أضرم مسلحون من"جيش المهدي" الشيعي اليوم الجمعة النيران في ستة مصلين سنة وهم أحياء بالإضافة لعدد من المساجد والمنازل السنية في حي الحرية بشمال غرب بغداد، وهو ما أسفر أيضا عن مقتل نحو 24 شخصا، وذلك بعد يوم من سلسلة تفجيرات مجهولة الفاعل أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص في مدينة الصدر الشيعية ببغداد؛ مما أثار المخاوف من تصعيد أعمال العنف الطائفية.
.
وذكرت وكالة الأسشيوتيد برس أن "مسلحين من جيش المهدي اختطفوا ستة عراقيين سنة عقب صلاة الجمعة وأضرموا فيهم النيران أحياء بعد أن سكبوا عليهم الكيروسين أمام مرأى ومسمع قوات الشرطة العراقية التي وقفت دون أن تحرك ساكنا".
وقال مصدر بمقر قيادة الشرطة العراقية إن 30 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 48 آخرين عندما هاجم مسلحون حي الحرية.
أما عماد الدين الهاشمي أحد وجهاء الحي فقال لوكالة رويترز: "هاجموا أربعة مساجد بالقذائف الصاروخية ونيران الرشاشات. بدأ الهجوم في منتصف النهار".
وأوضح أنه تم إضرام النيران في أربعة منازل على الأقل، وأن ثلاثة من الضحايا امرأتان وطفل توفوا بسبب استنشاق الدخان.
على صعيد متصل قتل 22 عراقيا في هجوم آخر مزدوج في مدينة تلعفر ذات الأغلبية السنية بشمال العراق، وهو ما زود بدوره المخاوف من انزلاق العراق إلى حرب أهلية شاملة.
وقال ضابط شرطة بتلعفر إن مهاجمين انتحاريين أحدهما استخدم سيارة ملغومة والآخر ارتدى سترة ناسفة قتلا 22 شخصا على الأقل وأصابوا 26 في أحد الأسواق.
وكان التقرير الدوري الصادر عن بعثة الأمم المتحدة لدى العراق أعلن الأسبوع الماضي أن أعداد القتلى خلال شهري أكتوبر وسبتمبر الماضيين بلغت 7054 عراقيا أغلبهم في العاصمة بغداد بسبب أعمال العنف الطائفي
عناصر من ميليشيا جيش المهدي المتورط في هجمات على الأحياء السنية
عراقيون ينتظرون عاصفة هجمات بعد رفع الحظر
ابدى عدد من سنة العراق مخاوفهم من تصاعد الهجمات الانتقامية ضدهم عقب رفع حظر التجول المفروض على العاصمة بغداد، فيما تتواتر أنباء عن استعدادات مكثفة تشهدها مدينة الصدر في بغداد لشن هجمات مسلحة واسعة النطاق على الأحياء السنية في العاصمة.
وذكر شهود عيان لإسلام أون لاين.نت السبت أن مدينة الصدر (معقل التيار الصدري في بغداد) تشهد ترتيبات متزايدة لتشكيل مجموعات مسلحة كبيرة في المدينة وبمشاركة شباب من عائلات الضحايا، الذين سقطوا في سلسلة تفجيرات الخميس التي هزت المنطقة وأوقعت ما يزيد عن 200 قتيل، استعدادا لشن هجمات على الأحياء السنية حال رفع حظر التجول.
ووفقا للمصادر نفسها، فإنه يتم التنسيق والتهيئة لهذه الهجمات بين ميليشيا جيش المهدي التابعة للتيار الصدري وعناصر "مغاوير" الداخلية في الوقت الذي تستعد فيه الأحياء السنية من أجل التصدي للمهاجمين.
حالة استنفار!
وصرح من جهته المحامي "عبد الستار رءوف" -من وجهاء منطقة الأعظمية السنية شمال بغداد- أن "أهالي الحي في حالة استنفار واستعداد للدفاع عن أعراضهم وأموالهم".
وأوضح لإسلام أون لاين.نت أنه بالرغم من الحظر المفروض فإن القصف بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا مازال مستمرا، ومنذ أمس الجمعة وهو على شكل رشقات متقطعة، وحظر التجوال موجود.
وأضاف "رءوف" أن مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان قد تعرض لإصابات مباشرة في القبة والساحة وتدمير زجاجه وسقوط عدد من أبوابه الخارجية.
وهجمات استطلاعية!
من جهته أكد "محمد كمال" أحد شباب الأعظمية وقوع هذه الهجمات في أعقاب تفجيرات الخميس في مدينة الصدر قائلا: "إن المدينة تعرضت منذ عصر يوم الخميس -ورغم وجود حظر التجوال- لعدة هجمات على مناطق في أطراف المدينة كالصليخ وسبع أبكار وقد تم التصدي لها"، معربا عن اعتقاده أن هذه الهجمات هي "هجمات استطلاعية لمعرفة استعداد الأهالي (السنة) ومن أجل استنزاف عتادهم".
وكان عدد من المناطق السنية قد تعرضت لهجمات من مسلحين وسقوط قذائف الهاون على أحيائها فقد تعرضت مدينة الغزالية إلى أكثر من 25 قذيفة هاون من العيار الثقيل 120 ملم. في الوقت الذي تعرض فيه عدد من مرتادي المساجد في منطقة جميلة والحرية ذات الغالبية السنية للقتل والحرق (الجمعة).