هذه ليست خاطرة.. بل وصف لما يعتمل في، وصف لذلك الثقل الرهيب الذي يغط على صدري،
فيضيق صدري، يكتم أنفاسي، يغصب إحساسي...
ما هذا الشعور المقرف، هو غضب كريه..... ليس غضب متهور، وليته كان، وليس غضب مجنون، وليته كان....
بل غضب العاجز، غضب يحرق صاحبه، يحرقه بنار الحقد.... الحقد على من غضبت عليه.....
ياللمرارة.... ليست مرارة لسان، بل مرارة قلب، مرارة قلب يكتنز الثورة، يختزن الحقد، يطفح بالألم،
يضخ النار إلى جسدي، يضخ السخط إلى خلايا بدني، فتكاد تصرخ غضبا هي الأخرى، تشتهي الانتقام،
تبتغي طعن السهام، تأمل في إنزال العقاب، بكل ظلام متجبر، ظن أن لا إله فبغى وتكبر، ومضى يقبل ويدبر،
على أجساد طفل هنا وشيخ هناك، انتشروا على أرض لبنان كما القارب والأسماك، والعالم يحصي ويعد،
وعن الصراخ آذانه يسد، ويده بالسلاح يمد، لقاتل الابن والأب والجد، بل عن القاتل يدافعون، ويزأرون وينافحون،
والعالم يحذرون: إياكم ونقد آل صهيون، فهم للإرهاب محاربون، ولشرق جديد داية يعملون، شرق جديد....
مخاضه مئات الأبرياء يقتلون، نباته أيد وأرجل وأشلاء يزرعون، وسقاؤه دماء يهرقون، وحرثه القنابل والقذائف يقذفون،
فيالجمال هذا المشرق الجديد، مشرق حبور سعيد، على أنغام القصف يقام غِنْوُه، وعلى أنوار القذف يحضر رقصه،
فيالجمال هذا الشرق الجديد، جديد وجب أن نمحي من أجله القديم، نمحي البشر والحجر، نمحي المَعْلَم والشجر،
نمحي كل شيء.... كل شيء... حتى نخرج بالجديد.... ألا ساء شرقكم الجديد..... كما ساء عراقكم الجديد......
ومن قبله أفغانكم الجديد....
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mr.FMZ
