تعمالأوساط البريطانية حالة جدل واستياء بسبب ما تردد عن عزم الحكومة وضع كاميرات تعمل بأشعة أكس على أعمدة الإنارة في الشوارع لكشف الإرهابيين المسلحين والمجرمين الآخرين، وذلك في الوقت الذي صدرت فيه نداءات عن كبار ضباط الشرطة البريطانية لإعادة النظر في سياسة اعتراض العسكريين للمارة بموجب ما يعرف بإستراتيجية «رسم البروفايل» التي تستهدف الشخص الذي يتشابه في ملامح وجهه مع من يُحتمل قيامه بعمل إرهابي وليس لمجرد الاشتباه فيه أو في تصرفاته.
فبعد قيام مجلة «صن» بتسريب مذكرة رسمية يشار فيها إلى إمكانية تركيب كاميرات تعمل بأشعة إكس على أعمدة الإنارة في الشوارع لتسهيل عملية ضبط المسلحين عن طريق رؤية ما يخفونه تحت ملابسهم، أعرب بعض المسؤولين البريطانيين عن قلقهم من أن تتسبب الخطوة في حال تنفيذها في حالة استياء عامة بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، وذلك لأن مثل تلك الكاميرات ستُظهر المارة وهم عراة تقريباً.
وكانت مجلة «صن» قد أشارت في عددها الصادر في 17 يناير إلى وجود مذكرة أرسلتها وزارة الداخلية إلى مجموعة عمل تابعة لرئيس الوزراء حول الجرائم الأمنية والعدالة يُقترح فيها تركيب مثل تلك الكاميرات. ومن جهتها قالت المتحدثة باسم وزارة الداخلية لوكالة «الأسوشيتد برس»: «نحن لا نعلق على الوثائق التي يتم تسريبها».
وفي الوقت ذاته صدر عن كبار ضباط الشرطة البريطانية عدد من الدعوات الجادة لإعادة النظر في سياسة اعتراض الشرطة للمارة وتفتيشهم في حال الاشتباه في تورطهم بالإرهاب بعد تذمر المسلمين البريطانيين مما اعتبروه تعمد رجال الشرطة استهداف الآسيويين أو من تبدو ملامحه آسيوية أو شرق أوسطية أو يرتدي ملابس إسلامية.
الجدير بالذكر أنه ونتيجة لإستراتيجية البروفايل خلال العامين الماضيين، تعرض الشباب الآسيوي أكثر من غيرهم للتفتيش في محطات القطارات والمطارات والأماكن العامة.
وجاءت المبادرة من ريتشارد غارجيني، منسق سياسات الاتحاد القومي للتعاون بين المجتمعات، لرؤساء قوات الشرطة المختلفة في بريطانيا. وقال غارجيني إنه يعتقد أن المادة 44 من قانون مكافحة الإرهاب لعام 2000، قد يعاد صياغتها، بعد أن أدت لمشاكل كثيرة وأغضبت الكثير من مسلمي بريطانيا، خاصة الآسيويين. وكان غارجيني يتحدث في ندوة عقدتها جمعية حوار السلامة السلامية في المركز الإسلامي الاجتماعي بشرق لندن حيث اتهم فيها الشرطة البريطانية بالتمييز والتحيز ضد المسلمين.
كما لم ينج الإعلام من الانتقادات أيضا، حيث اتهم وزير شؤون المجتمعات المحلية والأقليات في وزارة الداخلية، فيليب وولاس، الصحافة بعدم فهم الإسلام وبالتكاسل واتباع أجندة سهلة مسبقة بانطباعات سلبية ضد المسلمين.
المصدر