السلام عليكم
حين تحولت حياتي إلى روتين ممل و لما بات اليوم و الغد سيان و حين صارت الساعات متشابهة دب السأم في عالمي و لم يعد للحياة طعم
سأمت المراوغة .. سأمت التغاضي .. سأمت المجاملة
تقوم حياتي على المجاملة أولا ً و على التظاهر ثانيا ً
ياللعجب! نعلم بأنـّا نلعب الدور المطلوب و لا نكف بل نبقى نمثل كما يطلب الجمهور
يألمني أن أعيش الألم وحدي .. يطربني إهتمام من حولي بي كـ إنسان و لمجرد الإهتمام لشخصي ..
لمن هو أنا و ليس لما أستطيعه
تلك المجاملات .. تلك المظاهر الزائفة.. كلها أساليب إخترعها البشر لنيل المبتغى ..
البشر بطبيعتهم أنانييون ، يحبون أنفسهم أكثر من أي شيء آخر
أن كنت ترعى حبيبك و تؤثره على نفسك فأنت تفعل ذلك لنفسك أولا ً ثم لحبيبك
هناك شعور طيب يعيشه الإنسان حين يبتسم الحبيب و حين يكون هو سبب تلك البسمة
أنت تطلب و تطلب و تعطي لتطلب ، هكذا نحن أنانيون كما جُبلنا
أن كنت من ذوي القلوب و الضمائر الحية فأنت سيهمك أمر الغير و ستهتم لما يشعر به من حولك
قد تسأل و قد تراقب فأنت صاحب ضمير حي يحب تقديم المساعدة و يتلذذ بخدمة الغير
أتراك تفعل ما تفعل لأجل الغير كما تزعم ؟
الأمر ذو حدين ، أفد و أستفد .. أنا أولا ً ثم يأتي البشر من بعدي
ذلك ليس خطأ ً ولا عيبا ً .. تلك طبيعة بشرية و حاجة إنسانية أن لبيتها شعرت بالحياة
ذاك السأم الذي أعيش ليس إلا نتيجة لغياب أمر مماثل
حين لا تزاول مهارتك الي تحب .. حين لا تعطي لتأخذ .. حين لا تجد من يستحق
حين تغدو الأمور كلها بلا هدف ولا غاية.. لا متعة في الأمر ولا شيء يهم
ستعيش في حيرة و ملل .. ترقب العالم من زاويتك و كأنه ساحة للتمثيل
إن اردت المشاركة في لعبة الحياة عليك الإلتزام بقوانينها
قوانينها تنص على الطيب و الخبيث
أعطي لتطلب ، قدم لتأخذ ، بادر لتجازى
أن كان كذلك إذن فالخطوة الأولى أنت من يأخذها و عليها تترتب بقية الخطوات
و كأنها لعبة "شطرنج" في ساحة بلونين أبيض و أسود و أحجار لكل منها نظامها
فإن كنت مقداما ً فلا بأس عليك .. تأتيك العواقب كلما تحركت في تلك الرقعة
و إن كنت مترددا ً متخاذلا ً تفضل الإبتعاد على المواجهة فأنت ستبقى في مكانك بلا تقدم أو تأخر
الجميع يتحرك و أنت تقف مراقبا ً
في النهاية لابد و ستتعرض لإحتكاك مع الغير.. حينها ستكون مخيرا ً بين المواجهة أو الهروب
فإن بقيت تهرب و تهرب فلا نهاية لهربك .. لن ينهيه إلا سقوطك أيا ً يكن السبب
و أنت قررت المواجهة عندها ستعيش طعم الحياة من جديد .. تتلذذ بالمراوغة و البحث عن كفؤ للتتنافس و إياه
ما أرمي إليه هو .. كفاك هربا ً من واقعك و لا بأس من مواجهة بين الفينة و الأخرى
ربما تصنع لك الصراحة و تهشيم القناع الزائف بعض المشاكل إنما تلك المشاكل التي ربما تبعدنا لحظة ستعود لتجمعنا لحظات
ربما حان الوقت لنلعب على رقعة الشطرنج .. لننتقل بين الأبيض و الأسود
تارة نلبس قناع المجاملة و البسمة الزائفة و تارة ننزع تلك الأقنعة لنواجه حقيقة بقول جريء
من يدري ما الصواب .. لسنا سوى قطع تتحرك كما قُدر لها و كما يتوقع الجمهور منها
نلعب لعبة الحياة بقوانينها لئن لا نتخلف عن المجموعة ,,
< الممتع في الأمر أننا فئة من البشر.. ليست جميع الفئات متشابهة .. سنعيش يوما ً آخر >
بقلم/ وسام




































