السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الأساسي في تربية الناشئة .
في مجتمعاتنا العربية و للأسف الشديد رسخ في ضمير بعض الأباء أن تربية الأبناء لا تتم الا بالعصا فكلما أراد احدهم تأديب ولده أحضرها معه لأن القاعدة لديه هي :
العصا لمن يعصى و العصا من الجنة
و هذا السلوك لن يربي أحدا بل سيجعل الغلام ينفر من أبويه اذا ما أشتد عليه بالضرب فأفضل الوسائل لتربية الولد هي الحنان و الرحمة و التودد الى الصبي بالخلق الكريم و صدق الله اذ يقول :
و لو كنت فظا غليظ لانفضوا من حولك
فلابد اذن من حسن التربية و قد قال رسولنا عليه الصلاة و السلام :
الزموا اولادكم و أحسنوا أدبهم
و ملازمة الولد تتم بشتى الأساليب التعليمية و لذا حث الرسول صلى الله عليه و سلم في هديه بتعليم الصبي أمور منها قوله عليه الصلاة و السلام :
علموا اولادكم الرماية و السباحة و ركوب الخيل
فعندما يسعى الأبوان لتعليم الصبي هذه الأمور فعليهما التلطف و الأناة في توعية فلذة الكبد و التدرج معه في ما ينبغي تعلمه حسب طاقة و قدرة الولد الفكرية و البدنية و يبدأ ن في ذلك بالأهم فالأهم و أهم ما ينبغي تعليمه للفتى هو أركان الإسلام الخمس والصلاة كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
علموا اولادكم الصلاة و هم أبناء سبع و اضربوهم عليها و هم ابناء عشر و فرقوا بينهم في المضاجع
فهذا الحديث الشريف أصل من الأصول في التربية فقد بدأ الرسول صلى الله عليه و سلم في الحديث بالتعليم فلا يعقل أن تعاقب المرء على مالم يعلم أن فيه اثم و لذا قال تعالى :
فاعلم انه لا اله الا الله
فأفاد أن العلم يسبق العمل و ان العبد لا يعاقب على عمل أقدم عليه و هو يجهل حكمه و لذا رفع القلم عن المجنون حتى يعقل و النائم حتى يستيقظ و الصبي حتى يحتلم ، و هذا ما تقرره احكام الإسلام فكان اول الوحي قوله تعالى :
اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق ...
فاذا تعلم الود أمرا ما هناك تأمره بالقيام به و لذا أتت الرواية الأخرى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم تقول:
مروا اولادكم بالصلاة و هم ابناء سبع و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر و فرقوا بينهم في المضاجع
فالعلم و التعلم أولا ثم الأمر ثانيا : فلا يؤمر الصبي بما لايطيق فلا يكلف الله نفسا الا وسعها و في الصلاة يتعلمها صغيرا و يؤمر بها و اذا بلغ العاشرة فقد بين الرسول صلى الله عليه و سلم أن على الأب ان يوقع العقوبة بالأبن و لها أحكام شرعية ذكرها أئمتنا نتبع فيها و لا نبتدع على ان على الاب اذا و صل به التأديب الى التأنيب ثم العصا ان لا يضرب الوجه و لا يقبح - يلعن أو يقول للصبي قبحك الله أو يصفه بالحيوان فما دونه - و لا يضرب ضربا موجعا بل يؤنب الغلام و يبين له كما ذكر أخي الكريم صاحب الموضوع أسباب التأنيب على الخطأ و يتخذ أفضل الوسائل مع الصبي لتصحيح الخلل فاذا فعل و فق الله باذنه .
ثم اصلح الله اولاد المسلمين