بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على النبي الكريم و على آله و صحبه أجمعين و بعد
لقد تساءل أحد عن حظوظ العرب فيما لو دخلوا في مواجهة عسكرية مع إسرائيل ؟
و على هذا السؤال، أضع مجموعة من المعطيات الواقعية لتتضح الرؤية :
إن الأمة العربية التي كانت بالأمس القريب أمة واحدة، تنتمي لحضارة واحدة، أصبحت اليوم مشتتة مفرقة و متعددة الإنتماءات، فمنها من رمى نفسه في أحضان أمريكا و منهم من وضع ناصيته في يد أوروبا و منهم من هو على الطريق ينتظر المصير المحتوم. فهذا وحده كفيل بأن يجعل أي محاولة للتوحد مستحيلة. زد إلى ذلك أن جميع الدول العربية مسلوبة القرار السياسي، فكيف يسمح لها الدخول في المواجهة ؟
هذا على مستوى القادة و الرِساء و الملوك، أما على مستوى الشعوب التي ما زالت تنبض بالحياة، فلا حول لها ولا قوة، فهي لم تتوصل بعد في اختيار حكامها فكيف لها أن تخوض في عملية أكبر. هذا بغض النظر للأفكار الجديدة التي تخرج علينا من حين لآخر.
ثم لنقولها صراحة، فإن الجيش الصهيوني، على ما فيه من الوهن، هو أقوى من الجيوش العربية مجتمعة، على الأقل من حيث العتاد و القدرة التدميرية، و حتى لو حصل تفوق عربي، فإن تحرك الجيوش الحليفة للصهاينة، و ما أكثرها، يصبح ضروريا للنجدة و إرجاع الكفة لما كانت عليه.
ثم إن الجيوش العربية بتركيبتها الحالية، غير قادرة على المواجهة، فهي لم تعد أصلا لهذا، بل كان و ما زال هدفها حماية الأنظمة و قمع الشعوب لا غير، و حرب الخليج الثانية خير دليل على ذلك.
و أختم مقالي هذا بقول المصطفى (ص) : "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال لا بل أنتم كثير و لكن غثاء كغثاء السيل، و لينزعن المهابة من قلوب أعدائكم و ليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا و ما الوهن يا رسول الله ؟ قال حب الدنيا و كراهية الموت " أو كما قال المصطفى (ص) في صحيح أبي داود.
و السلام عليكم.