مصرَع ضمير ومنطق خَائِن
الحكاية لها أبعاد فلسفية أكثر من أبعادها الواقعية.....
وبرغم أن الواقع فيها قد يغلب على الخيال....
إلا أن الهدف منها ليس سرد الواقع بقدر الإجابة على
"لماذا هذا الواقع؟!"
لماذا يخون الزوج برغم سعادته مع زوجته...
ورغم أنه لا ينقصه شيء من الحياة ليعوضه مع غيرها..... لماذا؟!
دعونا إذن نعرف الحكاية وما فيها........
محاورها:
1-الزوجة
2– الزوج الخائن
3- فتاة (ضميرها حيّ ولكن خبرتها في الحياة هي الصمت)
وصف عام:
الزوجة......على حد المألوف مثالية ...متفانية في إرضاء الزوج.
الزوج.....متدين – محب لبيته- عاشق للاستقرار- هادئ الطباع.....ولكن دعونا قليلا لنعرف الحكاية كي نضع أيدينا على كم المتناقضات التي يحويها هذا الرجل في شخصيته.....
الفتاة .... مشاعرها مشاعر طفلة ... قد تبدو للآخرين في أول وهلة أنها ملمة بكل ما في الحياة من خبرات إلا أنها حقيقة الأمر لا تعرف في حياتها غير مانشيتات كالتي تجذبنا في الجرائد اليومية برغم ما تحويه من مبالغات....
ولكن دعونا حتى نعرف ما دورها في حادثة الخيانة
أصل الحكاية:
قال لها: تعجبني آرائك في الحياة.....
هي : لا شك في قمة السعادة لأن آراءها تؤثر في الآخرين ...
لحد أنهم معجبون بها....
وبالطبع هي لم تعي من كلماته غير ذلك.....
هو: منشغل أنا دائما بأفكارك.....
هي: ربما لأننا مضينا وقتا طويلا نفكر سويا.....لا بأس ...أمر طبيعي
هو: تطور إعجابي ليكون إعجاب بك كفتاة ......
قالت في سرها.... ماذا أقول..؟!، لا بد وأن أتصرف في الأمر بحكمة حتى لا يشعر أحد بما يحدث.....
كذلك هي لم تنسى أبدا أمانيها في أن تكون مصلحة اجتماعية .... لتكمل مسيرتها في درب المثقفين المولعين بمشاكل البشر .... وبرغم صدقها في ذلك إلا أنها لا تملك آليات هذا السلوك ولكن لا بأس دعونا نرى ماذا سيحدث .....
هي: صمت طويل....ثم قالت: أنا أعتبرك كأخ ولا بد أنك تعتبرني هكذا.....
هو: لا لشيء غير أن يرضيها ويخرج سالما من هذا الموقف...
نعم أقدّرِك وأحترمك كأخت لي
ولا أطمع في أكثر من هذه المنزلة....
قالت لنفسها وهى تتنفس الصعداء: الحمد لله لقد نجحت ما أجمل مذاق هذا النجاح الذي تنقذ به فتاة علاقة رجل بزوجته من الانهيار...هذا على حد تفكير فتاة رصيد خبرتها في الحياة صفر......
هو: تطور بي الأمر ....فأنا أحبك.....
هي: قالت بنظرات ذهول وتحدي أنسيت أنك متزوج..... وبغض النظر عن هذا كيف سمحت لنفسك أن تتخطى كل الحدود لتسمعني مثل هذه الكلمات.....
فقاطعها قائلا: لا تحاسبيني على مشاعر لا إرادة لي فيها....
هي: إذا تركنا مشاعرنا بلا زمام إرادتنا لكسرنا كل قيد للدين والعرف......
هو: كان هذا أقصى أمنياتي معك ....أن أقولها لك....
ولا أنتظر منك ردا عليها ....
هي: وماذا أفادك التعبير....وهنا بدأ دور أحبت أن تلعبه الفتاه في حياة هذا الرجل "دور المصلح الاجتماعي" ....لكن هيهات....
صَعُبَ المُراد....
هو: أعرف أنني مخطئ ولكني لم أقصد أن أجرحك...صدقيني ....
هي: بنبرة صوت تقترب من صوت الحكماء: لا بد وأنك تشعر بفراغ في حياتك سببه انشغال زوجتك في تربية أبناءك ولكن تذكر دائما أن غيرك لم يعطه الله أطفالا وآخرون لا يملكون القليل من المال ليكوّنوا أسرة مثل أسرتك......
هو: زوجتي ليست منشغلة عني ... ولا أعاني أبدا فراغا في حياتي.... وإن كان ما بي فراغا لأحببت فتاة تافهة ... ولكني أحببتك أنت.... ومع كل ذلك فأنا سعيد جدا في حياتي الزوجية وأحب أسرتي جدا.....
هي: صمت وذهول لقد فشلت خطتها في تنصيب نفسها مصلحا اجتماعيا أو على الأقل طبيبة نفسية....بل لقد أصابها مرض نفسي من جرأة هذا الرجل في التعبير عن متناقضات مشاعره بمنتهى القناعة والبراءة أيضا
قالت: إذن لماذا؟! ألا ترى أن ما تقوله لا يمت للمنطق
أو العقل بصلة..؟!
هو: المشكلة أن هذه هي مشاعري....
ولن أرجو منك أبدا أن تبادليني إياها...
هي: أرجوك دعك من هذه الأفكار الثقيلة....
وتجاهلته كأن لم تعرفه أبدا وكأنه لم يمر يوما بحياتها...
برغم ما تركه هذا الرجل بداخلها من خوف وضيق....
وعدم ثقة في أي رجل مهما كان قدر اتزانه.....
قال وهو مُصِرعلى ألا تتجاهله هذه الفتاة برغم ما قالته له : أعرف أنني مخطئ وأعدك أنني لن أكرر مثل هذه الكلمات ثانية فقط لتسامحيني....
هي: آثرت الصمت على الحديث....
وتركت كل شيء في يد الأقدار.....
السؤال:
1- مَنْ المخطئ (الزوج/الزوجة/الفتاة) أم أنه لا يوجد طرف مخطئ في هذه القصة....ولكنها تلك الأقدار التي تلعب دورها في حياتنا دون أن ندري لماذا؟!
2- هل قصرت الفتاة في دورها .....
هل تخاذلت في أن تكون فتاة محترمة
أمام نفسها على الأخص ...؟!
3- كيف يستطيع الرجال الجمع بين كل هذه المتناقضات
(الحب والخيانة والأخلاق والتمثيل و...........)؟!
4- أين ذلك الرجل الذي يستحق الحب والتضحية ....
وهل كل الرجال هم ذلك الرجل ؟!
5- هل لهذه الفتاة أن تعيش بين البشر؟!
الإجابة:
♪ بما أن هذه الفتاة هي أنا وأنا هذه الفتاة
♫ فأين المصداقية إن أجبت على هذه الأسئلة
لذا سأترك الإجابة عليها لكم أحبائي أعضاء المنتدى
بقلم / عاشقة الكلمات
إيمـــان