هَل صاحتِ العنقاءُ في حِكايَِتها ؟
أمْ هَل سَمِعْتُ صَفِيرَ الصَمْتِ والعَسَسِ
اليومَ باتَتْ دِيارُ السَّاكِنينَ لَها
طَلَلاً بلا أُنسٍ فيها ولا إنسِ
والموتُ يُحكى هَمساً في أزِقّتِها
ويَقطَعُهُ نَعيقُ غُرابِهِ النَحْسِ
رَتَعتْ كِلابُ الرَفْضِ في شَوارِعِها
إذ غَابَ حَاميها في الدّهرِ بِالأمسِ
لا تَرثِ عَبداً إذا ما سِيقَ لِلعليا
بَلْ وارثِني مَجداً أضحى بِلا رأسِ
كالليثِ تُهلِكُهُ في الجُوعِ عِفّتُهُ
والضَبعُ يَنهَشُهُ أمِناً بِلا بَأسِ
فالنّفسُ تُفنِي الزادَ والحِلمُ يُبقِيها
والكُفْرُ يُفني الزادَ والحلمَ والنفسِ
ولمْ يَزَلْ زَمَني يَتْلو حِكايَتُهُ
يُصبِحْ يُرَدِّدُها جَدَلاً بِها يُمسي
فالفُرسُ تَفْجُرُ في الإسلامِ مِن فَجْرٍ
فَعُثمانُ والخطابُ وصلاحُ ذو البأس
واليومَ يَلحَقُهُم في الله رابِعُهُم
والأرضُ أوْرَثَها لِعَقيدةِ الرِّجسِ
فالحِقدُ مَنبَتُها والشِّركُ مَثمَرُها
و الثَّأر مَقصدُها ولَذَّةُ الجِنسِ
والعقلُ عِندهمُ حِكرٌ لِحوزتها
وخَيرهُم عِندي بَعرٌ مِن النَّجَسِ
ماتَ الجَوادُ ولازِلتُ أذكُرهُ
مادامَ لي بَدَني يَجرِي بِهِ نَفَسِي
لكنَّ دِينِيَ باقٍ رَغمَ أنفِهِمُو
أبداً ولن نَخشى سيفٌ ولا فأسِ
والله لن نُبقِي عِرقاً بِهِ صَفَوي
والدمُّ نَشرَبُهُ خَمراً بِلا كأسِ
والدِّينَ نُظهِرُهُ لو يكرَهِ الباغِي
ونحنُ أهلُ البيتِ, قريشُ لا الفُرسِ
فارقُبْ غُبارَ النَّقعِ وليُعجِزونَ بِها
صَمصامَتي بِيدِي وأبجِري فَرَسي