سعودي يحتال على 75 وافداً سورياً بتأشيرات مزورة
استولى على أكثر من مليون ريال وأقفل جوّاله واختفى ...
احتال مواطن على 75 سورياً واستقدمهم بالتعاون مع وسطاء سوريين بتأشيرات عمل مزورة، دفع كل منهم ثمنها بين 12 - 18 ألف ريال.
وما زاد من وقع المصيبة على بعض هؤلاء أنهم طلبوا نقل كفالتهم فوراً بعد أن يستخرج الكفيل (تحتفظ «الحياة» باسمه) إقامات لهم، فاشترط عليهم دفع مبالغ إضافية تتراوح بين 2000 - 4000 ريال، وعندما حصل عليها أقفل جواله واختفى من منزله وبحوزته جوازات سفرهم.
يقول أحد الضحايا أيمن داود الذي دفع 18500 ريال: «بدأ الشك يساورني منذ دخلت الأراضي السعودية، فبعدما أنهى المكتب الوسيط في سورية إجراءات التأشيرة وأعاد الجوازات إلينا وعليها ختم التأشيرة السعودية، ذهب الكفيل إلى سورية وأصر على اصطحابنا بنفسه براً إلى السعودية، على رغم أن بعضنا عرض القدوم إلى السعودية جواً على حسابه».
وأضاف أن الكفيل طلب مبالغ إضافية لاستخراج الإقامة، وعندما حصل عليها توقف فجأة عن الرد على هاتفه النقال «اتصلت عندها بأحد أشقائه ومنزله، فأكدوا عدم معرفتهم بمكانه، وطلبوا مني إبلاغهم إذا عثرت عليه».
وأشار إلى أنه تقدم ببلاغ إلى الجوازات عندما يئس من العثور على كفيله الهارب، على رغم أنه لا يملك إلا صورة من جواز سفره «أخبروني أنني لست الوحيد الذي اشتكى الشخص ذاته، وأن هناك اشتباهاً في أن التأشيرات مزورة»، مضيفاً أنه تعرف على عدد كبير من السوريين الذين وقعوا في فخ الكفيل ذاته.
وقال مواطنه محمد نور، الذي دفع 16 ألف ريال ثمناً للتأشيرة التي عرف لاحقاً أنها مزورة: «بعدما اكتشفت وقوعي ومعي عدد كبير من السوريين ضحية نصب، أصبح كل همي العودة إلى سورية، لأسدد المبلغ الذي استدنت جزءاً كبيراً منه».
وأضاف أن أكثر شيء أحزنه أن والدته باعت ذهبها ليكمل بقية مبلغ التأشيرة، على أمل أن يعوضها بأفضل منه عند عمله في السعودية «لكن للأسف كان في انتظارنا كفيل محتال».
وأضاف نور: «الجهات المعنية تدرك أننا ضحايا ولا ذنب لنا في ما حصل، ومع ذلك بقينا في السعودية أربعة أشهر لأن كفيلنا اختفى ومعه جوازات سفرنا، باستثناء البعض ممن قدمت جوازاتهم لإدارة الجوازات لاستخراج رخصة إقامة، وتم ترحيلهم بعد نحو شهر من اكتشاف أمر التأشيرات المزورة».
وعلى رغم ترحيلهم إلى ديارهم بعد رحلة معاناة استمرت أكثر من أربعة أشهر، إلا أنهم تخوفوا من اعتبارهم متورطين أو متآمرين، لأنهم رحلوا بواسطة مذكرات تعريف.
وقال محمد ناجي: «قد يعتقد البعض أنني طردت من السعودية لتورطي في مخالفة ما، وأعتقد أنه بعد فشل خططنا في العمل في السعودية، وانهيار أحلامنا التي علقناها عليها، فإن منحنا خطاباً يوضح أننا ضحايا وغير مذنبين، قد يخفف معاناتنا».
من جهته، ذكر أحد أشقاء الكفيل لـ «الحياة» أنه اتصل بشقيقه مرات عدة كي يعيد الحقوق إلى أصحابها «قال إن لديه حساباته، ورفض إعادة أي شيء»، مشيراً إلى أن شقيقه غادر منــزله منذ فترة ولا يزال مختفياً.
وزارة العمل تحقق
ذكر مصدر في وزارة العمل السعودية، أن الوزارة تحقق الآن في قضية المواطنين السوريين، الذين وصلوا السعودية بتأشيرات مزورة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الخارجية السعودية.
وقال: «نحقق في الفترة الحالية في عدد من قضايا التأشيرات المزورة، ومن بينها قضية السوريين، لمعرفة أوجه الخلل التي أدت إلى تزوير التأشيرات، وحصر المتورطين في عملية التزوير».
وأكد تراجع قضايا التأشيرات المزورة في الفترة الأخيرة، خصوصاً أن الإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية، جعلت من مسألة تزوير التأشيرات بأنواعها أمراً بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً.
المصدر : الحياة
http://www.syria-news.tv/readnews.php?sy_seq=37251
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سهم الاسلام
