وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ابتدأت أذم الصمت واختتمت في واد آخر غريب...
اعذروني في ذلك، فقد رأيت الحاجة له، لعل الأحوال تصطلح...
الخاتمه حملت تفسيرات كثيرة لهجومك على الصمت ولا غريب في هذا فكثيراً ما يُظلم الصامتون , وليس الصمت سبب ظلهم فقد حاولوا الكلام ولكنه لم ينفعهم بل كثيراً ما رأوا فيه خيانة التعبير والجري في حلقة مغلقه ,أما ظلمهم فهو في جهل مُحدثهم لمعنى صمتهم , والمعنى يعتمد على حسب الموقف فالصمت يكون أبلغ من الكلام في مواقف عديدة , والصمت المذموم هو صمت واحد فقط : الساكت عن الحق شيطان أخرس .. أما الصمت الذي تقصده في موضوعك فهو في صمت محدثك عند الجدال , فتفسير صمته يعتمد على شيئين إما الحجة إما الأسلوب فإذا كانت حجتك قوية وأسلوبك هاديء ومتفهم , فهذا في الغالب لا يؤدي إلى صمت الطرف الآخر بل العكس سيشكرك ويحترمك ,وإذا صمت فهو صمت كبرياء مع إقرار في النفس بصحة ما قُلت , أما لو كانت حجتك قوية وأسلوبك حاد ومستهزئ فإن صمت الطرف الآخر هو لتجنب
الإساءة إليه بهذا الأسلوب , إن تفسيرالمُحدث لصمت الآخر على أنه قلة للبرهان و تصلب وإهانه وإستعلاء لهو دليل على خوض الأول الحوار بعصبية وبمبدأ " يا أنا يا إنت " , وهذه المشكلة منتشرة بكثرة بين الناس , وهؤلاء تُسيطر عليهم عاطفة الغرور فلا يهتموا ويحرصوا في الحوار على إفادة الشخص الآخر وإقناعه بقدر ما يحرصوا على إظهار أنفسهم وتحطيم الرأي الآخر , لديهم أفكار مسبقة أن مُحدثهم عنيد ولا يُمكن له أن يفهم , ولكن العصبية في النقاش ممكن أن تهدأ مع الأيام وتخف إن كان الهدف واحد فقط وهو كسب الآخرين لرأي معين بقوة الحجة و حلاوة الأسلوب ...
أنا أسامح، وأسامح بكثرة و"صدق"، لكنني لا أنسى إلا نادرا..
كنت أقول مثل هذا , ولكني اكتشفت أن المسامحه لم تكن صادقه تماماً , إنما محاولة لتصفية القلوب ومضي للحياة ومع عدم نسياني سأظل أحسب وأجمع الإساءات في ذاكرتي حتى إذا ما غضبت " أجيب الأولي والتالي " نعم كنت قد سامحت ولكن الذاكرة لم تعترف بذالك , النسيان أمر سهل فقط لا تتذكر وستنسى ...
عذراً على الإطاله , كل ما كتبته كان نتاج تجارب كثيرة أتلقاها من الطفولة .
وعذراً إن كان في كلامي قسوة فلم يهن عليّ الصمت كما أني أتمنى الإفادة ..