الحمد لله الذي نصر عبده، و أعز جنده ، و هزم الأحزاب وحده ، لا شيء قبله و لا شيء بعده.
ما أشد حلاوة طعمك أيها النصر !
منذ زمن طويل لم نتذوق هذا الطعم ، و لم نشمّ هذا النسيم !
إنّه الجيش الأكثر وحشية في التاريخ ، مدرّعاً بأقوى سلاح صنعه العالم ، تشجعه أقوى إمبراطورية للشر تتحكم بالأرض ، يخرج مدحورا مهزوما على يد فئة قليلة مؤمنة ، و كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله !
إنها المرة الأولى في تاريخ الكيان الغاصب الذي ينقاد فيها لقرارات ما يسمى" بمجلس الأمن " و ما كان لينصاع لها لولا أنه مدكوك مدحور مهزوم ...
أهداف العدو كانت واضحة :
- القضاء علي حزب الله، وشل قدراته العسكرية والسياسية، ومنع إطلاق الصواريخ بشكل نهائي.
- الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين الأحمقين.
- خلق منطقة آمنة خالية من المقاومة الإسلامية وصواريخها تمتد حتى نهر الليطاني.
- اغتيال السيد حسن نصر الله.
- و الأهم من كل هذا : هو خلق فتنة بين أطياف الشعب اللبناني.
- و الأهم أكثر : هو كسر الروح المسلمة المقاومة المجاهدة.
و كما يشهد العالم بأسره ، أيّا من هذه الطموحات الشريرة لم يتحقق، بل على العكس فحزب الله و هو هنا بطلنا رضي من رضي و سخط من سخط ، هو اليوم بعد الحرب أقوى ، و قد بدء للتو بالبناء و الإعمار، و قد اكتسب شعبية كبيرة في كل العالم الإسلامي و هذا نصر لروح المقاومة أيا كان التيار الذي يقودها.
الإفراج عن الجنديين الأسيرين الأحمقين لم يتحقق و لن يتحقق إلا بالسبل التي تحددها المقاومة.
الروح الجهادية أقوى و أشد حماسة الآن، لا أخفيكم أنني كنت أخاف من كثرة سلاح إسرائيل و تطوره في مقابل السلاح الذي نملكه.
لكنني الآن و بعد الحرب في العراق و هذه الحرب ،صرت اشعر أن عدونا حقير صغير أكثر بكثير مما كنا نتخيل ، و أن حكامنا العرب - أخزاهم الله - هم من يقف في وجه زوال إسرائيل ، فإذا كانت هذه الفئة القليلة توقع بإسرائيل كل تلك الخسائر فما يمكن للعالم الإسلامي أن يفعل؟
لو تركت كتائب المجاهدين في فلسطين و شأنها (حماس و الجهاد الإسلامي و غيرهم ) لجعلوا من إسرائيل نكتة يتسلى بها الأطفال ...
لكن الذي أود قوله الآن قبل أن أقوم للاحتفال بالنصر : شكرا لشعب لبنان النبيل ..
لكل شعب لبنان حتى الذي يبغضنا كشعب سوري ، أود أن أقول لهم جميعا شكرا لكم !
اللبنانيون الذين احتضنوا المقاومة و وقفوا معها لكم مني مليار قبلة ، و أما الذي يكرهون شعب سوريا فلكم مني قبلة على الأقل لأن أصواتكم المناهضة للمقاومة و لسوريا لم تظهر بشكل لافت يفتن الأمة ...
بالرغم أنني كنت أود أن لا أتصالح مع شعب لبنان من تلك الأيام التي أعقبت مقتل الشهيد الحريري ، و المظاهرات الهستيرية التي كانت تتظاهر لتشتمنا ، إلا أنني الآن راضٍ عنكم.
شكرا لسيد المقاومة الإسلامية و لمجاهديه ، كلمات الحب تعجز عن الوفاء لكم ،شكرا لهديتكم لنا ... أجمل من أجمل هدية للعالم الإسلامي ، شكرا لهذه المفاجآت الرائعة و المذهلة حقاً ..
شكرا لكم ، إنني عاجز تماما عن الثناء عليكم ، و الإشادة بتضحياتكم ... و سيذكر التاريخ جهادكم .. و ساكتفي بالصمت لعله يعبر أكثر عن امتناني و حبي لكم.
شكرا لكل من وقف في وجه الشيطنة الصهيوأمريكية.
و عقبال كل انتصار ...... و نشوف مقاومة من أهل السنة بجانب المقاومة من الشيعة يد بيد لدحر كل محتل !
و ما ذالك على الله بعزيز ... هو حسبنا و نعم الوكيل