تقنية متخصصة لقراءة الشاشة تسمح للعميان تصفح الإنترنت ..

الثلاثاء 2006-11-07

طبقا لجماعة تدافع عن الحقوق المدنية في الولايات المتحدة فإن شركة تارغت رفضت في العام الماضي جعل موقعها على الإنترنت قابل لاستخدام العميان عن طريق تقنية متخصصة لقراءة الشاشة. واذا ما ثبت ذلك ـ وهو ما نفته الشركة في المحكمة ـ فإنها حماقة في مجال الرأي العام، وربما كانت غير قانونية.

فقد رفع الاتحاد الوطني للعميان قضية على شركة تارغت، مشيرا الى ان عدم تصرف الشركة في هذا المجال ينتهك قانون المعاقين الاميركي، لان موقع الإنترنت هو في الواقع امتداد لاجهزتها الاخرى، ولذلك يجب تسهيل استخدامه من الاشخاص المعاقين.

وقد قدمت الشركة شهادة من ثلاثة من المستخدمين العميان يردون فيها على وجهة نظر الاتحاد.

وفي 6 سبتمبر (ايلول) من العام الماضي، اقر قاض فيدرالي في كاليفورنيا في حكم مبدئي، ان مواقع الإنترنت، في بعض الحالات، يجب ان تهتم بالمعاقين.

وذكر خبراء القانون ان مدى هذا الحكم لن يتضح الا اذا ما صدر الحكم في القضية. ولكن في الوقت نفسه، فإن الخلاف يظهر انه بالرغم من ان مواقع الإنترنت التجارية قد حققت تقدما كبيرا في خدمة هذا القطاع الصغير من المستهلكين. الا انه لا تزال هناك صعاب بالنسبة للطرفين.

وقال جيمس غاشال المدير التنفيذي للاتحاد «مواقع الإنترنت اكثر فائدة مما كانت عليه، ولكن هناك بعض العراقيل التي تتمني عدم وجودها».

واضاف غاشال ان معظم المواقع تستخدم تقنية قراءة الشاشة، التي تكشف للمستخدم الاعمى تصميم صفحة الإنترنت وتصف الصور، وعمليات البحث وغيرها من المجالات التي يمكن للمستخدم طبع معلومات للبحث عن منتج او استكمال مشترى. (اكثر البرامج انتشارا لقراءة الشاشة وهو JAWS لويندوز من شركة فريدوم ساينتفيك، يباع بـ 900 دولار).

وعندما لا توفر المواقع برامج قراءة الشاشة، فإن عملية التسوق والتصفح تتوقف بالنسبة لما يقرب من 200 الف شخص من بين 1.3 مليون شخص يعانون من اعاقة بصرية، الذين يستخدمون الإنترنت.

وتبذل معظم مواقع التسوق على الإنترنت جهدا كبيرا لضمان ان مواقعها سهلة الاستخدام بالنسبة للمعاقين، لانها ببساطة عمل جيد للسماح لاكبر عدد من الناس بالتسوق. وفي الوقت ذاته يؤكد خبراء تقنية التسوق عبر الإنترنت ان ذلك ليس بالامر الصعب او المكلف.

وقالت ديانا باتمان مهندسة المعلومات في شركة فراي التي تدير مواقع تسوق على الإنترنت نيابة عن الشركات التجارية الكبرى «ان توفير استخدام الموقع عملية مباشرة».

واوضحت باتمان انه كلما ساهم تشفير برامج الكومبيوتر في تسهيل قراءة الشاشة والتجول عبر الموقع، كلما كانت فرصة موقع الانترت في الظهور في قائمة محركات البحث، لان كل من غوغل وياهو وغيرهما من محركات البحث تتجه لنفس هذه الشفرات بحثا عن ادلة حول محتويات صفحة الإنترنت.

وبالنسبة للمدافعين عن المعاقين، فإن افضل وسيلة لضمان سهولة استخدام الإنترنت بالنسبة للمعاقين هو قانون المعاقين الاميركيين. ولكن لكون القانون صدر عام 1990، قبل انتشار الإنترنت، فإن صياغته لا تقدم الا القليل حول كيفية مواجهة قضية استخدام الإنترنت.

وقد رفعت عدة قضايا ضد شركات تستخدم الإنترنت، من اهمها كانت القضية التي رفعها الاتحاد الوطني للعميان عام 1999 ضد شركة AOL الا انه تم تسوية القضية قبل ان يتمكن القاضي من اصدار توجيهات واضحة عما اذا كان القانون ينطبق على الإنترنت.

وقد اصدرت القاضية مارلين هول باتيل، في اطار حكمه بخصوص طلب تارغت رفض القضية، قرارا بأن متطلبات سهولة الاستخدام في القانون تنطبق على جميع الخدمات التي تقدمها هيئات او اجهزة عامة. وبما ان مخازن تارغت هي اماكن للاستخدام العام، فإن الحكم اوضح ان مواقع التسوق على الإنترنت الخاصة بها يجب ان تكون سهلة الاستخدام، او يجب على الشركة اصدار بديل فعال.

ولكن ماذا عن مواقع التسوق على الإنترنت فقط مثل امازون وبلو نايل وغيرها من المواقع التي ليست لها مخازن او محلات تجارية. مايكل ماسينتر وهو استاذ قانون متخصص في قانون المعاقين وقضايا الحقوق المدنية ان «هذه القضية لا تزال غير محسومة». واضاف ان قضية تارغت، لانها تتعلق بعمليات إنترنت لشركة لديها محلات تجارية لن تعالج هذا الموضوع.

والقضية مهمة بالنسبة لامازون لانها تدير موقع التسوق الخاص بتارغت مثلما تفعل مع العديد من المحلات الجارية الكبرى.

وقالت المتحدث باسم امازون باتريشيا سميث «اننا نتعامل بطريقة تعاونية مع جميع شركائنا لتطوير وتطبيق كل الوسائل التي يريدون ضمها الى مواقعهم».

وقال ماسينتر ان من بين النقاط الشائكة في قضية تارغت هي ما اذا كانت الخدمات الهاتفية من شركات التسوق على الإنترنت بديل مناسب لمواقع الإنترنت عندما لا يعمل الموقع بطريقة جيدة بالنسبة لتقنيات مثل برامج قراءة الشاشة. وتجدر الاشارة الى ان الشركات التي تعمل في مجال لا يزال في مجال التطور مثل التسوق عبر الإنترنت والتعليم عبر الإنترنت، هي اكثر الشركات استفادة من تكييف ما يقدموه للمعاقين، طبقا لجين جارو رئيسة جمعية تيسير حصول المعاقين على المعلومات والدعم.

وقالت ان معظم مدارس الإنترنت فقط «غير مهتمة بحقيقة انها تواجه قضية هامة هنا. فالعديد من تلك المدارس تعتمد على غرف الدردشة لمناقشة الطلاب، وبرامج القراءة لا تعمل بطريقة جيدة هنا».

واوضح ريتشارد الغرا مدير التطوير الحرفي لاتحاد التعليم العالي والاعاقة «اعتقد ان الناس بدأوا في فهم التزامهم بالنسبة لتوفير خدماتهم. والسؤال بالنسبة لهم هو كيفية تنفيذ ذلك.

نوبلز نيوز
http://www.news.syrianobles.com/news...w_det&id=13224