أهلين بالجميع
في البداية أود أن أوضّح إنّ الموضوع مهوب عشان صنع مشاكل ولا شي، لكن نظرة أعتقد من المهم الاطّلاع عليها قبل ما يجي جهاز البلاي ستايشن 3
مثل ما يتبين من العنوان الموضوع عبارة عن دعوة لعدم شراء جهاز البلاي ستايشن 3 من سوني. و الهدف الرّئيسي من هذا الشيء الاحتجاج على الشّركة و إفشال الجهاز و إطلاقه.
طبعاً السّؤال اللي أتوقّع جاي على بال أغلبكم "ليه؟".
و الجواب مهوب معقّد، لكن يبغاله نظرة عامّة نوعاً ما.
شركة سوني بدأت انطلاقتها في عالم الكمبيوتر من خلال جهاز البلاي ستايشن 1. و الجهاز كان سعره معقول، و غير معقّد التّصميم بحيث يسهل إنتاج الألعاب عليه. و كان محطّة للعديد من الابتكارات و التطويرات في عالم الألعاب، مثلاً بألعاب ميتل جير سوليد 1 و فاينل فانتسي 7 و غيرها من الرّوائع اللي ما تزال بالذاكرة إلى الآن. و كان نصر سوني ساحق في معركة السيطرة على عالم ألعاب الكمبيوتر.
و من ثم أتى جهاز البلاي ستايشن 2، و من خلاله استطاعت سوني الحفاظ على عرش عالم ألعاب الكمبيوتر، و لو مهوب بالضّرورة بنفس النّسبة. لكن سوق ألعاب الكمبيوتر اتّسع حجمه في هذي المرحلة لدرجة إمكانيّة استيعابه لثلاثة أجهزة، مقابل جهازين في عالم ألعاب الكمبيوتر.
و يبدو أنّ هذه الانتصارات أدخلت الغرور في عقل سوني، و من هنا أصبحنا نرى التّخبطات الواضحة في مشروع البلاي ستايشن 3. فما بين التأخيرات و ما بين الغموض حول المشروع لم يظهر سوى أنّ سوني واثقة من أنّها سيتسيطر على ميدان ألعاب الكمبيوتر لدرجة أنّها أخذت تقوم بما تريد دون النّظر لمتغيّرات السوق و دراستها. و من هنا أتت الفاجعة: 600 دولار ثمن لوحدة البلاي ستايشن 3، و لمن يرى الثّمن غالياً فمن الممكن أن يشتري وحدة معاقة بسعر 500 دولار. أي أن سوني ضاعفت من سعر الجهاز، إذ رفعته بنسبة 100% من بعد ما كان سعره 300 دولار أمريكي.
هل ستدفع 600 دولار على جهاز ألعاب كمبيوتر؟
و سعر الألعاب كذلك ارتفع بحيث على الأقل ستكون اللعبة الواحدة 60 دولاراً.
للأسف مسلسل ارتفاع الأسعار بدأته شركة مايكروسوفت بالأكس بوكس 360، حين جعلت سعر الوحدة ب400 دولار، و أنزلت وحدة معاقة بسعر 300 دولار. و من ثم تأتي سوني بمصيبة حين تضاعف من سعر الجهاز.
ولا يمكن سوى شكر نيتندو حين جعلت جهازها بسعر 250 دولار، أي أخفضت السّعر بدلاً من أن تعرّضه للتضخم. و كل الأسف أن جهاز وي نوعاً ما ذو تصميم معتوه، و بالتحديد الريموت كنترول، و إﻻ لكان بلا شك هو الجهاز الذي يتوجّب اقتناءه.
لكن رفع السّعر مجرّد البداية.
أتعلم أخي القارئ أنّ بيع الألعاب المستعملة الأصلية ممنوع في اليابان؟
نعم الألعاب المستعملة ﻻ التّقليدية، و السّبب ضغوط سوني.
و هل تعلم أن سوني تقدّمت بحفظ حقوق ملكية فكرية patent على تقنية تسجّل أي ديسك معيّن لأي لعبة إلى جهاز محدد؟ بمعنى أنّك إذا أدخلت الديسك إلى جهاز فهو يبقى مقيّداً به، ولا يعمل على غيره.
هذه التّقنية ليست موجودة بالبلاي ستايشن 3، لكن لم تفعل سوني أمراً كهذا؟ لسبب بسيط ألا و هو استخدامها لاحقاً.
أي أن البلاي ستايشن الرابع قد يكون هو الجهاز المستخدم لهذه التّقنية اللعينة، و التي ستقيّد كل لعبة إلى جهاز معيّن. و هذا لا يعني فقط عدم تمكّنك من بيع أو شراء أي ألعاب مستعملة، و لكن كذلك عدم تمكّنك من إعارة الألعاب أو أخذ لعبة معك إلى بيت أصحابك الخ...
أي أن سوني تريد أن تقيّد المستهلك. كل شيء يجب أن يمر من خلال سوني. كل شيء يجب أن يكون "متسونياً".
إن المستقبل الذي تريد سوني صنعه في عالم الألعاب مستقبل مقيّد حتّى النّخاع. مستقبل تملي سوني إرادته كما تشاء فيه.
هل ترغبون بمستقبل كريه كهذا بالنسبة لعالم الألعاب؟
أفضل طريقة للتأكد من ذلك هو إرسال رسالة لسوني، مفادها أن المستهلك هو المتحكم، لا الشّركة. و طريقة إرسالها تكمن في عدم شراء الجهاز، أو على الأقل الانتظار إلى حين انخفاض سعره إلى 300$ فما دون ذلك.
هذه الرّسالة ستؤكّد لسوني أن المستهلكين لن يخضعوا لها، و أنّ تضخيماتها التي لن تضر سوانا و عالم الألعاب على المدى البعيد، ولن تفيد سوى سوني، لن تمر و لن تفرض علينا.
لذا لا تشتروا جهاز بلاي ستايشن 3، ببساطة.
طبعاً هذا يطرح التساؤل التّالي: ما البديل؟
هناك الأكس بوكس 360 و الوي. و لكن البديل الأول مذنب كسوني من محاولة تضخيم أسعار سوق الألعاب، لكن على الأقل الفرق لا يصل قدر سوني. و البديل الأول يعاني من كساد في عالم الألعاب الجيّدة و الألعاب اليابانية، و هي التي في العادة نحرص على اقتناءها. فهو أنسب ما يكون للأمريكان، و من يحبّون ألعاب الرياضة و ما شابه، لكن أستبعد أن نرى فاينل فانتسي يوماً عليه.
و هناك الوي. و الوي في هذا الجيل من عالم الألعاب كالنّسيم العليل. فهو عاكس التيّار و خفّض من سعر الجهاز، و كذلك فإن سعر الألعاب سيكون ضمن حدود أسعار الألعاب القديمة، على الأقل بالنسبة لألعاب نينتندو. و لكن الجهاز يعاني ربّما من اعتماده بشكل رئيسي على ألعاب نينتندو، و هي ألعاب جميلة بلا شك لكنّها غير كافية للأذواق العامّة. و من المستبعد مثلاً أن نرى ميتل جير سوليد على هذا الجهاز. كذلك فإن الجهاز يعاني من أداة تحكّم سقيمة ألا و هي الريموت كنترول، ممّا يبيّن نوعاً ما وجود بلادة منهج في لدى شركة نينتندو. و هو ما لوحظ على الشّركة بشكل كبير منذ إصرارها على استخدام نظام الكارتيدج في ألعاب جهاز القديم الأن 64 بينما كان العالم قد اتّجه إلى ديسكات السي دي روم.
بمعنى آخر أن هذا الجيل من الممكن وصفه ببساطة على أنّه أسوأ مرحلة في تاريخ ألعاب الكمبيوتر. و لكن إن كنت تريد جهازاً فليكن الوي، فهو الأفضل على عيوبه، سواء من السّعر أو من التّعامل مع المستهلك. و لو أن البلاي ستايشن3 فشل فإن معظم ألعابه الجميلة على الأغلب ستتّجه إلى الوي، لا إلى الأكس بوكس، كونه يابانياً و معروفاً أكثر للشركات اليابانيّة، و لكون نينتندو في الأصل محطّة الانطلاق لمعظم سلاسل الألعاب المهمّة مثل ميتل جير و فاينل فانتسي و دراجون كويست الخ...
كذلك فإن الوي سيطلق و معه زيلدا منذ البداية. و لعبة زيلدا إن لم تكن سبباً لشراء جهاز ألعاب فلا أدري ما يمكن أن يكون سبباً. و أفضل ما فيها أنّها لن تعتمد على تقنية السيل شيدد أو تقنية الظّلال المتخلّفة و التي رأيناها في لعبة زيلدا على الجيم كيوب.
لذا خلاصة القول: إن كانت لديك 600 دوﻻر، فاشتر بها نينتندو وي مع زيلدا و حافظ على 300 دولار، بدلاً من بلاي ستايشن 3 و حساب مفلس. أو ربّما أفضل عمل استثمرها وخل 1200 دولار تجيك (طبعاً في غير سوق الأسهم السعودية، ﻻ يطيح السّوق و تضيع قروشك).