تشهد السعودية موجة متنامية من الشبان والفتيات الذين يتجهون نحو التدوين (المدونات) على شبكة الإنترنت باللغتين العربية والإنكليزية حتى وصل عددهم منذ مطلع عام 2006 إلى ما يقدر بـ 2000 مدونة نصفهم من النساء وتدور على صفحاتها نقاشات ساخنة حول التدين والتصورات الجنسية والمشاكل الاجتماعية.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها الأحد 12-11-2006 أن عدد المدونات تضاعف ثلاث مرات في السعودية منذ بداية عام 2006 حتى وصل إلى ما يُقدَّر بـ 2000 مدونة بحسب تقديرات الإحصائيات العالمية للإنترنت "Internet World Stats"، وهو الموقع المتخصص بتعقب استخدام الإنترنت والمعلومات المتصلة، بينما تضاعف هذا المعدل في المنطقة العربية خمس مرات علما أن 10% فقط من الناس في العالم العربي لديهم إمكانية وصول إلى الإنترنت.
وتضيف الصحيفة ان النساء يمثلن نصف عدد من يقومون بالتدوين في السعودية رغم الطابع المحافظ للمجتمع حيث ترتدي النساء الملابس المحتشمة، ولا يُسمَح لهن قيادة السيارة أو السفر بدون إذن وليها. وقامت النساء السعوديات بتأليف سلسلة من المدونات باسماء مستعارة يتناولن فيه موضوعات جنسية بشكل صريح.
وتكتب إحدى الفتيات السعوديات مدونتها تحت اسم "الغامضة" وتقول انها تريد ان تبقى مجهولة، وان لا يتعرف أحد هويتها، مضيفة ان مدونتها تحتوي على موضوعات جنسية صريحة "أحيانا أكتب قصص حب خيالية، وأدخل في أدق التفاصيل للعلاقة، حتى الجنسية منها".
ففي حلقة من مسلسل رومانسي طويل تكتبه على مدونتها، تروي الغامضة كيف "داهمها رجال الشرطة وهي تجلس في سيارة صديقها حيث كانا على وشك القيام بالحب في بقعة على الشاطئ". وفي حلقة أخرى "كانت تستدعي خبرتها الحياتية في متجر محلي يبيع المعدات الجنسية من تحت الطرابيزة".
وتعرضت الغامضة لنقد لاذع بسبب وصفها لـ "شعرها الأنثوي وتعليقاتها الدينية". ويبرز على مدونتها سؤال: "كيف يصير الكائن الكامل غير كامل؟" وعشرات التعليقات التي ترد إلى مدونتها تصفها بالمرتدة التي تلوث سمعة بلدها.
وتقول الغامضة "أحيانا أريد أن أبين للناس أن المرأة مضطهدة. الوضع غير طبيعي. أريد الناس أن يعرفوا ذلك".
شباب يستوحي أفكاره من الإسلام
أما فؤاد الفرحان الذي وصفته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بأبرز مدون سعودي، فعندما كان طالبا في جامعة إيسترن واشنطن في مدينة "سبوكين" الأمريكية، ارتدى ذات يوم قميصا مزركشا يحمل عبارة تقول "حقوق الحيوان مساوية لحقوق الإنسان" ونام في حديقة الجامعة أثناء مشاركته في إضراب عن الطعام احتجاجا على قتل الثعالب.
يقول فرحان للصحيفة ان هذا النوع من الحرية التي عاشها لست سنوات في الولايات المتحدة، لم يجدها بعد ذلك عندما عاد إلى بلده في عام 2001. ويضيف "لا يمكنك أن تكتب كل ما تريد أن تقوله في الصحافة السعودية... ولكن المدونة تمثل عالما مختلفا. إنها الطريقة الوحدية للتعبير عن نفسي بالطريقة التي أريدها".
ويؤكد فرحان أنه استوحى "أفكاره الديمقراطية من دينه. ويجب أن ينبع الإصلاح من الإسلام".
الإباحية والحرية
لكن دعم فرحان لحرية التعبير يقف على أعتاب مدونات كمدونة "الغامضة"، ويقول "أحترم حقها في التدوين. ولكنني أعتقد أنني لن أدعم أو أدافع عما تكتبه. إن تعريفي للحرية لا يغطي نوعية المحتوى الذي تعرضه على مدونتها".
أما أحمد عمران (23 سنة)، الذي يعد من أول المدونين السعوديين، فهو مثل الكثير من المدونين الشبان، يأمل أن "تساعد موجة التدوين على تسريع قيام الحكومة بالإصلاح". ويقول "أحيانا ما ينتابني الخوف، ولا أدري إن كنت قد تجاوزت أحد الخطوط "، ولكنه يستمر في التدوين، "متلهفا للحظة التغيير، والديمقراطية، ومزيد من الحريات الشخصية".
ويقول "أريد لمجتمعي أن يتقدم، وأريد أن أكون جزءا من هذا التغيير. لا أريد أن أكون في الأربعين من العمر ولا أزال أصارع من أجل الموضوعات التي نطرحها الآن".
واعلنت رابطة "المدونون في السعودية"، التي أسسها فرحان ومجموعة من أصدقائه بينهم أحمد عمران، انها ستقوم بنشر وثيقتهم على الشبكة في هذا الشهر وفتح العضوية أمام المدونين والمدونات. وسيقوم الأعضاء بالتصويت لاختيار الرئيس، أو الرئيسة، واقتراح التعديلات على الوثيقة بتصويت الأغلبية. وستُعقَد الاجتماعات على الشبكة.
العربية
\\\\\\/////
تعليقي على الأجزاء المظللة بالأحمر ..
الأول ... تبا للمتخلفين والحمقى
الثاني ... لن يجد أحد الحرية طالما أنها مرادف للخلاعية والإباحية والتطاول على الدين لدى الكثير
طالما أنها مرادف للتبعية وسواقة المرأة
وطبعا هي ليست كذلك ..
ياترى ماذا سيحدث للمدونات ؟
هل يتم حظرها أيضا ؟! .. كما تم حظر youtube وغيره من المواقع بمنتهى التخلف والتشدد
حتى المواقع مثل موقع اللادينيين العرب الذي حاولت فتحه وأنا في الإمارات
ووجدته محظورا لا يجب أن يحظر
الأصل في المواقع عدم حظرها .. والحظر يجب أن يكون نادرا وفي حالات معينة
وفي نفس الوقت .. يجب العمل على إنشاء شعوب واعية وقادرة على مواجهة عالم اليوم
وليس شعوب يتم نصحها بتجاهل الواقع والتهرب منه