صـعـود الجـبـال
قد يتردد الإنسان في العديد من القرارات التي يتخذها في حياته، فيجتهد باحثاً عن القرار الصحيح متجنباً الخاطئ، وقد يكون هذا التردد محموداً إذا استند على التفكير المنطقي والدراسة العقلانية، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن يعرف الإنسان ما هو الصحيح ولكنه لا يتبعه! قد يتبادر إلى الذهن من الوهلة الأولى أن هذا لا يحدث إلا نادراً، فإذا عرف الإنسان ما يجب عليه فعله وعلم أنه يستطيع ذلك وقــّـدر نتائجه وقبلها فلماذا لا يبادر بفعله؟ ولكن الواقع مختلف.
تـُقتل العديد من الأفكار ذات المنافع التجارية والخيرية والصحية وغيرها على يد الكسل والتأجيل والتراخي وعدم المبادرة، وما تلك المنافع المقتولة إلا منافعك وما الوقت الذي يضيع إلا عمرك، وإن كل لحظة من لحظات عمرك لتستحق تقديراً واحتراماً يحميها من أن تـُقتل ليضيع دمها بين التأجيل والكسل والتمني، وليس التأجيل طريقاً للنجاح، ولا الكسل طريقاً للسعادة، ولا توصلك الأماني إلى ما تريد.
وما نيل المطالب بالتمني * * * ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
لا أدعو هنا إلى التهور والتسرع، فإن هذا من أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان، ولكني أدعو إلى المبادرة بدلاً من التمني والتنفيذ بدلاً من الكلام، وذلك بعد أن يُـدرس بدقة ويُـقـّـدر بعناية، وأن ننبذ الكسل والتأجيل وتضييع الوقت.
المبادرة من صفات الناجحين والمميزين الراغبين في تحقيق السعادة والنجاح، وكم من ذكي اكتفى بالحديث والتفكير ولم يبادر بالفعل فـدُفـنـت أفكاره وضاع ذكاءه، فلنتوكل على الله ولنأخذ بالأسباب ولنبادر بالفعل لنصعد الجبال بكل شجاعة وإقدام.
ومن يتهيب صعود الجبال * * * يعش أبد الدهر بين الحفر
مع تحياتي،، عمر العريفي
