طبعاً هذا الشاب يكون قد بلغ مرحلة متقدمة من السيطرة على وجدان الفتاة ، وفي أحيان كثيرة يكون قد نجح في تمكين نفسه من جسدها أيضاً ! وبالتالي اعتادت الفتاة على إشباع حاجاتها العاطفية والجسدية معه بشكل أو آخر ! مما يجعلها رهينة حاجاتها له بعدما ( طاح الحطب بينهما ).
في هكذا حالات ، يكون الشاب قد عرض للفتاة خيارين ظاهرياً ، ولكنه يعرف مسبقاً أنه يفرض عليها الخيار الأول فقط ، لأنه سيصعب عليها تجاوز حاجتها له بعد تمكنه من مشاعرها وجسدها ! وخاصة في حالة استمرار الفراغ العاطفي عند الفتاة من أثر تأخر زواجها لا سمح الله .
---------------------
قصة مشابهة مع اختلاف بعض التفاصيل فقط ، إذ غرر شاب سعودي بفتاة بحرينية أخرى ! وقد كذب عليها بأنه أعزب ( وهو في الحقيقة متزوج وله ذرية)! وحين تمكن منها ! صارت تطالبه بخطوة الزواج بها ، وهنا افتعل كذبة بحجم روسيا الاتحادية حين ذكر لها أن أخيه الأكبر قد توفي في حادث مروري مروع ! وأن أهله يلزمونه بالزواج من زوجة أخيه الأرملة بحسب كذبته ، ولأن المسكينة لا تعرف مجتمعه اللصيق عن قرب ، صدقت كذبته وتعاطفت مع موقفه الإنساني الكبير . وصارت تضغط على نفسها للقبول بواقع صعوبة زواجها منه . . . إلخ.
تأتي الأيام ، وبعد مرور بضع سنوات من كذبته عليها ! تكتشف تلك المسكينة أنها ضحية كذبة كبرى ، وأن الشاب استغل عدم معرفتها بواقعه الاجتماعي لافتعال تلك الكذبة لتبرير عدم إقدامه على الزواج بها . ( يعني ضاعت كل مشاعرها وتضحياتها وآمالها ومواضع جسدها في وهم اسمه الحب ) .
----------
لست معنية بقصص الآخرين ، بل أنا معنية بأن أعرف مصير قصتي هذه ! فلست مستعدة لأن يُضاف اسمي لقائمة ضحايا علاقات الانترنت المشبوهة والفاشلة.
الآن . . اجلس أمام المصحف الشريف ؛ وضع يدك عليه وأقسم بالله العظيم بأن تكون حراً معي ! احسم أمرك . . . !
إذا كنت لا تريد الزواج بي أو تستصعب ذلك لأي سبب ( سواء كان السبب حقيقياً أو مفتعلاً ) فما عليك سوى مساعدتي في وقف هذه العلاقة ما دامت لا تؤدي بنا لتحقيق الزواج الشرعي .
لا أقبل لنفسي أن أكون مجرد متعة مرحلية لأي كان ، ولا أقبل لأختك أيضاً أن تكون ضحية لأوهام ومواعيد ولقاءات مشبوهة في وضح نهار أو جنح ليل مع أحدهم!
كن في مستوى الموقف ، فإما زواج حقيقي أمام العالم كله دون تأجيل وتسويف ! أو لنساعد بعضنا في إيقاف هذه العلاقة عند المستوى الذي وقفت عنده ! ولا حاجة لأن تستمر يوماً آخر هكذا علاقة تقوم على تواصل مشبوه ومحرم بين شاب وفتاة .
نحن بعملنا هذا نخالف قناعاتنا الشرعية ؛ فيكون من نتيجتها استحقاقنا للإثم والعقوبة ! وكذا نخالف قناعاتنا الاجتماعية العرفية؛ فيكون من نتيجتها استدراجنا لعواقب خطرة يمكن أن تؤثر على مستقبلنا سلباً وبشكل تدميري فظيع.
طيب . . أنت الآن تطلب مني التفاؤل بإمكانية زواجك بي مستقبلاً رغم تكرارك على أسماعي وجود معوّقات تمنعك من الزواج بي !
لي أن أسألك :
وهل يعني التفاؤل أن أبقى أسيرة لهكذا علاقة كلها آثام، فكل سلوكيات تواصلنا في هذه العلاقة محكومة بالحرمة الشرعية.
هل التفاؤل يفرض عليَّ الاستمرار في هكذا سلوكيات خاطئة ؟ أم يمكن لي أن أكون متفائلة دون أن أرتكب أي سلوك خاطئ !
لا بأس ،،، سأكون متفائلة بالطريقة الشرعية والعرفية ! وذلك بأن أجلس في بيت أهلي منتظرة أن تأتي على حصان أبيض أمام العالم كله لطلب يدي !
هذا هو التفاؤل الشرعي الذي يحمي حقوقي كفتاة مسلمة في مجتمع محافظ جداً ، ولا حاجة لأن يدفعني تفاؤلي لارتكاب مخالفات شرعية وسلوكيات طائشة تضر بي وبأسرتي لا سمح الله .
البعض يطلب مني أن أتفاءل لمجرد التفاؤل ، وأن أستمر في ذلك التفاؤل مع عدم وجود سقف زمني له ! وكأن هذا التفاؤل كافٍ لتبرير استمرار ارتكابنا للأخطاء في هذه العلاقة.
أحدهم أخذته العلاقة مع فتاة من بلدة أخرى إلى تبادل المشاعر الخاصة ؛ ومن ثم المواعيد المشبوهة كنتيجة لتلك العلاقة ! وهو ما دفع الفتاة لأن تجدد على أسماعه مطالبها بأن يأتي لخطبتها رسمياً لتعيش معه تحت سقف واحد في جو من المودة والرحمة والطمأنينة التي يفقدانها في تواصلهما المشبوه هذا . فما كان منه إلا أن جلس يفتعل لها بعض المعوقات ! وصار يتحمس لكل معوّق يطرحه لتبرير عدم مجيئه لخطبتها؛ حتى يكون سقف علاقتهما الممكن هو المواعيد السريعة الخاطفة فقط ؛ ويكرر على أسماعها مطالبه بأن تبقى رغم ذلك متفائلة؛ مع أنه نفسه بين عبارة وأخرى يجدد استعراض تلك المعوقات التي يزعم أنها تمنعه من الإقدام على خطوة الزواج الرسمي بها .
صار يفتعل المعوقات الكاذبة حتى صارت صواريخه تصيب المريخ من قوتها إذا ما اندفعت من فمه.
يقول لها : أخواتي يمنعوني من الزواج بفتاة من خارج أسرتـنا !
هل هذا الكلام صحيح واقعاً ؟
وحتى لو افترضنا صحته ، فما مدى قوة مثل هذه الحجة في الواقع ؟
هل سمع أحدكم بأخواتٍ يلزمن أخاهم على قرار مصيري ضد رغبته ؟
لو قلنا أن الضغط من جانب الأب ؛ فلربما وجدنا لذلك بعض الوجاهة ! أما أن يزعم بأن أخواته يفرضن عليه خيارات محددة ويلزمنه بها فقط ، فتلك صواريخ عابرة للقارات بحق .
ويضيف أن أخواته يُردن فرض سن معين يجب أن يتوفر في زوجته المستقبلية ؛ وأنهن يردنها صغيرة السن ! ويذهب في تزكية نفسه؛ وأنه سيناضل بـبسالة ضد هكذا خيار متعلق بسن زوجته المستقبلية.
يتحمس بقوة لاستعراض ما يزعم أنه موقف معارض من أخواته ، ولا نعرف حقيقة هل حقاً حصل منهن ذلك الموقف أم لا ؟ ( لأننا لا نعيش معهن لنعرف حقيقة موقفهن )، وما مدى أهمية موقفهن لو حصل في الواقع في رسم مستقبل أخيهن ( الرجل الحر ) ، وهل معارضتهن لزواجه من فتاة خارج الأسرة قطعية بحيث يمكن أن ينتج عنها فرض عقوبات اقتصادية وحصار بري وبحري وجوي على أخيهن فيما لو خالفهن في أمر زواجه ، أم أن معارضتهن المزعومة قابلة للتفاوض والتفاهم . أم أنهن ( أي أخواته ) بعض من ضحاياه في الواقع ؛ إذ ينسب لهن ما لم يصدر منهن لحاجة في نفسه يرغب تحقيقها ! وأنه ربما استخدم اسمهن في هذه القضية كمسمار جحا لتبرير عدم إقدامه على الزواج بالفتاة التي يقيم معها تواصلاً غير شرعي الآن.
تستحق أخواته الشفقة عليهن ، فقد تم الزج بأسمائهن وتحميلهن ما لم يكنّ على علم ودراية به .
أها . . . إذن هن العقبة في زواجه من الفتاة التي يُحب ! ( صج صاروخ ).
----------------
أقول :
عليك أن تجلس مع نفسك ؛ ولتستحضر الله في قلبك وعقلك ، ولتنظر إلى بنت الناس وكما لو كانت أختك ! وهل تقبل لها أن تستمر في ارتكاب أخطاء شرعية واجتماعية تحت عنوان من السراب اسمه ( التفاؤل ) .
صج حلوة هذي . . . خلونا نتفاءل عشان نستمر في مواعيدنا النهارية والليلية . وكأن بنت الناس لعبة ! فلو أن كل فتاة استخدمت التفاؤل لتبرير خروجها مع عشيق لها ، لما بقيت فتاة في خدر أهلها ساعة واحدة .
احسم أمرك . .
إما زواج أما العالم كله ، أو ابتعد عن حياتي واتركني أصارعها بعيداً عن الأوهام.
وفي حالة تذرعك بأنك غير مستعد لهذه الخطوة حالياً ، فمتى ما وجدت نفسك مستعداً تعال إلى بيتنا الذي بت تعرف موقعه ! وحتى ذلك الحين لا حاجة لأن نرتكب أخطاء يمكن أن تدمر حياتنا وسمعة ذوينا لا سمح الله .
!كن حراً وكفى