسرى .
أولا : التقصير الإعلامي تذمر الأسرى في الآونة الأخيرة من تجاهلهم إعلاميا على كل المستويات الإعلامية العربية والفلسطينية على وجه الخصوص ولو تسألنا كم يخصص التلفزيون الفلسطيني من وقته في اليوم للأسرى لا بل كم يخصص لهم أسبوعيا وقس ذلك على كل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة والالكترونية...الخ ، فإخواننا الأسرى يستنهضون همم الجميع بان يقوموا بالعمل لهم في هذه الفترة أكثر من غيرها حيث تشتد الهجمة الصهيونية عليهم في السجون الصهيونية ولعل آخر هجماتهم التي لم تنل حظها في الإعلام إلا القليل وهي عملية قمع سجن النقب الذي حدثت حيث تم نقل الأسرى إلى السجون الأخرى بالقوة.
ثانيا : التقصير الرسمي وهذا يشكو منه الأسرى باستمرار وعائلتهم خصوصا المفرج عنهم حديثا من تجاهل تجربتهم العملية في السجون الصهيونية والتي يجب أن تتعلم منها الأجيال القادمة وأن ما مر به هؤلاء الأبطال من انتهاكات صارخة لحقوقهم كأسرى حرب وتجاوزات يجب أن تجمع كملفات لمقاضاة الاحتلال ورجال استخباراته الذين ينتهكون حقوق الإنسان وكذلك التحقيق في مقتل حوالي 170 شهيدا في سجون الاحتلال ومحاكمة المسؤلين عن هذه الأفعال .
ثالثا : المساحة الإعلامية المتاحة للأسرى الإعلام الفلسطيني والذي نحن فيه أصحاب الحدث تكاد تكون معدومة إذا قورنت بالبرامج الأخرى الخاصة بالترفيه والتسلية وكذلك بالنسبة للمجلات والجرائد والتوثيق لقضيتهم حيث أمضى أكثر من مليون فلسطيني داخل سجون الاحتلال فترات متفاوتة منها القليل و الكثير ومنهم من عاش زهرة شبابه داخل سجون العدو وكل ذلك بحاجة لتوثيق وعمل دراسات حوله كي يكون عبرة للأجيال القادمة وهذا من واجبنا نحن الإعلاميين أن نوثق هذه التجربة الغنية بالمعاناة والتي دخلت معاناتها كل بيت فلسطيني وهنا نقترح على سيادتكم في خلال مؤتمركم هذا أن تشكل هيئة توثيق عليا مدعومة من سيادة الرئيس ووزير الإعلام ووزارة الأسرى بحيث تسجل كل التجربة ومعاناة هؤلاء الأبطال بما تستحق من جهد وبما تستحق من برامج وان تترجم لواقع عملي ملموس نتحدث فيه بكل وسائل الإعلام المتاحة المسموع منها والمرئي لنشاهد ونسمع عن معاناة الأسرى اليومية وحياتهم كيف يعيشون يومهم وكيف يأكلون ويعذبون ويتعايشون مع كل ذلك وينتجون الإنتاج الأغزر في عالمنا من حيث إنتاج الكوادر وقادة العمل الفلسطيني الذي شكل رافعه مقاومة للاحتلال الصهيوني ولعب دورا هاما في مقاومة الاحتلال عبر الانتفاضتين. ونحن ننتظر خروج مؤتمرنا هذا بشيء عملي وليست شعارات وخطب رنانة.
ولذلك نقترح عليكم البرنامج العملي التالي :
______________________________________
على الصعيد الداخلي :
1. تحريك كافة وسائل الإعلام نحو الأسرى وشرح قضاياهم بشكل مبرمج ونقترح شيئا عمليا لا شعارات.
2. تخصيص صفحة ثابتة في كل صحيفة يومية للأسرى إضافة لعنوان رئيسي على الصفحة الأولى.
3. عمل تحقيق أو تقرير في كل مجلة أسبوعية أو شهرية أو دورية عن الأسرى وأن تكون ثابتة.
4. الاستمرار بالاعتصام أمام مقرات الصليب الأحمر في غزة ونقل الفكرة لكافة المناطق وخصوصا القدس.
5. تفعيل الاعتصامات لدى أهلنا في القدس و أراضي 48 أمام أبواب السجون.
6. تفعيل دور المؤسسات الشعبية بعمل معارض تشرح معاناة أسرانا داخل السجون الصهيونية.
7. تفعيل دور المراكز الثقافية والجامعات بتخصيص محاضرة شهرية في كل مؤسسة عن الأسرى وشرح معاناتهم.
8. زيارة كبار المسؤلين والوزراء لاماكن الاعتصام لشد أزر أهالي الأسرى.
9. تغطية وسائل الإعلام لكل الفعاليات المقترحة وخصوصا المحلية منها والفضائيات التي لها مراسلين داخل الوطن المحتل.
10. عمل برنامج يوزع على وسائل الإعلام باللغتين العربية والانجليزية حول الأنشطة والبرامج التي تقرها المؤسسات.
11. تأسيس هيئة تضم كل المؤسسات العاملة لقضية الأسرى بمشاركة وزارة الأسرى والمحررين ونقابة المحاميين.
12. تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية في رعاية أبناء وأهالي الأسرى.
13. عمل طابع بالتنسيق مع هيئة البريد لصالح الأسرى يخصص لدعم الفعاليات المساندة للأسرى.
14. التعاون بين وزارة الأسرى والمحررين ووزارة الإعلام في إعداد التقارير المصورة عن الأسرى وتوزيعها للفضائيات العربية ومتابعة عرضها.
على الصعيد الخارجي :
1. طرح القضية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، واستصدار قرار حول الإفراج عن الأسرى.
2. تفعيل دور الجامعة العربية في الضغط على الدول الخارجية والمساندة للضغط على حكومة العدو الصهيوني لتحسين شروط الاعتقال ومن ثم الإفراج عن الأسرى.
3. تفعيل دور الجالية الفلسطينية في كل مكان في العالم بقضية الأسرى.
4. تخصيص صفحة في الجرائد العربية المشهورة عالميا كالشرق الأوسط والحياة والقدس العربي لشرح معاناة الأسرى.
5. تفعيل دور الصحافة العربية في كل البلاد العربية وتخصيص صفحة للأسرى.
6. تفعيل دور الفضائيات العربية في عرض تقارير وأفلام عن قضية الأسرى وكذلك في البرامج الحوارية وعرض جزء من معاناة أهالي الأسرى ومعاناة الأسرى أنفسهم.
7. عمل مؤتمر عام للحقوقيين والقانونيين والمؤسسات العاملة لدعم الأسرى في سجون الاحتلال في إحدى الدول العربية المجاورة، لتخرج بتشكيل مؤسسة لدعم ومساندة الأسرى والمحررين.
8. تشكيل لجنة من الجامعة العربية على مستوى عال لشرح قضية الأسرى في المحافل الدولية.
ملاحظة : نحن كمؤسسة إعلامية متخصصة على استعداد لتوفير المواد الإعلامية اللازمة لاى فريق عمل يتشكل أو أي مؤسسة راغبة في أن تخدم إخواننا الأسرى في سجون الاحتلال.
المدير التنفيذي لمؤسسة صابرون
هشام سليم سلامة
7-4-2006