لا حول ولا قوة إلا بالله
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي المرسلين وقائد الغر المحجلين محمد ابن عبدالله الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى من اتبعه الى يوم الدين
(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي(
بمزيد من الحزن والأسى وبقلوب ملتاعة فتتها ألم المصاب تلقينا نبأ وفاة الشيخ عبد الرقيب المهيوب تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته .
وصفوى إذ تتلفع بأثواب الحزن المرير على هذا الحدث الجلل ونشارك أهله الأعزاء وسائر الأمة الإسلامية لوعة المصاب .
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته وألهم ذويه ومحبية الصبر والسلوان .
إنا لله وإنا إليه راجعون
توفي الشيخ عبدالرقيب المهيوب رحمة الله عليه وأسكنة فسيح جناته ، مغرب يوم أمس الإثنين الموافق 6-11-2006مـ 15شوال 1427هـ وكان منذ رمضان سنة 1426هـ يعاني مرض سرطان الرئة الذي بإثرة تم استئصال إحدى رئتيه وكان قد شفي من المرض وعاود عليه المرض في رمضان سنة 1427هـ من جديد وكان طريح الفراش متنقلا بين المستشفيات لانهم لم يكتشفوا معاودة المرض إليه ولقد إكتشفوه أخزاهم الله بعد فوات الاوات فلقد ضرب المرض رئتة الأخرى وكانت سبب وفاتة
وسيصلى علية رحمة الله عليه في الجامع الكبير بصفوى (المسجد الذي كان إمامة لسنوات عديدة والمنبر الذي سيفتقده سيودعة)
والله إن القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا على فراقكم ياشيخنا لمحزونون ، سنفتقد الدرع الحصين ، سنفتقد الحديث المفيد ، سيفتقدك مصلوك يا إمام
ومن أراد كسب الأجر والعزاء فليحضر الصلاة على الإمام رحمة الله عليه توديعا له في الدنيا ، فسيصلى عليه بعد صلاة عصر يوم الثلاثاء الموافق 16-11-1427هـ
*لمحات قصيرة من حياة الشيخ رحمة الله عليه:-
الشيخ عبدالرقيب المهيوب طالب علم تنقل بين الجامعات الاسلاميه ، فلقد درس في الأزهر الشريف وتزوج من مصر ، وأكمل دراستة في أم القرى وكان الشيخ قبل ذا ينتمي إلى المذهب الشيعي ، ومن الله عليه بنعمة الإسلام وتحول الى اهل السنة والجماعه ، أمضى حياته في طلب العلم ، ولقد درس وحضر محاضرات شيوخ كبار بالسعودية ومصر ، بعد رحلته وتعرفه على الحقيقة ، رجع الى السعودية لطلب الرزق فعمل خياطا وإماما لسنوات عديدة ، فكان إمام المسجد الكبير بمدينة صفوى بالمنطقة الشرقية ، وكان الشيخ محاضرا وداعية ، فكان يجتمع بأصحاب العقائد الفاسدة ويحاورهم بالتي هي أحسن ، وكانت له صولات وجولات في ذلك وكان الشيخ يعول أسر فقيرة دون علم أحد وكان القيم على المساجد في كل رمضان فهو الذي يوفر حاجيات المسجد بالكامل ومن بعض مساعدات المصلين ، وكان الشيخ قيم على احد الجمعيات الخيرية وكان عمادها ، وفي سنة 1425هـ بعد إكتمال بناء مسجد عمّار بن ياسر المتنازع عليه بين السنة والشيعة ، أتى أمرا من وزارة الشؤون الاسلامية بتعيينة كأمام للمسجد فكان إماما للمسجد الجامع والمسجد الجديد ، وكانت الوزارة قد أعطت الشيعه ثلاث مساجد بديله ووافق أئمتهم بذلك ، إلا أن بعض صغار الشيعه لم يأبه فأخذوا يحيكون الخطط للإستيلاء على المسجد والصلاة فيه، وكانت ستصبح في المسجد بعد دخولهم فيه وصلاتهم في المنبر دون علم الشيخ مصادمات بينهم وبين شباب اهل السنة ، ولقد تدخل الشيخ وأوقف الشباب وجعل الأمر بينهم وبين المسؤولين من الاجهزة الامنية ، فكان درعا حصينا بعد الله للمسجد ، فلا اله الله محمد رسول الله ، وكان لنا زيارة للشيخ قبل وفاته منذ اسبوعين وكان يبدوا مغتما ويقول :-
هناك أناس لو ماتوا لما ذكرهم الناس ، وأناس تموت وتموت بعدهم أمم ، وكان يتكلم عن المساجد ، فيقول من للمساجد ، من سيدفع ايجار المؤذن ، ومن سيهتم بالجمعيه الخيرية ، ومن سيتكفل بإطعام الصائمين ، فكأنة كان يعلم أنه لن يخرج من مرضاه فإن الرحمن قد طلبة للمره الثانية وآن له أن يلبي نداء ربه ، جعل الله الفردوس مسكنة وألهم الله أهله ومحبية الصبر والسلوان وإنا لله وإنا اليه راجعون ولاحول ولا قوة الا بالله ووالله إنه لمصاب جلل ألم بنا جميعا فلقد توفت أمة مغرب الاثنين ولم يتوفى رجل،
اللهم اغفر للشيخ عبدالرقيب ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور
اللهم ألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان
إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى
وداعاً أيها البطلُ *** لفقدك تدمع المقلُ
بقاع الأرض قد ندبت *** فراقك وأشتكى الطللُ
لئن ناءت بنا الأجساد *** فالأرواح تتصلُ
ففي الدنيا تلاقينا *** وفي الأخرى لنا الأملُ
فنسأل ربنا المولى *** وفي الأسحار نبتهلُ
بأن نلقاك في فرح *** بدار ما بها مللُ
بجنات وروضات *** بها الأنهار والحللُ
بها الحور تنادينا *** بصوت ما له مثلُ
بها الأحباب قاطبة *** كذا الأصحاب والرسلُ
بها أبطال أمتنا *** بها شهداءنا الأولُ
فيا من قد سبقت *** إلى جنان الخلد ترتحلُ
هنيئاً ما ظفرت به *** هنيئاً أيها البطلُ