بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الثاني
( أين ذهب زمن .. الحب ..؟؟ )
على الرغم مما حل بها ومما عانت منه رزان في حياتها إلا أنها سمحت للأمل بأن يجدد أيامها ..
فقدت من أحبت .. وعانت من فراقهم .. وقاست في بعدهم عنها ..
إلا أن ذلك كان بمثابة الذكرى لها ..
أيضاً بالرغم من هذا وذاك لم تفقد ثقتها بالحب بعد .. ولكن هي ثقة يخالطها الخوف ..!!
في حياتها كلها لم تجد ما يبهج النفس أكثر من الحديث عن الحب ..
تذكرت مراهقتها الطائشة هي وزميلاتها .. وكم كان الحب يغلف أيامهم البريئة ..
كانت تلك الفتيات يحببن أياً كان .. ممثل .. مطرب .. أو حتى بائع في محل .. ماذا نقول عن فتيات في
داخلهن طفل حبيس يتوق للتحرر ..!!
كان الحب في ذلك الوقت إحساساً جميلاً .. حلماً عذباً ..
مفاجأة مذهلة .. بل كان واحة دفء وأمان وشاطئ ترسو فيه قلوبهم الفتية ..
هكذا كان الحب فيما سبق ,, ويمكن أن يكون حتى الآن كذلك ..
ولكن رزان تغيرت .. وتغير الحب في نظرها ..!!
بعدما فقدت من أحبت .. أصبح الحب الآن في نفسها يميل إلى الخوف من فقد من تحب ..
القلق على من تحب .. والرعب من أن يأتي اليوم الذي لا تجد فيه من أحبته .. كما حصل لها سابقاً ..
كل هذه الأحاسيس تسللت إلى نفسها على غفلة منها ..
وأصبحت تنشر سمومها داخل أحاسيسها ومشاعرها ..
الآن .. أصبحت تخاف من النتائج المترتبة على الحب ..
وأصبحت تفكر في عذابه ألف مرة أكثر مما تفكر في روعته .. وجماله ..
منذ ذلك الوقت أصبحت تفكر بالفراق .. الخيانة .. الغدر .. الظلم .. القسوة .. والضيااع ..
وكل المرادفات التي قد ينتهي بها حبها ..
أعذروها أرجوكم ..
فنظرتها ليست نظرة متشائمة للحب ..
بل إنها واقع يحيط بها .. وجداراً قاسياً يحاصرها ..ونهاية يصعب عليها تجاهلها لأنها قد تجرعت
مرارتها ..
لكن وللعلم فقط .. كانت تؤمن بأن لكل قاعدة شواذ ..
فما زال هناك من يحب .. وينهي حبه بالحب نفسه ..
ما زال هناك من ينسج خيوط مشاعره وأحاسيسه الرقيقة حول محبوبه بمنتهى الحب والوفاء ..
لكن للأسف هم قلة .. إن لم يكونوا ندره ..
لهذا دائماً ما تسأل نفسها .. أين ذهب زمن الحب ..؟؟
وهل العيب فيها أم فيه ..!!
وهل رغبتها الملحة له جعلته ينحصر في نطاق ضيق وهو ( الخيال ) ..؟؟
أين يختبأ يا تُرى ليهرب من عالمنا ..!!
أتدرون .. تحلم رزان الآن بإنسان يأتيها من زمن الحب ذاك .. يحمل لها بقلبه ما يحمله المحبون في
ذلك العصر ..
من عذب المشاعر وروعه الأحاسيس وجميل التعابير ..
ولكن أين هو زمن الحب؟؟ أم أنه لا وجود لزمن بهذا الإسم ..؟؟
أحبتي ..
لا تلقوا باللوم على رزان على هذا التشاؤم فما ذاقته من مرارة الحب أنستها روعته ..
لذا دائماً ما تقول لنا ..
لا تسيئوا الظن بالحب .. بل ابحثوا عن حقيقته في الأزمنة التي مضت علها بذلك تشفي فضولنا
المتعطش إلى
ما يُسمى .. بالحب ..
هذا كانت فلسفة رزان بالحب .. وكل حلمها أن تجد من تحبه ولكن خوفها من الموت الذي سرق منها
من أحبت
ما زال مسيطراً عليها .. ربما في يوم ما تجد الأمان والإطمئنان ..
عبارة كانت تكررها على مسامعي :
( الآن .. عندما نتحدث عن الحب ,, هل يجب أن نبدأ حديثنا بكلمة (( كان )) ..؟؟ )
يا تُرى هل نظرة رزان لزمن الحب نظرة صائبة ..
ما رأيكم ..؟؟