رابعًا بيِّن أهمية الأخ لأخيه:
إذا كنت ترغب أن يسود الحب والود بين أبنائك فما عليك إلا أن تبين أهمية الأخ لأخيه
وتشرح له عن الفوائد الجمة التي يفعلها الإخوان لبعضهم البعض.
وهنا يجدر بك أن تسرد لأبنائك الأحاديث التي توضح تلك الأهمية التي يكتسبها الأخ من
أخيه إذًا فالأخ هو الساعد الأيمن لأخيه، وقد تجلى ذلك أيضًا في قصة موسى حينما
قال: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي [29] هَارُونَ أَخِي [30] اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي [31] وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طـه:29 ـ 32].
بهذه الطريقة تكون قد أشعرت ابنك بأهمية أخيه, وبالتالي تكون قد شددت أواصر
العلاقة والمحبة بينهم.
خامسًا اسقِ شجرة الحب بينهم
ولكن كيف يتم ذلك؟
اسمع تأتيك الإجابة على لسان أحد الآباء:
لقد رزقني الله عز وجل الوليد الثاني بعد أن جاوز عمر الأول السنتين، وحمدت الله
تعالى كثيراً على ذلك، وكما هو الحال عند كل الأطفال أخذ ولدي الأول يشعر تجاه
أخيه كما يشعر الإنسان تجاه منافسيه، وكان ينظر إليه باستغراب ودهشة وعدم رضا،
وكأن علامات الاستفهام التي تدور في مخيلته تقول:
لماذا احتل هذا الغريب مكاني؟ من هو هذا الجديد؟ هل يريد أن يأخذ أمي مني؟
وبدأ الحسد والغيرة يدبان في نفسه, حتى أنه تسلل إليه وصفعه وهو في مهده, لق
د كانت تلك هي آخر صفعة، حيث أدركت على الفور أنه لا بد من وضع حل ناجح يمنع
الأذى عن هذا الرضيع، فكرت بالأمر مليًا حتى اهتديت إلى فكرة سرعان ما حولتها
إلى ميدان التطبيق حيث جئت ببعض اللعب الجميلة والمأكولات الطيبة ووضعتها في
المهد عند طفلي الرضيع, ثم جئت بولدي الأكبر، وأفهمته بالطريقة التي فهمها
الأطفال أن أخاه الصغير يحبه كثيرًا، وقد جاء له بهدايا حلوة وجميلة ثم أمرته بأن
يأخذها منه فأخذها وهو فرح مسرور.
ومنذ ذلك اليوم لم أترك هذا الموضوع، حيث أوصيت زوجتي أن تقدم لابننا ما تريد أن
تقدمه باسم الابن الصغير.
وكل يوم كان يمضي كان ولدي الأكبر يزداد حبًا لأخيه حتى وصل به الأمر إلى البكاء
عليه فيما لو أخذه أحد الأصدقاء، وقال له مازحًا: إنني سأسرق أخاك منك، والعكس
صحيح ... ادفع الكبير إلى أن يقدم الهدية للصغير، وهكذا اسقِ شجرة الحب بينهم.
سادسًا اقضي على الظلم والحسد بينهم
ابحث عن أسباب الشقاق وبواعث الحقد والخصام بين الأبناء ثم اقتلها من الجذور وازرع
مكانها رياحين المودة والإخاء.
ومن أسباب الخصام السيئة هي: الاعتداء والظلم والحسد، فلو كان أبناؤك يعتدون
على بعضهم البعض ويمارسون الظلم وفي صدروهم يعشش الغل والحسد حينئذٍ فلا
غرابة إذا لم تجد فيهم الحب والود والإخاء.
مثال: أحيانًا نجد الأخ الكبير في العائلة يصبح مستبدًا إلى آخر حد يقوم بأحكام سيطرت
ه الحديدية على أخواته مكسورات الجناح وكأنه سلطان جائر.
هنا لابد أن يتدخل الأب ويفك القيد ويرفع الظلم وإلا فالأبناء كلهم سيصبحون على
شاكلة أخيهم الكبير لأن الأجواء الملتهبة تخلق من أفراد الأسرة وحوشًا ضارية تضطر
الكبير أن يستضعف الذين هم أصغر منه وهكذا بالتسلسل حتى آخر طفل.
سابعًا: اجعل الحوار والتفاهم وسيلة لحل المشكلات
كثيرًا ما يحدث أن يتشاجر طفلان على لعبة معينة ويبدأ كل منها يجر اللعبة، هنا على
الأم أو الأب أن يسرع إلى والديه ويحاول أن يرضي أحد الطرفين بالتنازل .. مثل أن
يقول لهما: ليلعب كل واحد منكما بهذه اللعبة نصف ساعة واحدًا بعد واحد'.
araaknes