رسالة تأييد من الأوربيين لفاروق حسني
بعث جاك لانج وزير الثقافة الفرنسي الأسبقوالمثقف الشهير رسالة تأييد لوزير الثقافة فاروق حسني في موقفه من موضوع الحجاب وأكد لانج أن المفكرين والفنانينوالمبدعين الفرنسيين والأوربيين يدعمون فاروق حسني وموقفه المستند الي حرية التعبير وأضاف أن وزير الثقافة المصري أحد أهم وزراء الثقافة في العالم وهو يعمل بشرف من أجل تطوير النواحي الثقافية في مصر.
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...8.HTM&DID=9042
***
وشيخ الازهر يخرج ما لديه
أكد الدكتور محمد سيد طنطاوي أن حجاب المراة ليس مجالا للاجتهاد ، ولا يجوز تقويم فرضيته بالأراء الشخصية العامة علي ميولهم وتصوراتهم الخاصة
وعنالجدل المثار حول الحجاب حاليا أوضح الدكتور طنطاوي أن النقاش والآراء الشخصية مجالها أمور أخري غير الواجبات الشرعية الثابتة ويجب عدم تعريضها للأهواء.
وقد أعربت جامعة الأزهر عن رفضها الشديد للتصريحات التي صدرت أخيرا بشأن الحجاب مشيرة الي أنه أحد الأوامر الالهية الثابتة بنصوص القرآن الكريم والسنة.
في الوقت نفسه يحقق المكتب الفني للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود في العديد من البلاغات التي تتهم فاروق حسني وزير الثقافة بازدراء الدين الاسلامي بسبب تصريحاته حول الحجاب
وعلم مندوب الأهرام أن الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب سيحدد خلال الاسبوع الحالي موعد الاجتماع المشترك للجنتي الثقافة والشئون الدينية بالمجلس مع فاروقحسني لمناقشة تصريحاته حول الحجاب
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...8.HTM&DID=9042
***
النيابة العامة تحقق في العديد من البلاغات ضد فاروق حسني
يتولي المستشار مصطفي خاطر رئيس المكتب الفني للنائب العام التحقيق في البلاغات المقدمة من الشاكين حيث استمع يوم الأربعاء الماضي الي أقوال البدري ويوم الخميس الي أقوال الوحش الذي تقدم بعدد من المستندات لادانةوزير الثقافة بسبب تصريحاته التي أدلي بها لعدد من الصحف الخاصة عن الحجاب والتي أكدها عند استضافته في بعض البرامج بالقنوات الفضائية
مخالفة الدستور
يقول المحامي نبيه الوحش انه قرأ تصريحات الوزير يوم 16 نوفمبر الحالي والتي تكررت يوم 18 خلال البرنامج التليفزيوني علي احدي القنوات فقرر التقدم ببلاغه يوم 19 نوفمبر الي النائب العام حيث تم تسجيله تحت رقم 16853 بوقوع الوزير تحت طائلة قانون العقوبات التي تدين كل من ازدري الأديان السماوية أو أضر بالوحدة الوطنية وتعاقبه بالحبس فترة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد علي 5 سنوات
ويري الوحش أن الوزير أطلق تصريحات تحمل ازدراء للدين الاسلامي وتحقر من شأن طائفة المحجبات وتنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة حسب ما ورد من آيات الله تعالي في سورة النور ، كما أشار الي أن الوزير حنث بالقسم الذي أداه عند توليه منصبه اذ يقسم بالله أن يحترم الدستور بينما قام بمخالفة العديد من مواد الدستور التي تؤكد استناد الدولة لأحكام الشريعة الاسلامية
وأضاف الوحش أنه طلب ضم شرائط حلقة البرنامج الذي ظهر فيه الوزير الي بلاغه في النيابة العامة بالاضافة لمضبطة جلسة مجلس الشعب التي عبر فيها النواب عن رفضهم لتصريحات الوزير
رفع الحصانة
يأمل المحامي في رفع النائب العام مذكرة الي وزير العدل بعد سماع أقوال المبلغين والاطلاع علي أدلتهم ومستنداتهم لرفع الحصانة عن فاروق حسني باعتباره عضوا في مجلس الشوري أو لاحالة الموضوع الي اللجنة الدستورية والتشريعية بالمجلس لرفع الحصانة أو السماح للوزير بالادلاء بأقواله
ويقول صاحب البلاغ انه تلقي اتصال هاتفي من المستشار عادل السعيد مدير المكتب الفني للنائب العام يبلغه بالادلاء بأقواله أمام المستشار مصطفي خاطر يوم الخميس الماضي
وعن حق الوزير في ابداء الراي الشخصي يقول الوحش ان أي شخصية عامة تستطيع اعلان أرائها الشخصية دون أن تكون مسئولة تضامنيا مع الحكومة كما لا يجوز ابداء الرأي الشخصي فيما هو معلوم بالضرورة في الدين فلا اجتهاد مع نص قطعي الدلالة وهناك فرق كبير بين حرية التعبير والتطاول علي الأديان اذ يمكن لأي شخص التعبير عن رأيه في كل القضايا لكن هذا لا يمتد الي الأمور الدينية التي لا خلاف عليها
أما الداعية يوسف البدري الذي كان أول من استمعت النيابة لشهادتهم فيقول انه تقدم ببلاغ ضد وزير الثقافة يضم 10 مخالفات شرعية في تصريحاته حيث سلم البلاغ للمستشار عادل السعيد يوم الثلاثاء الماضي وأدلي بأقواله يوم الأربعاء أمام رئيس المكتب الفني والتقي النائب العام الذي أكد له التعامل مع البلاغ بمأخذ الجد
ووجه البدري تهمتين للوزير خلال الادلاء بأقواله وهما ازدراء الدين الاسلامي وسب الاسلام وعلماء الاسلام بوصفهم بالتخلف والعودة الي الوراء، والسب والقذف العلني للمسلمين الملتزمين،بينما تلخصت مخالفات الوزير من وجهة نظر البدري في انكار معلوم الدين بالضرورة رغم ثبوته في الكتاب والسنة واتهام الاسلام وعلمائه بالتخلف
وأضاف البدري في نص بلاغه أن الحجاب ليس من أسباب التخلف وأنه عند البحث عن الأسباب يجب الرجوع الي العلم وليس نبذ التشريعات السماوية، وطالب خلال التحقيقات بتوجيه تهمة السب والقذف للوزير علي اعتبار أن القانون يسري علي الجميع دون تفرقة وأن ابلاغ النيابة ضد الوزير هو تصرف حضاري يضع حسم الأمر في يد السلطات القانونية بدلا من المظاهرات والهتافات في الشوارع
قضية محسومة
أما المحامي ممدوح اسماعيل فقد تقدم ببلاغ ضد الوزير يوم 18 نوفمبر ويدلي اليوم بأقواله أمام المستشار مصطفي خاطر ويقول اسماعيل في بلاغه ان تصريحات فاروق حسني غير لائقة بمسئول حكومي مصري ينتمي للعروبة والاسلام وتتناقض مع ثقافة البلد ومسئوليته الوزارية والدستورية وتحمل تطرفا لاهانتها للعلماء
وأشار اسماعيل الي أن الوزير أخطأ حينما تحدث عن اختلاف العلماء حول الحجاب لأنها قضية محسومة فالعلماء لم يأتوا من عندهم بأدلة فرض الحجاب لأن الأدلة وردت في القرآن والسنة أما من اختلفوا فكانوا من الكتابوالمفكرين وليسوا علماء شرعيين
حق المجتمع
ويقول ممدوح اسماعيل أنه قرأ تصريحات الوزير يوم 16 نوفمبر فقرر اللجوء للنيابة العامة باعتبارها الأمينة علي حق المجتمع في الوقت الذي يسمح فيه قانون الاجراءات بتقديمبلاغات الي النيابة فور العلم بوجود أي مخالفة وهوما حدث في هذه الحالة بازدراء الوزير للدين الاسلامي
وأضاف المحامي أن تصريحات الوزير تهدد أمن مصر لأن من شأنها أن تؤثر في الشارع المصري ومن الممكن أن يكون تأثيراتها سلبية
ونفي اسماعيل أن يكون اعتذار الوزير كافيا لاعفائهمن المسئولية لأنه أهانالاسلام في البرنامج التليفزيوني برغم ردود علماء الدين عليه خلال وجوده علي الهواء، وأشار الي أن الهدف من بلاغه يتمثل في اقالة الوزير حتي يتم التحقيق معه جنائيا
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...7.htm&DID=9046
***
جلسة عاصفة في مجلس الشعب
بكري: إن وزيرة القوي العاملة تضع غطاء رأس فهل سيادة الوزيرة متخلفة.. وهل سيادة النائبة المحجبة متخلفة؟
انقلبت الصورة وبعد أن كان فاروق حسني وزير الثقافة مطالبا بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته.. أو تقديم استقالته.. تجري الآن محاولات من أركان هامة في الدولة لإقناعه بحضور اللجنة المشتركة من لجنتي الثقافة والشئون الدينية لعرض وجهة نظره والدفاع عن موقفه.. بعد أن أعلن فاروق حسني أنه لن يذهب إلي مجلس الشعب إلا بعد رد اعتباره.. يقع العبء الأكبر في إقناع فاروق حسني بالحضور ومواجهة النواب علي د. مفيد شهاب وزير المجالس النيابية والشئون القانونية الذي طالب في جلسة يوم الاثنين بحذف كل ما يسيء إلي الوزير من مضبطة المجلس ورد عليه د. سرور بأنه لم يسمع إساءة للوزير في حديث النواب.
وفي اتصال تليفوني بالدكتور مفيد شهاب يوم الخميس نفي أن يكون تم تحديد موعد للجنة مضيفا أنه يحاول التهدئة وحل الأزمة للتفرغ للقضايا الهامة موضحا أنه بمجرد حضور الوزير ومناقشته ستتضح الأمور لأن تصعيد الأزمة ليس في مصلحة أحد أيا كانت اتجاهاتنا ففينا المتدين وغير المتدين، والمحجبة لها كل الاحترام وغير المحجبة أيضا لأن المحجبة كانت في يوم ما غير محجبة، وعلي المستوي الشخصي قال شهاب: إن أمه لم تكن محجبة وكانت سيدة فاضلة تحفظ القرآن وتلتزم بالقيم الإسلامية وزوجتي محجبة وهي سيدة فاضلة.
ونفي د. شهاب أن يكون موقف نواب الوطني الذي بدا أكثر تشددا من نواب الإخوان والمستقلين بتعليمات من الحزب موضحا أن نواب الوطني أرادوا أن يعبروا عن آراء الناخبين ويؤكدوا أنهم ليسوا أقل التزاما بالدين الإسلامي من نواب الإخوان، وعن الدردشة والمسئولية الوزارية قال شهاب حتي دردشة الوزراء يجب أن تكون بحساب وحدود.
وعن إصرار وزير الثقافة علي رد اعتباره قبل الحضور إلي المجلس قال مطالبة الوزير برد الاعتبار ناتجة عن انفعال لحظي لما وصله من مناقشات النواب أو ما شاهده عند متابعته للجلسة وأنا لا أعرف ما إذا كان التليفزيون أذاع كل الكلمات أم لا.
وملخص الأزمة كما يقول شهاب أن الوزير أدلي بتصريحات لم تربحنا ثم أرسل خطابا إلي المجلس لم يقنع النواب.. ومطلوب منه أن يحضر إلي المجلس لمواجهة النواب وإذا قدم إجابات مريحة كان بها وإن لم يقدم.. فستتم مناقشة الاستجوابات المقدمة ضده بعد إلقاء بيان الحكومة.. وسيكون القرار لنواب مجلس الشعب. انتهي حديث د. مفيد شهاب.
هجوم
ونعود إلي تفاصيل جلسة يوم الاثنين الساخنة التي تفوق فيها نواب الوطني في هجومهم علي وزير في حكومة الحزب الذي يمثلونه.. وقد بدأ استعداد نواب الوطني لجلسة الاثنين منذ يوم السبت قبل إلقاء خطاب الرئيس وتقدم عدد كبير منهم ببيان عاجل جاء فيه أن التصريحات التي وردت علي لسان وزير الثقافة في مسألة الحجاب ووصفه بأنه ردة وعودة للوراء، أساءت لجموع الشعب المصري باعتبار مصر ذات مكانة في العالم الإسلامي والعربي ووقع علي البيان أكثر من 03 نائبا، وحرص نواب الوطني علي وصول البيان إلي الصحفيين يوم الأحد عقب خطاب الرئيس مبارك في افتتاح الدورة البرلمانية.
وقبل بدء جلسة يوم الاثنين عقدت اللجنة الدينية برئاسة د. أحمد عمر هاشم اجتماعا هاجم خلاله نواب الإخوان تصريحات الوزير حول الحجاب واقترح الشيخ ماهر عقل أن يطلب وزير الثقافة الهجرة إلي هولندا حيث يوجد الآن بها هجوم علي الحجاب ويتولي هناك منصب وزير الثقافة.
وأكد النائب السيد عسكر أن الحجاب من الثوابت في القرآن والوزير أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة وحديث الوزير عن أن أركان الإسلام أربعة أو خمسة في الفضائيات.. لا يعني عدم فرضية الحجاب لأن أركان البيت ليست كل البيت وكذلك أركان الإسلام ليست هي كل الإسلام.
وطالب النواب بإصدار بيان عن اللجنة وتوزيعه في الدوائر لامتصاص غضب الناس وتهدئتهم.. وأيد د. أحمد عمر هاشم النواب وقال: نحن مع أمن البلد الذي لا يتحمل هذا التهريج وإثارة قضية الحجاب تثير فتنا نحن في غني عنها وطالب بعدم المساس بالتعاليم الدينية ومحاسبة من ينال منها تحت زعم حرية الرأي وحرية التعبير لأنها من الثوابت.
آراد الوزير أن يكون هو صاحب المبادرة بإثارة القضية داخل المجلس وأرسل خطابا يؤكد أن ما قاله رأي شخصي لا يعبر عن اتجاه الوزارة وأنه يحترم المحجبات وأن ما نشر تم أخذه من السياق وأنه لم يكن للنشر.
خطاب الوزير أتاح الفرصة للنواب للحديث والهجوم علي الوزير بسبب تصريحاته.. بدأ د. زكريا عزمي حديثه مبرئا الحكومة من تصريحات أو دردشة الوزير وقدم الدليل بأن نصف زوجات الوزراء محجبات وأن الشابات اللاتي شاركن في الحملة الانتخابية للرئيس 50 % منهن محجبات.
وأخطأ عزمي لأن حجاب زوجات الوزراء أو عدم حجابهن شأن يخصهن.. ولا يؤخذ منه دليل علي 'تدين' الحكومة.
حاول د. عبدالأحد جمال الدين زعيم الأغلبية الدفاع عن الوزير بقوله: إن الحجاب محل خلاف ونقاش بين الفقهاء وقوبل رأيه بالرفض من نواب الوطني والمستقلين وحاول إبراهيم الجوجري نائب زعيم الأغلبية معالجة الموقف عندما طالب حكومة الحزب بأن تكون علي قدر من المسئولية موضحا أنه عندما أعلنت بعض الدول الغربية موقفا معاديا للحجاب وقف الشارع المصري ومجلس الشعب مساندا للمسلمين في أوربا.
وفي كلمته أحرج مصطفي بكري الحكومة عندما قال: إن وزيرة القوي العاملة تضع غطاء رأس فهل سيادة الوزيرة متخلفة.. وهل سيادة النائبة المحجبة متخلفة؟
وأضاف: إن الوزير أحرج النظام ووصفه بأنه وزير غير ذكي وليست له علاقة بالدين ولا يفهم فيه وطالب باستقالة الوزير لأنه عبء علي النظام وهي الجملة التي طلب د. سرور شطبها من المضبطة.
مباراة
وتباري نواب الوطني في الهجوم علي الوزير مطالبين باستقالته ومحاكمته ووصف النائب محمد سيد أحمد الوزير بأنه مخطئ بالثلاثة وحيدر بغدادي وصف تصريحات الوزير بأنها مشينة ولا يصلح أن يكون وزيرا ويجب أن يستقيل أو يحني رأسه معتذرا.
النائب سعد عبود أضحك النواب عندما قال: إن وزير الثقافة سئل عن سبب عدم زواجه فقال هو اللي عايز كوب لبن يشتري بقرة؟ وطالب بإقالة الوزير لما صدر عنه من تصريحات مستفزة وانتهاجه نهجا يختلف مع ثقافة الشعب.
النائبة المحجبة هيام عامر طالبت بإقالته وقالت: إنه لا ينفع وزير ولا حاجة خالص، والنائب محمد حلمي عامر وصفه بالمارق، وعبدالرحيم الغول أبدي إعجابه بالنواب وقال: ما أجمل أن تتفق الأغلبية والمستقلون من أجل غيرتنا علي الدين، وطالب الوزير بأن يحتفظ برأيه لنفسه وناشد رئيس الجمهورية إقالة الوزير لأنه لا يمثل مصر المسلمة المؤمنة.
الخروج علي النص
وطالب رجب هلال حميدة الرئيس بإقالة وزير الثقافة لأنه خان الوطن وخان العقيدة.. النائب سعد الجمال وصف تصريحات الوزير بأنها مسيئة للإسلام والمسلمين وقال: بناتنا وزوجاتنا محجبات وما يقوله الوزير من أن هذا رأي شخصي غير مقبول لأنه لا انفصال، فالشخص الذي يتبني هذا الرأي الشخصي هو نفسه الذي يمارس مهام منصبه.
أحمد أبوحجي قال: إن هذا الوزير لا يصح أن يكون أحد أعضاء حكومتنا لأن ما قاله إهانة لكل مسلم ومسلمة، ليس في مصر ولكن في العالم.. أحد النواب قال: إن الوزير كان عليه أن يقدم استقالته ولا يعطي فرصة لمناقشة الموضوع داخل المجلس.
الصميم
كمال الشاذلي وصف كلام النواب بأنه في الصميم ولكن البعض قال: إن رأي الوزير يمثل اتجاه حكومة وأنا كنائب لا استشعر ذلك.. وزوجتي وابنتي محجبتان والبنت أو السيدة التي تحترم دينها تتجه هذا الاتجاه.
وأضاف أن الوزير صعب أن يفرق ما بين الشخص ورأي المؤسسة التي يرأسها، وطالب بإحالة الموضوع إلي اللجنة المختصة مع حضور الوزير للاعتذار وشرح وجهة نظره.
انفعال
وانفعل د. أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية مشيرا إلي أزمة سابقة للوزير داخل مجلس الشعب بسبب كتاب 'وليمة لأعشاب البحر'، وحذر من التهاون في القضية التي أثارها الوزير لأن التهاون سيفرز إرهابا وتطرفا من نوع جديد مؤكدا أن الحجاب نزل به الدستور السماوي وليس من حق أحد أن يتهاون فيه.. وطالب بمحاسبة كل من يتجرأ علي دين الله، فبعد كتاب يتجرأ علي بيت النبوة جاءت تصريحات الوزير.
النائب كرم الحفيان علق استمراره في الحزب الوطني علي استقالة الوزير أو إقالته في كلمته أمام المجلس وفي حديث تليفوني يوم الخميس بعد إعلان الوزير إصراره علي رد اعتباره أكد الحفيان أنه مصر علي موقفه وأنه سيستقيل من الحزب إذا استمر الوزير في منصبه وقال: لن أتراجع عن موقفي لأن الدين والعرض مثل الزجاج إذا انكسر لا ينصلح، وتوقع الحفيان أن يقيل الرئيس مبارك الوزير لأنه علي حد قوله: الموال حساس وخطير ومس الشعب وموقف نواب الوطني لاقي استحسانا من الناس في الشارع والناس في الدوائر بتشكرنا حتي نواب المعارضة والمستقلين أشادوا بنواب الوطني.
وواصل حديثه قائلا: لا أظن أن الرئيس سيضحي بالمجموع في سبيل فرد أخطأ، وحتي لو اعتذر فيجب إقالته لأننا لسنا في الدنمارك ولكنه وزير في دولة إسلامية وأكد أنه لن يستمر في حزب يضم في حكومته وزيرا علي هذه الدرجة من السوء.
كان موقف د. شهاب داخل الجلسة صعبا جدا ولم يكن راضيا عن حديث بعض النواب والتلميحات التي نالت من الوزير.. وهو في نفس الوقت غير راض عن تصريحات الوزير التي أثارت أزمة.. وأعلن شهاب باسم الحكومة أنها لا تقبل أي مساس بالدين وأن الحكومة ملتزمة بأحكام الدين الإسلامي، وأن الشريعة مصدر أساسي في التشريع، وعندما ارتفعت أصوات تطالب بإعادة النظر في المادة '2' من الدستور رفضت الحكومة أي مساس بهذه المادة.
لا مساس
ورفض شهاب أي مساس بالوزير ورد سرور بأنه لم يذكر لفظ يمس الوزير.. وختم د. سرور المناقشة بالتأكيد علي أن المسئول عندما يتحمل عبء العمل يصبح مقيدا ولا فصل بين الرأي الشخصي ورأيه كمسئول.
وطالب كافة المسئولين بأن يدققوا في آرائهم الشخصية وحياتهم الخاصة وان أرادوا التحلل فعليهم أن يتركوا المنصب.
انتهت جلسة الاثنين التي تبادل فيها نواب الإخوان ونواب الوطني التصفيق بحماس، وجمع النواب 130 توقيعا لسحب الثقة من الوزير وما يقرب من مائة توقيع لمحاكمته، ولفت النظر أن نواب حزب الوفد لم يشاركوا في المناقشات.
محاكمة
وفي صباح الثلاثاء رد د. سرور علي الطلب الذي تلقاه من النواب بتوجيه الاتهام للوزير ومحاكمته طبقا لقانون محاكمة الوزراء.. وقال سرور: إن هناك سابقتين، الأولي خاصة بوزير المالية، والثانية تخص وزير العدل وجاء رد البرلمان أن قانون محاكمة الوزراء غير مطبق وأن هناك طريقا جنائيا يباشره النائب العام أما الطريق البرلماني فغير مطبق لأن القانون صدر أيام الوحدة بين مصر وسوريا وطالب سرور المشرع (وهو مجلس الشعب) بالإسراع بتعديل قانون محاكمة الوزراء لتفعيل المادة 159 من الدستور مع ملاحظة أن النائب المستقل كمال أحمد تقدم إلي المجلس السابق بمشروع قانون بتعديل قانون محاكمة الوزراء وأعاد تقديمه في الدورة البرلمانية السابقة ولم يناقش للآن داخل لجنة الاقتراحات والشكاوي.. تمهيدا لإحالته إلي اللجنة التشريعية والدستورية، وأكد سرور أن عدم تطبيق القانون لا يعني أن الوزير أو أي وزير يتهرب من المسئولية البرلمانية وأكد أن اللجنة المشتركة من اللجنتين الثقافية والدينية ستعرض تقريرها علي البرلمان لاتخاذ القرارات المناسبة.
وبعد أن أنهي سرور حديثه طالب د. اكرم الشاعر بمحاكمة الوزير طبقا لقانون ازدراء الأديان، وعلق النائب المستقل علاء عبدالمنعم بأن المادة 159 من الدستور المتعلقة بمحاكمة الوزراء تم وضعها بعد الانفصال عن سوريا ب10 سنوات ومن غير المتصور أن يكون المشرع الدستوري عاجزا عن تطبيقها.
معتكف
وجاء رد الوزير علي ما دار في مجلس الشعب في تصريحات صحفية اتفقت كل صحف الأربعاء علي نشرها وكأنها حملة صحفية.. في 'الدستور' صرح بأنه قاعد يتفرج علي عملية ذبحه، وفي 'الأهالي' قال الوزير إنه معتكف في منزله إلي أن يتم رد اعتباره وأن سبب اعتصامه الدفاع عن حرية الرأي.
وزاد: لقد ذبحوني أمام الرأي العام كله ولن أذهب إليهم حتي ولو تم سحب الثقة.. وان لم يتم رد اعتباري سأرد اعتباري لنفسي.. إنني لم أفعل سوي طرح اجتهاد. 'استخدم الوزير مصطلحات دينية من عينة اعتكاف واجتهاد'.
وفي جريدة 'الأخبار' قال: إنه وزير مسلم في دولة مسلمة تطبق الشريعة وقال: إنه لا يقبل التشكيك في إسلامه، وإنه لم يتعرض لجوهر الدين.. وفي اعتراف ضمني بأنه أخطأ قال الوزير: إن الله يغفر الخطايا فكيف لا نغفرها لبعضنا البعض؟. وعبر عن إحساسه بالظلم لما تعرض له من نواب الوطني.
وفي جريدة 'الجمهورية' قال الوزير: إنه يحترم الحجاب والمحجبات وإن النواب انتهكوا شخصه وسيظل في بيته حتي يرد شرفه.
وفي الأهرام صرح الوزير بأنه يحترم الدين الإسلامي وطالب برد اعتباره بعد تعرضه للظلم من الجميع ووصف ما دار في المجلس بأنه انتهاك لكرامته ولشخصيته.
اعتذار
تصريحات الوزير التي نشرتها الصحف في صفحاتها الأولي جددت أزمة الوزير داخل المجلس يوم الأربعاء عندما تقدم النائب محمد الصحفي بطلب لائحي حول تصريحات الوزير التي طالب فيها النواب بالاعتذار، ويبدو أن تصريحات الوزير وما حملته من استمالات عاطفية أثرت في د. سرور الذي أعلن ترحيبه بوزير الثقافة في المجلس لتوضيح موقفه من التصريحات المنسوبة إليه واصفا الوزير بالفارس الشجاع.. وقال سرور: إن حضور الوزير وجوبي وهو قادر علي إقناعنا وسأكون أنا أول المصفقين وعندما 'زنق' النواب سرور بتهديد الوزير بعدم الحضور ان لم يعتذر النواب قال سرور: إن حضور الوزير وجوبي طبقا للمادة 41 من الدستور، والمجلس لن يرد للوزير اعتباره إلا إذا حضر واقنعنا.. وأرسل د. سرور ما يشبه الرسالة إلي الوزير بقوله: لا تخف من مجلس الشعب، ان خاف الوزير فلا يصلح أن يكون وزيرا، ورد علي عتاب الوزير علي النواب وغضبه من المجلس بقوله: إن المجلس لم يمارس إلا سلطاته الدستورية وتجاوز النواب لم يتعد نسبة ال5 % والتجاوز شيمة المناقشات البرلمانية التي تختلف عن الأكاديمية. وقال سرور: إن الوزير قادر بلباقته علي إقناع المجلس.. وأضاف: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ورد عليه الشيخ ماهر عقل: الوزير هو الذي أيقظ الفتنة وليس النواب.
مصادفة
وقبل أن ينتهي المجلس من جدول أعماله خرج من الجلسة د. أحمد فتحي سرور ود. مفيد شهاب وأحمد عز وكمال الشاذلي وزكريا عزمي.. وتردد أن انسحابهم الجماعي للاجتماع والبحث عن مخرج لأزمة وزير الثقافة.. ونفي شهاب في تصريح ل'الأسبوع' أن يكون خروجهم لمناقشة أزمة الوزير وقال إنها مصادفة وإنه خرج ولم يتبق في جدول المجلس إلا مناقشة تقريرين يتصلان بالتعليم والحكم المحلي، والوزيران المعنيان حضرا الجلسة للرد.
وعندما خرج سرور رأست الجلسة د. زينب رضوان وكيلة المجلس التي لم تشارك في أية مناقشات خاصة بقضية الحجاب رغم أن لها رأيا في الحجاب يقترب من موقف الوزير ولكنها ابتلعت رأيها حتي لا تكون طرفا في الأزمة، وقبل جلسة الأربعاء التي حاول فيها د. سرور تلطيف الجو بين المجلس والوزير عقدت لجنة الثقافة اجتماعا ووافقت خلاله علي اقتراح النائب الوفدي محمد مصطفي شردي بإرسال خطاب إلي شيخ الأزهر والمفتي لإبداء رأيهما وانتقدت اللجنة عدم أخذ المؤسسة الدينية المبادرة بالرد وقال أحمد أبوطالب رئيس اللجنة: كان يجب علي المؤسسة الدينية أن تبادر بإبداء رأيها ولا تنتظر خطابا.
المواجهة
وفي ضوء محاولات د. شهاب ود. سرور لإقناع وزير الثقافة بالحضور في اجتماع اللجنة المشتركة من لجنتي الشئون الدينية والثقافية.. من المتوقع أن يحضر الوزير.. وأيا ما كانت نتيجة المواجهة فإنه بحسابات الوزير سيخرج في كل الأحوال منتصرا.. إذا أقيل أو أجبر علي الاستقالة فإنه سيكون 'شهيدا' للحرية وسيتم الاحتفاء به دوليا، وإذا استمر كوزير فإنه سيكون أقوي مما كان.
http://www.elosboa.com/elosboa/issues/505/01001.asp