نسخ الأغاني يهدد عرش شركات الموسيقى
إعداد - محمد عبد الرحيم:
في ظل السقوط المريع الذي تشهده مبيعات السي دي والتراجع الكبير في نمو الإيرادات الرقمية فإن كبريات شركات التسجيل اصبحت اكثر من أي وقت مضى في طريقها للسماح بنسخ الموسيقى من على الانترنت بدون اي قيود· وذكر التنفيذيون في عدد من شركات التكنولوجيا المجتمعون في معرض مايدم التجاري العالمي السنوي الخاص بصناعة الموسيقى المنعقد في مدينة كان أن الخطوة التي تتجه الى بيع عدد غير محدود من الملفات الرقمية في جهاز إم بي ثري من قبل واحد على الأقل من أكبر أربع شركات رئيسية لتسجيل الموسيقى ربما تأتي في غضون أشهر قليلة من الآن· وبينما اشار التنفيذيون في مجال الموسيقى الى ان الجدل سوف يأتي لمصلحة شركات التكنولوجيا التي ستستفيد من هذا التغيير الا انهم لاحظوا أيضاً ان الجدل في هذه المسألة أخذ يتصدر قائمة الأجندة·
وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً يقول جون كنيدي رئيس الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية ''ان كلا من الشركات الرئيسية الكبرى أصبح في صراع مع مميزات ومساوئ التعامل مع أجهزة إم بي ثري بدون أية قيودات على الاطلاق· ولكنني أعتقد ان هذا العام هو عام التجربة''· على ان معظم العلامات التجارية المستقلة في مجال التسجيلات الموسيقية درجت على بيع الأغاني التي يمكن ضغطها ودمجها بشكل رقمي في جهاز إم بي ثري بحيث يمكن تحميلها أو إرسالها بالبريد الالكتروني أو نسخها لأجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الخليوية والأجهزة المتنقلة لتشغيل الموسيقى بالاضافة الى الاقراص المدمجة بدون قيود أو حدود· وترى الشركات المستقلة في توفير هذه الأغاني في جهاز إم بي ثري سبيلا لتحقيق الشهرة سوف يؤدي الى مبيعات في المستقبل· واذا ما قدر لإحدى الشركات الاربع الكبار ان يسلك هذا المسار فإن هذا الأمر على كل حال من شأنه ان يعتبر نوعاً من الاستسلام لسلطة ونفوذ الانترنت الذي نجح حتى الآن في تحطيم احتكارية كبار الشركات المنتجة للتسجيلات الموسيقية عبر توزيع الموسيقى في جميع أنحاء العالم خلال فترة العقد الماضي وسمح بتقاسم ومشاركة الملفات الموسيقية بصورة متزايدة فالاستنساخ الرقمي أصبح أكثر سهولة من أي وقت مضى كما ان اعداد الاغاني التي يتم تبادلها مجاناً على الإنترنت أخذت تشهد نمواً متعاظماً في نفس الوقت الذي تضاءلت فيه مبيعات أقراص السي دي· وحتى العام الماضي كانت الصناعة تعول على مشتريات الموسيقى من على الإنترنت بزعامة محال الموسيقى آي تيونز الرائدة في السوق من أجل احداث الفرق·
الا ان المبيعات الرقمية في عام 2006 والتي حققت زيادة بمعدل 80 في المئة من العام الاسبق قد شهدت نمواً أبطأ مما كان عليه الحال في عام 2005 ولم تستطع ان تعوض انخفاض الارباح في المبيعات الحقيقية وفقاً لتقرير خاص بالصناعة افرج عنه في الأسبوع الماضي في لندن·
وفي الاجمالي فإن مبيعات الموسيقى الرقمية والعادية على حد سواء قد شهدت تراجعاً بنحو 3 أو 4 في المئة في العام الماضي كما يشير كنيدي ولكن الانتقال الى أجهزة إم بي ثري الذي أصبح مستساغاً بالنسبة للتنفيذيين في مجال الموسيقى أكثر من السابق بات لا يعتبر أمراً حتمياً حدوثه كما حذر بعض القريبين من دوائر القرار في الصناعة· ولكن معظم الدفع باتجاه انتشار الموسيقى لم يجد اعتراضها أو مقاومة من ادارة الحقوق الرقمية المعروفة باسم فزحف حيث ان هذه الأنظمة الخاصة طوال فترة الستة أشهر الماضية ظلت تأتي من شركات التكنولوجيا والمعدات الالكترونية وشركات الانترنت وبشكل جزئي فإن السبب يعود الى فشل هذه الشركات في جهودها الرامية لانتاج نوع من الاقفال الرقمية تتسم بالبساطة والمرونة بالنسبة للمستهلك ويصعب اختراقها من قبل المتسللين في العديد من موديلات أجهزة تشغيل الموسيقى· على انه في حال توقف شركات التسجيل عن الاصرار على وجود ملفات الموسيقى المقاومة للتلاعب والتي سوف تصبح قابلة للاستخدام في معظم برامج المعلومات والأجهزة بشكل تبادلي واتوماتيكي فإن شركات التكنولوجيا بمنأى من المخاطر في نفس الوقت الذي ستتحمل فيه صناعة الموسيقى عبء بيع الاغاني القابلة للنسخ كما يشير بعض التنفيذيين·
ويقول جاري شابيرو رئيس اتحاد صناعة اليكترونيات المستهلك ''لقد أصبح بإمكاننا الافراج عن منتجاتنا بدون قيود من إدارة الحقوق الرقمية على هذه المنتجات بالطريقة التي يرغب فيها المستهلك ونحقق في نفس الوقت الكثير من الأموال''·
http://www.alittihad.co.ae/details.p...01/27&id=94445
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر المغرب الأقصى
