نشرت صحيفة الغارديان اللندنية في عددها الصادر يوم أكتوبر 2006، مقالا للصحفي ريتشارد نورتن تايلور، تطرق فيه إلى تقرير مخابراتي سري تسرب لوسائل الإعلام مؤخرا, يؤكد توقيع صفقة سرية بين المخابرات المركزية الأمريكية والسلطات الأمنية الألمانية، توافق بمقتضاها الأجهزة الأمريكية السماح لمثيلتها الألمانية ملاقاة معتقل ألماني لديها، مقابل تعاون الحكومة الألمانية لحجب أي انتقاد يصدر من الإتحاد الأوروبي عن انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان، وضلوعه فيما عرف برحلات طائرات المخابرات الأمريكية السرية.


حسب كاتب المقال, فإن المغرب يعتبر من الشركاء المهمين (للولايات المتحدة الأمريكية) في مكافحة الإرهاب، ويضيف التقرير، أن ربان إحدى الطائرات المستخدمة من قبل المخابرات الأمريكية، أقام في أحد أفخم فنادق جزيرة مايوركا، بعد أن أدى مهمته في ترحيل الشاب الأثيوبي محمد بنيام إلى المغرب، قصد استخراج معلومات منه تحت التعذيب من قبل أجهزة المخابرات المغربية، وهذا ما أكده هو نفسه لمحاميه ستافورد سميث حين زاره في معتقله في غوانتنامو.


ويذكر ستافورد سميث، أن موكله بنيام أخبره عن تفاصيل مروعة لما جرى له في المعتقل السري بالمغرب من تعذيب جسدي متواصل إلى حد تقطيع جهازه التناسلي والحرمان من النوم والسب والإهانة خلال 18 شهرا، قضاها تحت التعذيب في المغرب. ويؤكد هذا، ما تضمنه الكتاب الجديد لستيفن غراي "الطائرة الشبح"، الذي يروي فيه على لسان محمد بنيام تفاصيل تقشعر منها الأبدان.


ولا يشك عاقل أن ما يطفو في السطح من تواطؤ النظام المغربي مع نظيره الأمريكي، ليس إلا جزاءا يسيرا، مما يدار خلف الكوليس من صفقات ومؤامرات.


وفي ختام مقال نورتن، يذكر أن ستيفن غراي سينشر في بحر هذا الأسبوع، تفاصيل ما يقرب من 3000 رحلة سرية لطائرات المخابرات المركزية الأمريكية منذ أحداث سبتمبر، ولا شك أن محطة المغرب ستكون من أبرزها وأهمها.

المصدر : http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=25978&Page=5