السلام عليكم ورحمة الله !
سوريا التي لم ترد لهذه الحرب أنه تطلها بشكل مباشر ، أو على الأقل لا تريد أن تكون هي من يبدأ بتوسيع الجبهة ، تجد نفسها في جبهة أخرى هي جعل مدنها ملجئ كبير للنازحين اللبنانيين ...
السوريون تفاعلوا مع النزوح بشكل إيجابي يثير الإعجاب حقّا ، إذ وجدت العوائل اللبنانية من يستقبلهم من العوائل السورية ، فهناك من السوريين من استقبل في منزله عائلة لبنانية ليعيشوا معهم في نفس البيت ، و منهم من استأجر لعائلة لبنانية أو أكثر شقق على حسابه الخاص ، و منهم من استأجر لعائلته منزلا و قدم منزله لعائلة لبنانية ... في بعض المشاهد بدا الأمر قريبا جدا مما كان يحدث أيام الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم - عندما استقبل الأنصار إخوانهم المهاجرين ...
لا أحد من السوريين توقف ولو لوهلة عند مسألة أن أغلب هؤلاء المهاجرين من الشيعة ... على الأقل أنا لا أعرف أحد استوقفه هذا الأمر ..
اممممم بصراحة الذي استثارني لكتابة هذه التدوينة هو أمر آخر تقف الآن كثير من العوائل السورية عنده ، و هو - مع بعض الصراحة - العري الذي لم تعتد الأحياء الشعبية عليه و كذلك الشواطئ المفتوحة.
دعني أفصل لك القول :
لو أنك مشيت قبل شهر من اليوم في سوق الحمراء بدمشق و هو سوق أغلب مرتاديه نساء ، فإنك لن تدهش بمشهد تلك التي يضيق بنطالها أو بلوزتها ، و قد تمر عينك على أخرى قد ظهر جزء من بطنها أو صدرها لكنه مشهد بالطبع نادر للغاية و لا يظهر إلا في مناطق معينة و سيلفت الإنتباه بشكل كبير، و قد يحدث في بعض الحالات أزمة سيرإن زاد عن حده.
لكن اليوم قد تجد في شوارعنا من لو معّنت النظر إليها لاحتجت إلى غُسل على وجه السرعة!
فهي لم تخفي إلا بعض الأشياء التي يحتاجها المتزوجون على أسرّتهم.
سمعت عن عدة عائلات تعمل على تخيير ضيوفها بين الحشمة عند الظهور في الحيّ و في شرفات المنازل و بين المغادرة !!..
عدد من الذين اعتادوا على السباحة في شواطئ اللاذقية العمومية و شواطئ بانياس المعروفة بالمحافظة شعروا بوجود مظاهر جديدة و تصرفات غريبة !!...
و للعلم ، فضيوف سوريا ليسوا كلهم من الشيعة ، بل هناك سنيون و مسيحيون ، و ما أحدثكم عنه لا تختص به طائفة دون أخرى ، إنما لوحظ من قبل بعض العائلات من كل الطوائف الضيفة.... و طبعا هناك عوائل نعرفها و نستضيفها بيننا ، نتمنى لو أن عوائلنا مثلها .. و الشهادة لله !
لا يُفهم من حديثي أن هناك تضجرا من وجود إخواننا بيننا ، على العكس ،بل إننا نأمل لم حل بهم و نسأل الله لهم العودة إلى خير مما كان فيه ، و قد عملت على إيواء عدة عائلات عند من يقدرون على ذلك ..
لكنّ الذي وودتُ قوله : هو أن على بعض من اعتاد عادات لم نعتدها نحن في سوريا أن يراعي مشارعنا و عاداتنا بما أنه الضيف ، و بما أننا نجهد من الإحسان إليه ... و الله يرعانا و يرعاكم.